الإثنين 22 أبريل / أبريل 2024

تفجير جسر القرم.. هل بدأت الحرب الروسية الأوكرانية تتخذ بعدًا جديدًا؟

تفجير جسر القرم.. هل بدأت الحرب الروسية الأوكرانية تتخذ بعدًا جديدًا؟

Changed

حلقة من برنامج "للخبر بقية" تُناقش دلالات التفجير الذي استهدف جسر كيرتش الذي يربط شبه جزيرة القرم بالبر الروسي وأبعاده (الصورة: غيتي)
وصفت موسكو استهداف الجسر بأنه إعلان حرب بينما لم تتبن كييف الهجوم رغم أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي كان أكد أن الحرب يجب أن تنتهي بتحرير شبه جزيرة القرم.

ألحق انفجار شاحنة قوي السبت أضرارًا جسيمة بجسر كيرتش الذي يربط بين روسيا وشبه جزيرة القرم، ويضم طريقًا بريًا ومسارًا للقطارات، في ضربة إلى رمز مرموق لضم موسكو لشبه الجزيرة وطريق الإمداد الرئيسي للقوات الروسية التي تقاتل للسيطرة على الأراضي التي استعادتها أوكرانيا في الجنوب.

هذا الضرر لم يصب الجسر فقط بل أصاب الاقتصاد الروسي أيضًا. ولهذا الحدث رمزية كبيرة، فالجسر المستهدف افتتحه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعد ضمه القرم بأربعة أعوام.

ووصفت موسكو الهجوم على الجسر بأنه إعلان حرب عليها والمتهم بنظرها في طبيعة الحال هي كييف لا سيما وأن الأخيرة امتهنت سياسة استهداف الجسور لقطع شرايين الإمدادات الروسية.

السلطات في كييف من جهتها لم تتبن التفجير وأعادت كرة الاتهام إلى الملعب الروسي، لكن زلات لسان مسؤوليها تقول إن قوات الخدمة الخاصة هي المنفذ وأن ما حصل بداية لإسقاط رمز النفوذ الروسي في شبه جزيرة القرم.

كما اعتبر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن الحرب يجب أن تنتهي بتحرير شبه جزيرة القرم.

"رسالة أوكرانية"

وفي هذا الإطار، رأى الكاتب الصحفي أندريه أونتيكوف أن كييف تريد إرسال رسالة مفادها أن هناك نقلة نوعية في الأدوات التي تستخدمها ضد روسيا، لافتًا إلى أن عملية تفجير الجسر لن تؤثر على حركة المرور الشاحنات والسيارات والقطارات عبره.

وتحدث لـ "العربي" من موسكو عن مطالبات متزايدة شهدتها روسيا اليوم لشن ضربات مضادة تستهدف البنية التحتية الحيوية لأوكرانيا.

وقال: "لا أتصور أن تمر هذه العملية التي نفذتها أوكرانيا من دون رد، وعلى ما يبدو هذا الرد سيكون حاسمًا".

"مصلحة روسية"

بدوره أكد أستاذ العلاقات الدولية ماكسيم يالي أن السلطات الأوكرانية لم تقل إنها مسؤولة عن تفجير جسر القرم.

واعتبر في حديث إلى "العربي" من كييف أن موسكو لديها مصلحة في هذا التفجير لتبرر شن ضربات ضد البنية التحتية لأوكرانيا وكذلك لاستمرار الهجمات بالصواريخ التي تستهدف المنشآت المدنية.

وأشار إلى أن الهدف من هذا الاستهداف أيضًا هو تعبئة الرأي العام في روسيا وخصوصًا من يعارضون شن أي حرب.

يالي الذي أكد أن كييف لا تخشى أي رد من روسيا، قال في الوقت ذاته إن أوكرانيا لا تملك القدرة اللازمة لاستهداف الجسر.

"فصل جديد في الصراع"

مدير المنتدى الإقليمي للاستشارات والدراسات السياسية العميد المتقاعد خالد حمادة شدد من جهته على أنه من غير المنطقي الفصل بين تفجير الجسر والحرب الدائرة في أوكرانيا، لافتًا إلى عدم وجود تصفية حسابات داخلية روسية يمكن أن تؤدي إلى هذا العمل الذي له معان كثيرة.

وشرح لـ"العربي" من بيروت أن هذا الجسر يشكل نقطة قوة ونقطة حيوية لروسيا فضلًا عن أنه خط الإمداد الرئيسي الذي ينقل الأمور اللوجستية والإمدادات العسكرية إلى شبه جزيرة القرم ومنها إلى القوات الروسية المنتشرة في خيرسون وزابوريجيا وفي كامل جنوب شرق أوكرانيا.

وأوضح أن ضرب هذا الجسر يشكل رسالة واضحة مفادها أن هذا خط الإمداد الذي يمثله الجسر والذي يزود الوحدات الأوكرانية في الجنوب الأوكراني وجنوب شرق البلاد هو هدف ثمين ويمكن النيل منه.

ولفت إلى أن النجاح بقطع الجسر في هجمات مستقبلًا سيؤدي إذا ترافق مع هجمات من أوكرانيا وحلفائها على الوحدات الروسية المتمركزة في جنوب وجنوب شرق أوكرانيا إلى عزلها وإلزامها بالانسحاب.

وخلص إلى القول إن روسيا لا يمكنها القيام بهذا التفجير لتبرير هجماتها على أوكرانيا وخصوصًا وأن هجمات موسكو مستمرة منذ فبراير الماضي من دون الحاجة إلى تبريرات.

ورأى أن ما حدث هو عملية في الداخل الروسي وخلف الخطوط، وتشكل فصلًا جديدًا من الصراع الغربي الروسي على أرض أوكرانيا، معتبرًا أن الجسر تم اختياره بذكاء وأن استهدافه له معان كثيرة.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close