الإثنين 2 ديسمبر / December 2024

تفاوت ملحوظ في الانبعاثات.. على من تقع مسؤولية التغير المناخي؟

تفاوت ملحوظ في الانبعاثات.. على من تقع مسؤولية التغير المناخي؟

شارك القصة

ستتضرّر أشد البلدان فقرًا من التغير المناخي مثل بنغلاديش (غيتي)
ستتضرّر أشد البلدان فقرًا من التغير المناخي مثل بنغلاديش (غيتي)
الخط
تشمل النتائج الرئيسة للتقرير اختلافات ملحوظة في الانبعاثات بين الدول وبين الأفراد، استنادًا إلى حد كبير على الدخل.

خلص تقرير جديد إلى أن انبعاثات غازات الاحتباس الحراري تتفاوت بشكل كبير بين البلدان الغنية والفقيرة، والأغنياء والفقراء داخل البلدان، على غرار عدم المساواة الاقتصادية.

وأصدرت منظمة "وورلد اناكواليتي لاب" (World Inequality Lab)، وهي منظمة بحثية مقرّها باريس، تقريرًا جديًا أمس الثلاثاء، أكدت فيه أن الانبعاثات ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالدخل.

وقال لوكاس تشانسيل، المدير المشارك للمنظمة والمؤلف الرئيسي للتقرير، لـ"ياهو نيوز": "يلوّث الأفراد الأثرياء أكثر بكثير من الفئات ذات الدخل المنخفض. ومن الأمثلة المتطرفة على ذلك، عندما يقرّر المليارديرات القيام برحلة مدتها تسع دقائق إلى الفضاء".

وأضاف: "تشير التقديرات إلى أن هذه الرحلة تُضيف 75 طنًا من الكربون لكل راكب. ويستغرق الأمر مدى الحياة لنحو مليار شخص على وجه الأرض للوصول إلى هذا المستوى من الانبعاثات الصادرة عن الفرد".

ويُصاحب عدم المساواة في الانبعاثات شكلًا آخر من أشكال عدم المساواة المناخية، فالآثار السلبية لتغير المناخ تكون أكثر صعوبة على المجتمعات الفقيرة والبلدان الأفقر.

وأشار تشانسيل إلى أن "تغير المناخ سيؤدي إلى تفاقم عدم المساواة العالمية، والتي هي بالفعل مرتفعة للغاية، حيث ستتضرّر أشد البلدان فقرًا مثل بنغلاديش والدول الجزرية الصغيرة من ارتفاع مستوى سطح البحر أو الظواهر الجوية الشديدة. أما في البلدان الغنية، فستكون أفقر مجموعات السكان أيضًا أكثر عرضة للفيضانات أو حرائق الغابات الناجمة عن تغير المناخ، لأن لديهم موارد أقل للتعافي بعد تدمير منازلهم".

أسباب التناقض

من السهل فهم سبب وجود هذه التناقضات الكبيرة، حيث يمتلك الأشخاص الأغنياء منازل أكبر تتمتّع بوسائل راحة عالية الطاقة مثل مكيفات الهواء، كما أنهم أكثر ميلًا لامتلاك عدد كبير من السيارات، وموديلات ضخمة من السيارات، والقيام برحلات جوية.

كما يشترون الكثير من المنتجات الجديدة، من الهواتف الذكية إلى الملابس، ذات البصمة الكربونية الخاصة بها.

كما أنه ليس من المستغرب أن ينتج المواطن الأميركي العادي المزيد من الانبعاثات، نظرًا للدخل، مقارنة بنظيره الأوروبي: يميل الأميركيون إلى امتلاك منازل أكبر وقيادة سيارات أكثر وسيارات أقلّ كفاءة، وذلك بسبب السياسات الحكومية المختلفة. فضرائب البنزين في الولايات المتحدة هي ثاني أدنى ضرائب، بعد المكسيك، من أي دولة في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية. ويدفع المواطن الأميركي العادي ضريبة تصل إلى 0.56 دولارًا للغالون الواحد. وفي المملكة المتحدة، يبلغ متوسط ضريبة البنزين للغالون 2.82 دولارًا؛ في اليابان يبلغ 1.91 دولارًا أميركيًا وفي ألمانيا 2.79 دولارًا أميركيًا.

ثلاثة أبعاد

وعزا تشانسيل انبعاثات الكربون للأفراد بشكل عام إلى ثلاثة أبعاد: أولًا البنزين المستخدم في السيارات أو الطاقة المستخدمة لتدفئة المنازل، وثانيًا الكربون الموجود في الخدمات والسلع التي يشتريها الناس، وثالثًا الكربون المرتبط بالاستثمارات التي يقوم بها الناس.

وأضاف: "تشتري الفئات الأكثر فقرًا سلعًا وخدمات أقلّ من الأغنياء، ولا يقوم نصف السكان الأفقر في بلد مثل الولايات المتحدة بالكثير من الاستثمارات لأنهم يمتلكون ثروة قليلة جدًا. لذلك نرى أن البلدان التي تعاني من تفاوتات اقتصادية كبيرة سيكون لديها أيضًا تفاوتات كبيرة في انبعاثات الكربون. في الولايات المتحدة، يصدر أفقر نصف السكان حوالي 10 أطنان من الكربون سنويًا، في حين أن 10% من الأغنياء يصدرون حوالي 75 طنًا منها".

تفاوت كبير

وهذا يعني أنه لتجنّب تغير المناخ الكارثي، لا تحتاج الدول الغنية فقط إلى كبح جماح استهلاك الوقود الأحفوري، بل يتعيّن على أغنى المقيمين في كل بلد أيضًا خفض انبعاثاتهم بشكل كبير.

وخلص التقرير إلى أن "النصف الأفقر من السكان في البلدان الغنية هو بالفعل (أو بالقرب) من أهداف المناخ لعام 2030 التي حدّدتها البلدان الغنية، عندما يتمّ التعبير عن هذه الأهداف على أساس نصيب الفرد.

لكنّ هذا ليس هو الحال بالنسبة للنصف الأعلى من السكان، حيث تشير التفاوتات الكبيرة في الانبعاثات إلى أن السياسات المناخية يجب أن تستهدف الملوّثين الأثرياء بشكل أكبر".

تابع القراءة
المصادر:
ترجمات
تغطية خاصة
Close