فيما يهدّد التغير المناخي البيئة عمومًا، تُعد النباتات المستخدمة في الصناعات الدوائية أيضًا في مرمى هدفه.
هذه النباتات التي تواجه خطر الانقراض والانحسار لارتفاع درجات الحرارة في مواطنها في العالم، يُعتمد عليها كمصدر رئيس لمعظم الصناعات الدوائية التقليدية، وتدخل في التركيبات الكيميائية للأدوية.
لذا يشدد العلماء على ضرورة إجراء الأبحاث العلمية لتطوير إستراتيجيات حفظها، وكذلك التقنيات الزراعية لإعادة زراعتها.
هل تشكل الطباعة ثلاثية الأبعاد طوق النجاة؟
تسمى النباتات الطبية التي تعيش في نطاق جغرافي معيّن أو منطقة معينة ولا يوجد فيه غيرها بالنباتات المتوطنة. ويبدو أنها من أكثر النباتات الطبية العرضة للاندثار بسبب التغيرات المناخية.
وفي ظل تنامي التأثيرات البيئية وشح مياه الأمطار في بعض دول العالم، تشير دراسة حديثة إلى أن الأدوية المصنعة بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد يمكن أن تكون البديل لمواجهة النقص في بعض الأدوية التقليدية، والتي تعتمد على النباتات الطبية كمصدر رئيس في تصنيعها.
وكانت هيئة الغذاء والأدوية الأميركية قد وافقت على بدء إنتاج أقراص دواء باستخدام طابعات ثلاثية الأبعاد للمرة الأولى في العالم عام 2015.
وجاء ذلك في وقت يذهب فيه علماء إلى أن تكنولوجية هذه الطباعة للأدوية أصبحت جاهزة، وأن ما يحتاجونه هو إثبات أنه يمكن دمجها في أنظمة الرعاية الصحية.
تهديدات وحلول
وتلفت الأكاديمية والباحثة في الأدوية وتطوير العلاجات ميس عبسي، إلى أثر التغير المناخي على النباتات الطبية هو على مستويين؛ فإما أن تتعرض لانقراض أو انحسار بسبب تغير المناخ في منطقة جغرافية معينة فيؤدي إلى هلاكها أو ظهور بعض الحشرات التي تتسبب بأذيتها، أو أن يتغيّر تركيبها الكيميائي الذي يهم عادة الباحثين في الصناعة الدوائية.
وبينما تتوقف في حديثها إلى "العربي" من لندن، عند واقع أن شركات الأدوية هي بحد ذاتها من مسبّبات التغير المناخي مع نحو 4% من انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون، تشير إلى مسعاها لتطوير نفسها بسرعة لتلبي المتطلبات السريعة التي يحتاجها الإنسان بسبب الكوارث المناخية.
وعبسي التي تتطرق إلى الحلول مع ما يتهدد النباتات الدوائية النادرة، تتحدث عن تطوير النباتات المعدلة جينيًا، وكذلك الطباعة ثلاثية الأبعاد التي تشكل ثورة في كل عالم الطب، وفق ما تقول.
وتشير إلى أن هذه التقنية تسهل عملية تصنيع الدواء، وتقلل كلًا من الكلفة وتأثير الصناعة الدوائية على البيئة. كما تلفت إلى إمكانية تصنيع الدواء بالجرعات المناسبة لكل مريض، وتحقيق العدالة في توزيع الأدوية مع وصول هذه الطابعات إلى مناطق نائية في دول فقيرة.
