أكد رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في بيان الجمعة، أن روسيا "لا تأخذ السلام على محمل الجد"، معتبرًا تجاهل الكرملين التام لمقترح الرئيس الأميركي دونالد ترمب بشأن وقف إطلاق النار يثبت ذلك.
وقال ستارمر: "إذا جلست روسيا أخيرًا إلى طاولة المفاوضات، يجب أن نكون مستعدين لمراقبة وقف إطلاق النار لضمان أن يكون سلامًا جادًا ودائمًا".
وأضاف أنه في حال رفضت موسكو التوقيع على الاتفاق الأميركي، "فعلينا أن نفعل كل ما في وسعنا لزيادة الضغط الاقتصادي عليها لإنهاء هذه الحرب".
إمكانية إرسال قوات إلى أوكرانيا
وينظّم ستارمر قمة افتراضية في لندن السبت مع نحو 25 من القادة المستعدين للمساعدة في الحفاظ على السلام في أوكرانيا، في حال التوصل إلى وقف لإطلاق النار مع روسيا.
وعقب اجتماع وزراء خارجية مجموعة السبع في كندا، لفت وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو الجمعة إلى أن هناك كثيرًا من العمل الذي يتعين فعله، ولكن "هناك أسباب تدعو إلى التفاؤل الحذر".
وبشأن اجتماع السبت، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بدوره: "سنواصل العمل على تعزيز الدعم لأوكرانيا ومن أجل سلام متين ودائم"، داعيًا روسيا إلى "وقف انتهاكاتها" في أوكرانيا.
ووفقًا لبيان داونينغ ستريت، فإن الاجتماع يهدف إلى "تعميق فهم كيفية تخطيط الدول للمساهمة في هذا التحالف، قبل جلسة للتخطيط العسكري الأسبوع المقبل".
ويمكن أن تتخذ هذه المشاركة شكل إرسال قوات -وهو التزام قالت باريس ولندن وأنقرة إنها مستعدة لتقديمه- ولكن أيضًا تقديم مزيد من الدعم اللوجستي.
رسم الخطوط العريضة للتحالف
ويقود ستارمر وماكرون جهودًا من أجل تشكيل تحالف للدول التي تعتزم مواصلة دعم أوكرانيا، منذ أن باشر ترمب مفاوضات مباشرة مع موسكو في فبراير / شباط المنصرم.
ومن المقرر أن تشارك في الاجتماع دول أوروبية عدة إلى جانب أوكرانيا وحلف شمال الأطلسي والمفوضية الأوروبية وكندا وأستراليا، من أجل تحديد الخطوط العريضة لتحالف الدول المستعدة "لدعم سلام عادل ودائم" في أوكرانيا، وفقًا لبيان داونينغ ستريت.
وإلى جانب ماكرون والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أكد رئيس الوزراء السويدي أولف كريسترسون والزعيم الإسباني بيدرو سانشيز حضورهما.
ومن المتوقع أيضًا أن يحضر الاجتماع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين ورئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا.
وتدعو الولايات المتحدة إلى هدنة في أقرب وقت ممكن، وقد مارست ضغوطًا كبيرة على الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الذي وافق أخيرًا الثلاثاء على وقف للأعمال العدائية لمدة 30 يومًا، شريطة أن تلتزم روسيا بذلك أيضًا.
لكن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعرب عن تحفظات وأشار إلى "قضايا مهمة" يجب حلها قبل وقف إطلاق النار.
وكان بوتين قد شدّد الخميس، على ضرورة أن تضمن أيّ تسوية "سلامًا طويل الأمد"، في إشارة مبطّنة إلى مطالبة روسيا بالحؤول دون انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو).
