يتفق العلماء والبيئيون على حاجة الأرض إلى الكثير من الأشجار لتنقية الهواء من ثاني أكسيد الكربون وإطلاق الأكسجين. وتتمثل إحدى الأفكار الساعية للحد من ظاهرة الاحتباس الحراري في زيادة المساحات المزروعة.
لكن دراسة علمية جديدة خلصت إلى أننا لا نستطيع زراعة أشجار كافية لتنقية الجو من ثاني أكسيد الكربون.
وينتج البشر سنويًا ما بين ثلاثين إلى أربعين مليار طن من غازات الاحتباس الحراراي وثاني أكسيد الكربون تطلق في الغلاف الجوي مما يؤدي إلى ارتفاع الحرارة بشكل مستمر. وهو الأمر الذي يهدد الحياة على كوكب الأرض بالأسلوب المُعاش في الوقت الحالي.
ونشرت مجلة "إرث ذا فيوتشر" دراسة جديدة تشير إلى أننا ببساطة لا نستطيع زراعة أشجار كافية لالتقاط الكميات الضرورية من ثاني أكسيد الكربون التي من شأنها أن تساعدنا في تحقيق الأهداف التي حددتها اتفاقية باريس والتي تهدف إلى الحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.
لا مساحات كافية للزراعة
ولفتت الدراسة إلى أنه إذا تمت زراعة أشجار على مساحة بحجم الولايات المتحدة فهي غير قادرة سوى على التقاط عشرة في المئة من ثاني أكسيد الكربون الذي يبعثه البشر سنويًا.
وأشارت الدراسة إلى أنه لا توجد مساحة كافية على هذا الكوكب للحصول على الأراضي الزراعية اللازمة لإطعام البشر بالإضافة إلى المساحة اللازمة لزراعة العدد اللازم من الأشجار.
وقال الخبير البيئي وعضو الاتحاد الدولي لصون الطبيعة أيمن هيثم قدوري: إن العالم يعيش اليوم بداخل كارثة مناخية يمكن أن تتعدى مسألة الغذاء إلى معضلة التزود بالموارد المائية وأكثر من ذلك يتمثل في نشوب نزاعات داخلية وخارجية بسبب ذلك.
وأضاف قدوري في حديث مع "العربي" من بغداد أن الكوكب بصورة عامة يتجه إلى الاستزراع كخيار لتنقية الهواء وسحب غازات الانبعاث الحراري.
وبالنسبة لاتفاقية باريس، أكد الخبير البيئي أنه "لو تم الالتزام ببنودها وضوابطها والتي أقرها مؤتمر 2015 فلم نكن لنصل إلى الحالة التي وصلنا إليها اليوم، حيث الأزمات تتعاظم والجفاف يضرب حتى أوروبا، وهذا مجرد ناقوس خطر لما هو قادم".
وأشار قدوري إلى أن "اتفاقية باريس إلى اليوم هي مجرد حبر على ورق ولم يطبق منها أي شيء".