الأربعاء 27 مارس / مارس 2024

تعهدت التعامل بـ"حزم".. إيران تتهم الولايات المتحدة بدعم الاحتجاجات

تعهدت التعامل بـ"حزم".. إيران تتهم الولايات المتحدة بدعم الاحتجاجات

Changed

تقرير "العربي" عن الاحتجاجات المتواصلة في إيران (الصورة: غيتي)
قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني إن واشنطن "تحاول زعزعة استقرار طهران وأمنها"، بعد إدانات دولية على خلفية قمع الاحتجاجات.

قالت وزارة الخارجية الإيرانية اليوم الإثنين، إن محاولات الولايات المتحدة "لانتهاك سيادة إيران" على خلفية الاحتجاجات التي أثارتها حادثة وفاة الشابة مهسا أميني "لن تمر من دون ردّ".

ودخلت إيران أمس اليوم التاسع من الاحتجاجات التي عمت أرجاء البلاد، مسفرة عن مقتل 41 شخصًا حتى اليوم، ما فجر إدانات دولية، فيما تقول طهران إن الولايات المتحدة تدعم مثيري الشغب وتسعى إلى زعزعة استقرارها.

واعتبر المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني في تصريحات نقلها موقع "نور نيوز" الإخباري، التابع لجهاز أمني كبير، أن "واشنطن تحاول دائمًا زعزعة استقرار إيران وأمنها على الرغم من أنها لم تنجح في ذلك".

"لا تساهل"

وكان رئيس السلطة القضائية في إيران، غلام حسين محسني إجئي، قد دعا أمس الأحد إلى "عدم التساهل" مع المتظاهرين، فيما وجّه الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي سلطات إنفاذ القانون بـ"التعامل بحزم مع المخلين بالأمن العام، واستقرار البلاد"، وفق ما نقلت عنه وكالة "إرنا".

وشدد محسني إجئي على "ضرورة التعامل من دون أي تساهل" مع المحرضين على "أعمال الشغب"، حسبما ذكرت وكالة أنباء السلطة القضائية "ميزان أون لاين".

ونُظمت تظاهرات دعمًا للاحتجاجات في إيران السبت في دول عدة بينها كندا والولايات المتحدة وتشيلي وفرنسا وبلجيكا وهولندا والعراق، وأصيب خمسة شرطيين في لندن على الأقل "بجروح خطرة" واعتقل 12 شخصًا في حوادث على هامش احتجاج خارج السفارة الإيرانية الأحد.

واندلعت الاحتجاجات في 16 أيلول/ سبتمبر في إيران، يوم وفاة أميني بعد ثلاثة أيام من توقيفها في طهران بتهمة "ارتداء ملابس غير لائقة" وخرقها قواعد لباس المرأة الصارمة في البلاد.

نار على المتظاهرين

تعتبر هذه الاحتجاجات هي الأوسع منذ تظاهرات نوفمبر/ تشرين الثاني 2019 التي نجمت من ارتفاع أسعار البنزين في خضم الأزمة الاقتصادية، وشملت حينها حوالى مئة مدينة إيرانية وتعرضت لقمع شديد، إذ سقط 230 قتيلاً بحسب الحصيلة الرسمية، وأكثر من 300، بحسب منظمة العفو الدولية.

ومنذ أيام عدة، تظهر مقاطع مصورة نشرت على الإنترنت مشاهد عنف في طهران ومدن كبرى أخرى مثل تبريز (شمال غرب). وبدت قوات الأمن في بعض هذه المقاطع تطلق النار في اتجاه المتظاهرين.

وتظهر لقطات نشرت السبت محتجين يدمرون صورة لروح الله الخميني مؤسس الجمهورية الإسلامية أمام جامعة نوشيرفاني للتكنولوجيا في بابُل بمحافظة مازندران (شمال).

موقوفون وقتلى

وتنفي السلطات أي ضلوع لها في وفاة أميني (22 عامًا) المتحدرة من محافظة كردستان (شمال غرب). لكن منذ 16 سبتمبر، خرج إيرانيون غاضبون إلى الشوارع ليلًا للتظاهر.

وجدد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان أمس الأحد تحميل الولايات المتحدة مسؤولية هذه الاضطرابات، متهمًا واشنطن بـ"التدخل في الشؤون الإيرانية، ودعم المشاغبين في شكل استفزازي".

ومنذ بدء التظاهرات، أوقف أكثر من 700 شخص في محافظة واحدة في الشمال، علمًا أن العدد قد يكون أكبر في مجمل أنحاء البلاد. وأفادت لجنة حماية الصحافيين التي مقرّها في الولايات المتحدة، بأن 17 صحافيًا أوقفوا في إيران منذ بدء الاحتجاجات.

وبحسب حصيلة رسمية غير مفصّلة تشمل متظاهرين وعناصر أمن، قتل 41 شخصًا. لكن الحصيلة قد تكون أكبر، إذ أعلنت منظمة "إيران هيومن رايتس" غير الحكومية ومقرها أوسلو مقتل ما لا يقل عن 57 متظاهرًا.

لا مواقع تواصل 

ومساء الأحد، تجددت التظاهرات الاحتجاجية لليوم العاشر على التوالي في مدن عدة، بينها شيراز وطهران، وفق منظمة "إيران هيومن رايتس". وهتف المتظاهرون في العاصمة بحسب مقطع مصور بثته المنظمة على تويتر "الموت للديكتاتور".

وفي وقت سابق الأحد، نظمت تظاهرات عدة مؤيدة للحكومة في كثير من المدن الإيرانية. وكانت التظاهرة الأكبر في العاصمة تلبية لدعوة السلطات.

من جهته، حضّ حزب "اتحاد شعب إيران الإسلامي" الإصلاحي الدولة السبت على إلغاء إلزامية ارتداء الحجاب وإطلاق سراح الموقوفين، فيما استمر انقطاع الاتصالات عبر الإنترنت الأحد مع وقف خدمتي و"اتساب" و"إنستغرام". وأشار موقع "نتبلوكس"، الذي مقره في لندن ويرصد انقطاع الإنترنت في مختلف أنحاء العالم، إلى أن الحجب طال أيضًا خدمة "سكايب".

وفي تصريح باسم الاتحاد الأوروبي، ندد مسؤول العلاقات الخارجية جوزيب بوريل الأحد "بقرار السلطات الإيرانية تقييد الوصول إلى الإنترنت بشكل صارم وتعطيل منصات الرسائل السريعة" ما يشكل "انتهاكًا فاضحًا لحرية التعبير". ورأى أن الاستخدام "غير المتكافئ والمعمم" للقوة في حق المتظاهرين في إيران "مرفوض وغير مبرر".

وحضّ المخرج الإيراني الحائز جائزتي أوسكار أصغر فرهادي في منشور جديد على موقع إنستغرام شعوب العالم على "التضامن" مع المتظاهرين في إيران، مشيدًا بـ"النساء التقدميات والشجاعات اللواتي قدن الاحتجاجات من أجل حقوقهن".

المصادر:
وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close