أثار غياب النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو عن مراسم جنازة زميله في المنتخب ديوغو جوتا وأخيه أندريه، يوم أمس السبت، جدلًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، لاسيما من قبل جماهير ليفربول الإنكليزي.
ووجه آلاف البرتغاليين وجماهير النادي الإنكليزي، انتقادات حادة بحق نجم نادي النصر، الذي يتمتع حاليًا بإجازة عائلية، لكن صحيفة "ريكورد" البرتغالية، أكدت أن رونالدو اختار عدم الحضور لأسباب شخصية.
وكان النجم التاريخي للبرتغال قد أوضح في تصريح سابق أنه منذ وفاة والده عام 2005 يفضل إحياء مراسم العزاء بعيدًا عن الأضواء حفاظًا على الخصوصية وعدم تحويلها "لدعاية إعلامية"، كما اتفق مع عائلة جوتا على أن غيابه سيكون الأنسب، كون حضوره سيكون محط اهتمام إعلامي واسع بعيد عن مراسم الجنازة.
"سيرك إعلامي"
وكانت تقارير صحافية قد أكدت أن رونالدو، وبالرغم من غيابه عن الجنازة، تواصل بشكل خاص مع أسرة ديوغو جوتا وعبّر لهم عن دعمه العاطفي من خلال مكالمات ورسائل شخصية، مؤكدًا وقوفه إلى جانبهم في هذه المحنة.
وكان رونالدو قد كتب على حسابه في منصة إكس بعد وفاة جوتا: "هذا غير منطقي. كنا معًا في المنتخب الوطني للتو، وتزوجت للتو"، وأضاف: "إلى عائلتك وزوجتك وأولادك، أتقدم بأحر التعازي وأتمنى لهم كل القوة. أعلم أنك ستكون معهم دائمًا. رحم الله، ديوغو وأندريه. سنفتقدكما".
وتوفي ديوغو جوتا وشقيقه في حادث سيارة بشمال غرب إسبانيا في ساعة مبكرة من صباح يوم الخميس، عندما انحرفت سيارتهما من طراز لامبورغيني عن الطريق واشتعلت فيها النيران، وبعد أسبوعين فقط من إعلان زواجه من شريكته وأم أطفاله الثلاثة.
من ناحية أخرى، أكدت صحيفة "أ بولا" البرتغالية ما أوردته زميلتها "ريكورد"، وذكرت بأن سبب غياب رونالدو يعود إلى رغبته في تجنب الأضواء والتركيز الإعلامي عليه، حيث نقلت عن مصادر قريبة منه أنه قرر عدم الحضور "لتفادي السيرك الإعلامي" الذي لن يؤدي إلا إلى "مزيد من المتاعب لعائلة ديوغو وأندريه".

وأضافت الصحيفة أن رونالدو تواصل مباشرة مع عائلة جوتا، وتم الاتفاق على أن هذا القرار هو الأفضل.
جمهور ليفربول" لا ينسى"
ورغم هذا الاتفاق، امتلأت مواقع التواصل الاجتماعي بانتقادات واتهامات لرونالدو بعدم أداء دوره كقائد للمنتخب.
لكن كريستيانو تمسك بقراره، مؤكدًا أن ظهوره يثير ضجة لا لزوم لها في وقت يفترض أن يكون مخصصًا لمساندة العائلة المكلومة ومواساتها بعيدًا عن أي صخب، وفق صحيفة "آس"" الإسبانية.
وبالإضافة إلى الاتفاق مع العائلة، ذكرت صحيفة "أ بولا" أن رونالدو أجرى محادثة شخصية مع والدي ديوغو وأندريه، وكذلك مع زوجة جوتا، روت، عارضًا تقديم أي دعم ممكن، ومؤكدًا لهم أنه سيكون إلى جانبهم كلما احتاجوا إليه.
وبالنسبة لجمهور ليفربول، فإن الانتقاد كان مضاعفًا، وذكّر بعضهم رونالدو، بالتحية التي وجهتها إليه الجماهير حين غاب عن مباراة مانشستر يونايتد والريدز في أبريل/ نيسان عام 2022، في الدقيقة السابعة.
ويومها وقفت جماهير ليفربول وصفقت طويلًا لرونالدو الغائب، بسبب وفاة طفله أثناء الولادة، بينما ولدت ابنته الأخرى التوأم بصحة جيدة.
شقيقة رونالدو ترد
وأمام موجة الانتقادات، خرجت شقيقة النجم البرتغالي لتدافع عن أخيها، وذكرت كاتيا أفرو على منصة إنستغرام، بما حصل مع عائلتها، يوم توفي والدها، وقالت إنها وشقيقها واجهت "سيلًا من الكاميرات والمتطفلين في المقبرة".
وتابعت شقيقة رونالدو بالقول: "إذا أرسل لي أحدهم رسالة ينتقد أي شيء يفعله أخي، سأقوم بحظره وتجاهله تمامًا، الأمر أصبح متعبًا. التعصب. الانتقاد دون سبب، أكرر دون سبب… مجتمع مريض… لدينا جميعًا عائلات".
وأضافت: "من المخجل جدًا مشاهدة قنوات التلفزيون والمعلّقين وشبكات التواصل يركزون على غياب أخي، بدلاً من تكريم محترم لألم عائلة مشلولة من فقدان اثنين من أبنائها".
وودعت البرتغال، يوم أمس، ديوغو جوتا وشقيقه بمأتم مهيب أقيم في بلدة غوندومار الصغيرة، مسقط رأس اللاعبين، وسط حشد رسمي تقدمه رئيس الجمهورية، ووفد رياضي كبير من ليفربول ضم لاعبين وإداريين، إضافة لأصدقاء جوتا في المنتخب.