أظهرت نتائج دراسة حديثة أجراها علماء في جامعة هارفرد أن فيروس "إبشتاين-بار"، يسهم في الإصابة مرض التصلب العصبي المتعدد الذي كانت أسباب الإصابة به مجهولة.
والتصلب المتعدد مرض قد يؤدي إلى الإعاقة، ويحدث عندما تهاجم خلايا الجهاز المناعي عن طريق الخطأ الطبقة الواقية من الألياف العصبية مما يؤدي إلى تآكلها تدريجيًا.
ولطالما اشتبه في أن فيروس "إبشتاين-بار" يؤدي دورًا في تطوير مرض التصلب العصبي المتعدد. وهذا الارتباط يصعب إثباته لأن كل شخص تقريبًا يصاب بهذا الفيروس في سن مبكرة، لكن قليلين فقط يصابون بمرض التصلب المتعدد.
وأعلن باحثون من هارفرد عن واحدة من أكبر الدراسات التي تدعم نظرية مساهمة الفيروس بالمرض، بعدما قاموا بتتبع عينات الدم المخزنة لأكثر من 10 ملايين شخص الجيش الأميركي، حيث وجدوا أن خطر الإصابة بالمرض زاد بنسبة 32 ضعفًا بعد عدوى "إبشتاين-بار".
سبب وليس نتيجة
وتشير النتائج بقوة إلى أن عدوى الفيروس هي سبب وليس نتيجة لمرض التصلب المتعدد. ويبدو أن الفيروس هو السبب الأساسي للمرض ولكنه ليس العامل الوحيد الخبراء الذين يحذرون من أن جينات قد تجعل الناس أكثر عرضة للخطر.
ويشتهر "إبشتاين-بار" بتسببه بكريات الدم البيضاء الأحادية أو المعدية لدى المراهقين أو الشباب، لكنه غالبًا ما يحدث من دون أعراض فهو فيروس يظل خاملًا في الجسم بعد الإصابة الأولية ورُبط لاحقًا بتطور بعد أمراض المناعة الذاتية وأنواع من السرطان النادرة.
ومن غير الواضح، ومن بين الاحتمالات ما يسمى بالـ" التقليد الجزئي"، أي أن البروتينات الفيروسية قد تبدو مشابهة لبروتينات الجهاز العصبي لدرجة أنها تحفز الهجوم المناعي الخاطئ.
ويفتح بحث جامعة هارفرد الباب أمام احتمالية الوقاية من مرض التصلب المتعدد عن طرق منع عدوى "إبشتاين-بار"، في وقت تستمر المحاولات لتطوير لقاح ضد هذا الفيروس من قبل شركات ومن بينها "موديرنا".