الإثنين 25 مارس / مارس 2024

تطور سريع يثير المخاوف.. هل يخرج الذكاء الاصطناعي عن سيطرة الإنسان؟

تطور سريع يثير المخاوف.. هل يخرج الذكاء الاصطناعي عن سيطرة الإنسان؟

Changed

حلقة من برنامج "للخبر بقية" تناقش دلالات دعوة إيلون ماسك ومئات الخبراء العالميين عبر عريضة إلى وقف مؤقت لتطوير برامج الذكاء الاصطناعي (الصورة: غيتي)
تأتي المخاوف التي ساقها الخبراء في وقت اجتذب روبوت الدردشة "تشات جي بي تي 4" انتباه المشرعين الأميركيين الذين تساءلوا عن تأثيره على الأمن القومي والتعليم.

حث مالك منصة تويتر الملياردير إيلون ماسك وعدد من خبراء الذكاء الاصطناعي في رسالة مفتوحة على التوقف لمدة 6 أشهر على أقل تقدير عن تطوير أنظمة أشد قوة من روبوت الدردشة "تشات جي بي تي 4" الذي أطلقته شركة openai مؤخرًا.

وأكدوا في الرسالة أنهم غير متيقنين من آثار هذا التطوير ومن إمكانية إخضاع هذه التقنيات للسيطرة والتحكم في ما خص أخطارها.

كما طالبوا مطوري الذكاء الاصطناعي بالعمل مع صانعي السياسيات لتسريع تطوير أنظمة حوكمة قوية للذكاء الاصطناعي وفق نص الرسالة.

وتأتي المخاوف التي ساقها هؤلاء الخبراء في وقت اجتذب روبوت الدردشة "تشات جي بي تي 4" انتباه المشرعين الأميركيين الذين تساءلوا عن تأثيره على الأمن القومي والتعليم، فيما حذرت وكالة الشرطة الأوروبية قبل أيام من خطر استخدام التطبيق في محاولات الخداع الإلكترونية ونشر المعلومات المضللة والجرائم الإلكترونية.

بدورها، أماطت الحكومة البريطانية أخيرًا اللثام عن مقترحات لوضع إطار تنظيمي قابل للتكيف مع الذكاء الاصطناعي وهو ما يعني وضعه تحت المراقبة والتحكم.

إلا أن معدي الرسالة يؤكدون أنها لا تعني ضرورة توقف تطوير الذكاء الاصطناعي بل مجرد التراجع عن السباق الخطير في هذا "الصندوق الأسود" وفوق وصفهم والذي لم يسبق له مثيل ولا يمكن التنبؤ بقدراته الناشئة، في الوقت الذي ترتفع فيه أصوات تطالب بوضع قواعد توفر شفافية أكبر في مجموعات البيانات المستخدمة.

"فترة قد لا تكون كافية"

وفي هذا الإطار، يوضح الباحث في سياسات الذكاء الاصطناعي بمعهد مستقبل الحياة كارلو إغناسيوس أن الهدف من رسالة ماسك وخبراء الذكاء الاصطناعي هو السماح للشركات ومؤسسات الأعمال والحكومات بالتعرف على إمكانية وضع قواعد وقوانين في ظل تصاعد قوة أنظمة الذكاء الاصطناعي وقبل أن تصبح أكثر ذكاء من البشر.

وأكد في حديث إلى "العربي" من بوغوتا أن فترة 6 أشهر هي مبدئية، متمنيًا أن تفكر المؤسسات والحكومات بهذا الأمر بجدية وأن تأخذ وقتها وتبذل الجهود اللازمة من خلال وضع الآليات المطلوبة للحماية.

ولفت إلى أن فترة الـ6 أشهر المقترحة قد لا تكون كافية، إلا أنه يمكن خلالها أن يتخذ قرار ما إذا كنا بحاجة إلى مزيد من الوقت وخصوصًا لناحية التعامل مع الأنظمة التي يمكن أن تشكل مخاطر وتهديدات لحياة الإنسان.

إلا أن إغناسيوس شدد على أنه يمكن الاستمرار بتطوير الأنظمة الأخرى التي لا تشكل تهديدًا في هذه الفترة.

هل من داع للهلع؟

بدوره، استبعد أستاذ حوسبة اللغة والإعلام الرقمي في الجامعة اللبنانية غسان مراد أن تؤدي فترة الستة أشهر إلى نتيجة في هذا الإطار، لافتًا إلى أن النصوص موجودة إلا أن العبرة في تنفيذها.

مراد الذي شدد في حديث إلى "العربي" من بيروت على أهمية أن تلتزم الشركات في أخلاقيات الذكاء الاصطناعي، رأى أن "تشات جي بي تي" يشكل خطرًا كبيرًا حاليًا لأنه يمكن أن يقدم معلومات عن طريقة تصنيع قنبلة أو صنع نوع من السم على سبيل المثال.

واعتبر أنه من غير الممكن وضع تشريعات وتطبيقها بالسرعة اللازمة في ما خص مواجهة أخطار الذكاء الاصطناع.

ورأى أن لا داعي للهلع من الذكاء الاصطناعي لافتًا إلى أن الإنسان هو من يضع البيانات داخل برمجيات الذكاء الاصطناعي، مشددًا في الوقت ذاته على ضرورة الانتباه إلى ما يتم تلقينه من بيانات لتلك البرمجيات.

تطور سريع جدًا

الصحفي المتخصص بالتكنولوجيا محمد علي السويسي يوضح أن وتيرة التطوير للذكاء الاصطناعي سريعة جدًا، على غرار تطور "شات جي بي تي 3" إلى "شات جي بي تي 3.5" ومن ثم "تشات جي بي تي 4" بشكل سريع.

وشرح في حديث إلى "العربي" من باريس أن عدد الشركات الناشئة التي باتت تعتمد على الذكاء الاصطناعي ارتفع منذ نهاية عام 2022  بنسبة 24%.

وحول خطورة الذكاء الاصطناعي، أشار السويسي إلى أن برنامج "تشات جي بي تي" تم استخدامه لتنفيذ هجمات سيبرانية على سبيل المثال، كما بات مصدر قلق كبير للبحوث العملية في الجامعات.

كما تطرق إلى منصة ميدجورني للذكاء الاصطناعي التي تطورت إلى الجيل الخامس قبل أيام الأمر الذي سمح لها بتركيب صور لشخصيات سياسية بدت وكأنها حقيقية على غرار صورة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون فوق سلة قمامة، وبابا الفاتيكان بلباس لماركة عالمية، وباراك أوباما برفقة أنجيلا ميركل على شاطئ البحر.

وأوضح أن الخطورة في هذا الأمر هو أن هذه الصور تم تسويقها على أنها حقيقية وباتت مصدرًا للأخبار الزائفة، محذرًا من استعمال الذكاء الاصطناعي بنسق متطور جدًا على منصات لا تحتوي على أي نوع من الضوابط.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close