بينما ينتظر العالم قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب بشأن الانضمام إلى إسرائيل في مهاجمة البرنامج النووي الإيراني، يرى العديد من الخبراء أن إسرائيل ببساطة لا تستطيع القيام بهذه المهمة بمفردها.
إذ يفتقر الجيش الإسرائيلي إلى القنابل الثقيلة وطائرات الشبح بي-2 اللازمة لاختراق قاعة تخصيب اليورانيوم في موقع فوردو المخفي عميقًا تحت جبل بالقرب من مدينة قم المقدسة، والذي يُعد تدميره أمرًا بالغ الأهمية.
لكن هناك وجهة نظر مغايرة عبّر عنها مسؤول إسرائيلي كبير، تحدث لصحيفة "بلومبيرغ" شريطة عدم الكشف عن هويته، مشيرًا إلى "العديد من الخيارات المطروحة على الطاولة"، وذلك ردًا على سؤال حول كيفية تنفيذ المهمة من دون استخدام القنابل الخارقة للتحصينات الموجودة في الترسانة الأميركية.
هل تستطيع إسرائيل تعطيل منشأة فوردو دون مساعدة أميركا؟
من جهته، قال يعقوب عميدرور، المستشار السابق للأمن القومي لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يوم الأربعاء، دون الخوض في التفاصيل، إن إسرائيل ستجد حلاً مبتكرًا لتدمير موقع فوردو حتى من دون دعم الولايات المتحدة.
وفي مقابلة إذاعية هذا الأسبوع، قال مستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي: إن "إسرائيل قادرة على تنفيذ العملية بمفردها، وستقوم ذلك".
ويوافقه بعض الخبراء من بينهم ديفيد أولبرايت، مؤسس ورئيس معهد العلوم والأمن الدولي في واشنطن.
وعندما سُئل هذا الأسبوع من قبل مجلة "Tablet" عمّا إذا كانت إسرائيل قادرة على تنفيذ المهمة بمفردها، أجاب أولبرايت: "نعم، أعتقد ذلك. يمكنهم زرع ألغام خلال عملية كوماندوز. قد يتمكنون من تدمير السقف أو تقويض البنية الداعمة للقاعات. يمكنهم جعل الوصول إليها صعبًا للغاية. وهذا يُعد تدميرًا فعليًا، إذا لم يكن بالإمكان الدخول إليها دون شهور من العمل. وعندها، من المرجح أن معظم أجهزة الطرد المركزي ستكون قد تعطلت."
وحديثه عن خيار عملية الكوماندوز، هو ما ركز عليه آخرون أيضًا، بما في ذلك كينيث بولاك من معهد الشرق الأوسط، حيث لفت إلى عملية نفذتها القوات الإسرائيلية في سوريا في سبتمبر/ أيلول الماضي، قبل الإطاحة برئيس النظام السابق بشار الأسد.
وفي حينه، لم يُكشف عن الغارة علنًا إلا بعد مرور أربعة أشهر. بعدها، قدّم الجيش الإسرائيلي تفاصيل عنها إلى جانب مقطع فيديو تم تصويره أثناء تنفيذ العملية.
عملية مشابهة لتلك التي حصلت في سوريا
ووفقًا للمتحدثين باسم الجيش، فقد شارك في الغارة 120 عنصرًا من القوات الخاصة، مدعومين بعشرات الطائرات التي نفذت ضربات في عمق الأراضي السورية. وأسفرت العملية عن تدمير ما وصفوه بأنه موقع لإنتاج الصواريخ الإيرانية داخل أحد الجبال.
وأظهر الفيديو القوات الإسرائيلية وهي تتحرك داخل نفق مبطّن بالخرسانة، تحت إشراف مسؤولين عسكريين من داخل مركز قيادة إسرائيلي.
وقد حظيت الغارة بإشادة واسعة في إسرائيل، بما في ذلك من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وتم اقتراحها كنموذج محتمل لتنفيذ ضربة ضد موقع فوردو.
وحسب صحيفة "بلومبيرغ"، إذا نجحت إسرائيل في القضاء على نظام الدفاع الجوي الإيراني حول موقع فوردو، كما تقول إنها تفعل، فإن طائراتها من طراز F-35 وF-15 — رغم أنها لا تحمل قنابل بوزن 30,000 رطل، بل 2,000 و4,000 رطل — قد تتمكن من تنفيذ ضربات متكررة على الموقع، مما يؤدي في النهاية إلى اختراقه.