Skip to main content

تعرض لانتقادات واسعة.. هل مسّ فيلم "أميرة" بكرامة الأسرى الفلسطينيين؟

الثلاثاء 21 ديسمبر 2021

تعرّض فيلم "أميرة" الذي يسلّط الضوء على موضوع شائك يتعلق بتهريب نطف الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية إلى حملة انتقادات واسعة في الدول العربية.

وواجه صُنّاع الفيلم سلسلة انتقادات بينها الانخراط في حملة إساءة للأسرى وللأبناء المولودين من تلك النطف المهرّبة.

ويروي الفيلم الذي يُعَدّ إنتاجًا مشتركًا أردنيًا فلسطينيًا مصريًا، وتمّ سحبه من ترشيحات الأوسكار، قصّة "أميرة" التي وُلِدت من نطفة مهرّبة لأسير فلسطيني، لتكتشف بعد سنوات أنّها ابنة ضابط إسرائيلي.

إزاء ذلك، تُطرَح العديد من علامات الاستفهام، فهل شكّل فيلم "أميرة" مساسًا بكرامة الأسرى الفلسطينيين وعائلاتهم؟

جانب "غير مروي" عن معاناة الفلسطينيين

يرى المؤلف والسيناريست محمد هشام عبيه أنّ فيلم "أميرة"، من خلال القضية التي يعرضها، سلّط الضوء على جانب آخر من معاناة الفلسطينيين غير مروي من قبل.

ويشير في حديث إلى "العربي"، من القاهرة، إلى أنّ الفيلم بهذا المعنى ركّز على جانب مؤثر في الواقع الفلسطيني، وهو بذلك يثير التفكير والألم.

ويلفت إلى أنّ الرسالة التي يمكن الخروج بها من الفيلم مغايرة للجدل الذي أثير حوله، بل هي على النقيض تقوم على أنّ الاحتلال يفسد حياة الفلسطينيين في كل تفاصيلها.

ويعتبر أنّ الفيلم لا يدحض فكرة مقاومة الاحتلال، ولكنّه يدعو لإدراك واقع أن المقاومة يمكن أن تأخذ مسارًا غير متوقع، "وهذا ليس معناه إدانة لأي طرف من أطراف المقاومة".

فيلم "أميرة" يتبنى الرواية الإسرائيلية؟

في المقابل، يعتبر مخرج الأفلام الوثائقية أشرف مشهراوي أنّ مشكلة فيلم "أميرة" تكمن في قلة المهنية التي ارتكز فيها لمعالجة قضية حساسة ما زالت قائمة، وفي قلب الصراع مع المحتل.

ويشير في حديث إلى "العربي"، من إسطنبول، إلى أنّ المفاجئ ليس أنّ الاحتلال يستخدم في حربه النفسية إقناع الأسرى أنّ نطفهم ليست لهم وأنه يمكن استبدالها، ولكن أن الفيلم يتبنى هذه الرواية الإسرائيلية، رغم أنّها غير حقيقية.

وفيما يتحدّث عن مشاكل في الحوار وفي كثير من التفاصيل التي لا علاقة لها بالواقع الفلسطيني، يعتبر أنّ الرواية الفلسطينية غابت عن الفيلم، كما غاب عنه أيضًا البحث والفهم الحقيقي للواقع الفلسطيني.

ويوضح أنّ الفيلم استخدم قصة "أميرة" وانطلق بها بطريقة مخالفة للواقع وتنحاز للرواية الإسرائيلية على حساب الحقيقة الفلسطينية وهذا الذي أساء للفلسطينيين أنه تم استخدامهم في سياق يختلف عن السياق الذي يناضلون من أجله.

المصادر:
العربي
شارك القصة