اعتبر رئيس المخابرات الخارجية الفرنسية نيكولا ليرنر اليوم الجمعة، أن تعزيز النشاط النووي الإيراني من المتوقع أن يكون "التهديد الأكثر خطورة" في الشهور المقبلة.
وتجري إيران محادثات مع بريطانيا وفرنسا وألمانيا في جنيف الجمعة لبحث برنامجها النووي، في سياق التوتر الحاد في الشرق الأوسط بين إيران وحلفائها من جهة وإسرائيل من جهة أخرى، حسب وكالة فرانس برس.
وأكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن الجمهورية الإسلامية تخطط لوضع حوالي 6000 جهاز طرد مركزي جديدة في الخدمة لتخصيب اليورانيوم، وفق تقرير اطلعت عليه فرانس برس الجمعة.
بريطانيا: طموحات إيران النووية "تهديد لنا جميعًا"
وفي تصريحات أدلى بها في باريس مع نظيره البريطاني، قال ليرنر: "خدماتنا تعمل جنبًا إلى جنب لمواجهة ما يمثل دون شك أحد أكثر التهديدات خطورة في الشهور المقبلة".
من جهته، قال مدير جهاز الاستخبارات البريطاني ريتشارد مور الجمعة: إن طموحات إيران النووية تمثّل "تهديدًا أمنيًا عالميًا كبيرًا حتى بعد الانتكاسات التي تعرّض لها كل من حزب الله وحماس".
وأضاف مور في خطاب في باريس أن "المليشيات الموالية لإيران في أنحاء الشرق الأوسط تعرّضت إلى ضربات كبيرة.. لكن طموحات النظام النووية ما زالت تمثل تهديدا لنا جميعًا".
وتابع أن "النظام الإيراني يبقي على جهوده الرامية للقضاء على المعارضين في الداخل والخارج".
وبعد محادثات سرية في جنيف، أفاد دبلوماسي إيراني بأنّ إيران وألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة "ستواصل محادثاتها الدبلوماسية في المستقبل القريب".
وقال نائب وزير الخارجية كاظم غريب آبادي: "نحن ملتزمون بشدّة في الدفاع عن مصالح شعبنا ونفضّل طريق الحوار والمشاركة"، مضيفًا أنّ المناقشات كانت "صريحة".
محادثات بين إيران والأوروبيين في جنيف
وعشية هذه المحادثات أعلن الدبلوماسي الأوروبي إنريكي مورا أنه أجرى في جنيف الخميس "مناقشة صريحة" مع مسؤولين إيرانيين هما مجيد تخت روانجي نائب وزير الخارجية للشؤون السياسية، وكاظم غريب آبادي نائب وزير الخارجية للشؤون القانونية والدولية.
وأوضح مورا الذي يشغل منصب نائب الأمين العام للشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، على منصة "إكس" أن المناقشات تناولت "دعم إيران العسكري لروسيا الذي يجب أن يتوقف، والمسألة النووية التي تحتاج حلًا دبلوماسيًا، والتوترات الإقليمية وحقوق الإنسان"، مؤكدًا أنه "من المهم أن يتفادى جميع الأطراف التصعيد".
من جانبه، اعتبر غريب آبادي أن أوروبا "لم تنجح في أن تكون لاعبًا جديًا" في المسألة النووية، بعدما قامت واشنطن في 2018 بمعاودة فرض عقوبات على طهران كان الأوروبيون يعارضونها.
ودعا الجمعة عبر "إكس" الاتحاد الأوروبي إلى التخلي عن سلوك تعتبره طهران "غير مسؤول" بشأن مجموعة من القضايا الدولية، ولا سيما الحرب في أوكرانيا وفي قطاع غزة.
وبعد اجتماع عُقد في نيويورك في سبتمبر/ أيلول، أحيط اجتماع الجمعة بسرية تامة، إذ لم تُكشف أسماء المشاركين ولا المكان الذي سيجتمع فيه دبلوماسيو الدول الأربع.
وكان وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي حذّر في مقابلة نشرتها صحيفة "الغارديان" الخميس من أن إيران قد تتزود بالسلاح النووي إذا عاود الأوروبيون فرض عقوبات عليها.
وتأخذ فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة إلى جانب الولايات المتحدة على إيران عدم تعاونها في الملف النووي، كما تبنّى مجلس حكّام الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذي يضم 35 بلدًا قرارًا في 21 نوفمبر/ تشرين الثاني يدين إيران لعدم تعاونها.
ووصفت طهران القرار بأنه "ذو دوافع سياسية"، وردت عليه بإعلان وضع أجهزة طرد مركزي "متطورة جديدة" مصممة لزيادة مخزونها من اليورانيوم المخصّب في الخدمة، من غير أن تحدد جدولًا زمنيًا لذلك.
بدورها، أكدت الوكالة المكلفة مراقبة البرنامج النووي الإيراني، نية طهران نصب ستة آلاف جهاز طرد مركزي جديد لتخصيب اليورانيوم بمستويات منخفضة، وفق تقرير طي السرية حصلت عليه وكالة فرانس برس الجمعة.
وجاء في التقرير أن "إيران أبلغت الوكالة" بنيتها وضع هذه الآلات في الخدمة في موقعي فوردو ونطنز بمعدل تخصيب يصل إلى 5%، أي ما يزيد قليلًا عن النسبة المسموح بها بموجب الاتفاق الدولي لعام 2015 التي تبلغ 3,67%.
في المقابل، تؤكد طهران سلمية برنامجها وطابعه المدني. وتستند كذلك إلى فتوى من المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي، يحرّم فيها استخدام أسلحة الدمار الشامل.