بعد دعوات غاضبة للتصعيد مع الاحتلال الإسرائيلي في أعقاب مجزرة مخيم جنين، تتجه الأنظار إلى نقاط التماس مع إسرائيل في عدة مناطق من الضفة الغربية.
وتشهد مدن الضفة الغربية اليوم الجمعة حدادًا عامًا، بعد إعلان الرئيس الفلسطيني محمود عباس الحداد وتنكيس الأعلام لمدة ثلاثة أيام، وتبعه إعلان الفصائل الفلسطينية عن يوم لتصعيد المواجهة مع جيش الاحتلال الإسرائيلي على نقاط التماس، وتكثيف المشاركة في المقاومة الشعبية في المسيرات التي تخرج بشكل أسبوعي كل يوم جمعة للتنديد بالاستيطان في المناطق الفلسطينية، حسبما أفاد مراسل "العربي".
وأفاد مراسلنا بأن هناك حالة من الغضب والحداد والحزن تسيطر على الضفة الغربية بعد يوم من استشهاد 10 فلسطينيين دفعة واحدة، 9 منهم في مخيم جنين والشهيد العاشر في بلدة الرام في ضواحي القدس، مشيرًا إلى أن هذه الجريمة كانت بالنسبة للفلسطينيين حدثًا صادمًا وكانت لها ارتدادات شعبية.
"مجزرة".. استشهاد 9 فلسطينيين خلال اقتحام قوات الاحتلال #مخيم_جنين تقرير: سلمان النجار pic.twitter.com/CYWXDBi53c
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) January 26, 2023
ولفت إلى خروج مسيرات ومواجهات خلال الليل في أكثر من منطقة بالضفة الغربية لا سيما في بيتا جنوبي نابلس وقرية النبي صالح شمال رام الله بالإضافة إلى مناطق في الخليل.
كما أفاد مراسلنا بأن جيش الاحتلال يعزز قواته في الضفة الغربية المحتلة خاصة في الطرق التي يستخدمها المستوطنون.
مطالبات بحماية الشعب الفلسطيني
سياسيًا، طالب مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة، رياض منصور، الخميس، المجتمع الدولي بأن يتخذ خطوات ملموسة لحماية الفلسطينيين، من بطش قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وبعث منصور بثلاث رسائل متطابقة إلى كل من الأمين العام للأمم المتحدة، ورئيس مجلس الأمن لهذا الشهر (اليابان)، ورئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، حول مواصلة إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، اعتداءاتها على الشعب الفلسطيني في ظل غياب الحماية الدولية.
وأشار منصور في رسائله إلى عملية الاجتياح واسعة النطاق التي قامت بها قوات الاحتلال الإسرائيلي الخميس في مخيم جنين للاجئين شمال الضفة والتي أسفرت عن استشهاد تسعة فلسطينيين.
وأشار منصور إلى حقيقة أن إسرائيل وقواتها العسكرية ومستوطنيها ليس لهم أي حق على الإطلاق في التواجد على الأرض الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، وأنه لا يوجد أي مبرر لاقتحاماتها المتكررة للمدن والمناطق الفلسطينية، مشددًا على ضرورة التمسك بقانون حقوق الإنسان، بالفعل وليس بالقول فقط.
قوات الاحتلال تقتحم #مخيم_جنين.. إليكم التفاصيل 👇#فلسطين تقرير: فادي العصا pic.twitter.com/nHet8BIlBI
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) January 26, 2023
ولفت الانتباه إلى المزاعم التي أدلى بها ممثل الاحتلال خلال اجتماع مجلس الأمن في 18 يناير/ كانون الثاني الجاري فيما يتعلق باستشهاد الفلسطيني أحمد كحلة (45 عامًا)، أمام ابنه المراهق، والتي تتناقض مع كافة الأدلة، بما في ذلك ما أوردته وسائل الإعلام الإسرائيلية، مؤكدًا ضرورة أن يتوقف العالم عن قبول الرواية الإسرائيلية المشوهة، ومشددًا على أن إسرائيل ليست لها سيادة على الأرض الفلسطينية.
وقف جرائم الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني
كما دعا منصور المجتمع الدولي للعمل على ضمان توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، بما يتماشى مع القانون الإنساني الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة، وتقرير الأمين العام في العام 2018 بهذا الخصوص.
وأكد على الحاجة الملحة للمساءلة من أجل ردع ووقف هذه الجرائم ضد الشعب الفلسطيني.
الأكبر منذ العام 2002.. إليكم تفاصيل اقتحامات #مخيم_جنين من قبل قوات الاحتلال 👇 pic.twitter.com/YDO1aio3Jm
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) January 26, 2023
ودعا منصور المجتمع الدولي إلى إدانة جميع هذه السياسات والممارسات الإسرائيلية غير القانونية بشكل حازم، وضرورة اتخاذ تدابير ملموسة للمساءلة، إلى جانب ضرورة تنبيه إسرائيل إلى أنه لن يتم التسامح معها على جرائمها ضد الشعب الفلسطيني، وانتهاكاتها المتكررة لحقوق الإنسان والقانون الدولي، مشددًا على ضرورة خضوعها لمعايير القانون الدولي مثل كل دول العالم.
زيارة رئيس الـ"سي أي إيه"
كذلك، أشار منصور إلى القرارات التي اتخذتها القيادة الفلسطينية وفي مقدمتها اعتبار التنسيق الأمني لم يعد قائمًا، وضرورة التحرك باتجاه مجلس الأمن وتطبيق قراراته، خاصة ما يتعلق بتوفير الحماية للشعب الفلسطيني.
وتزامًنا مع تصاعد التوتر، بدأ رئيس وكالة المخابرات المركزية الأميركية "سي أي إيه" وليام بيرنز، زيارة غير معلنة المدة للأراضي الفلسطينية وتل أبيب.
وأوردت هيئة البث الإسرائيلية، الجمعة، أن بيرنز وصل إلى تل أبيب الخميس، والتقى كبار المسؤولين الإسرائيليين بينهم رئيس جهاز "الموساد" ديفيد بارنياع.
وأشارت إلى أن بيرنز يزور أيضًا الأراضي الفلسطينية، دون الكشف عن تفاصيل أخرى.
وتأتي زيارة بيرنز بعد زيارة مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان وقبيل زيارة وزير خارجية واشنطن أنتوني بلينكن، للأراضي الفلسطينية وإسرائيل المرتقبة يومي الإثنين والثلاثاء المقبلين.