الثلاثاء 23 أبريل / أبريل 2024

تفجير قمر اصطناعي سوفياتي.. حقبة جديدة في سباق التسلح الروسي الأميركي

تفجير قمر اصطناعي سوفياتي.. حقبة جديدة في سباق التسلح الروسي الأميركي

Changed

شكّل تدمير روسيا أحد أقمارها الاصطناعية مؤشرًا جديدًا إلى السباق في الفضاء، يتركز حاليًا على القدرة على تدمير المركبات الفضائية المدارية للدول المتنافسة.

أكدت وزارة الخارجية الأميركية أن روسيا استهدفت الإثنين الماضي بصاروخ، قمرًا اصطناعيًا يعود إلى العهد السوفياتي في اختبارٍ خلف حُطامًا وعرّض الفضاء الخارجي للخطر.

ورأى المتحدث باسم الوزارة نيد برايس أن تصرف روسيا "الخطر وغير المسؤول" يعرّض الفضاء الخارجي للمخاطر على المدى الطويل، وأنه يظهر بوضوح أن المزاعم الروسية المتعلّقة بمعارضة تسليح الفضاء "جوفاء وتنطوي على خداع"، على حدّ قوله.

كما أضاف برايس أنه قد نجم عن الاختبار أكثر من 1500 قطعة من الحطام، الذي يمكن رصده في المدار.

ومن عمان، يؤكّد رئيس الجمعية الفلكية الأردنية عمار السكجي لـ"العربي" أن وجود قمر اصطناعي يحمل أسلحة مخالف لقانون الفضاء والمعاهدات الفضائية التي وقعّت عليها أكثر من 100 دولة.

ويشرح السكجي أن القمر المستهدف كان سوفياتيًا أطلق عام 1982، وبأنه قمر عسكري كان عمله التصوير والتجسس وانتهت فعاليته، فقررت موسكو التخلص منه عبر آلية التصادم المباشر الذي فجّر الهدف.

وأردف رئيس الجمعية الفلكية الأردنية أن التجربة الروسية ليست الأولى من نوعها بحيث كانت هناك تجارب أخرى على الأسلحة المضادة للأقمار الاصطناعية منذ 60 عامًا.

ويقول: "الولايات المتحدة تقوم منذ أكثر من 60 عامًا بتجارب على هذه الأسلحة المضادة.. كما في الـ2007 أطلقت الصين أيضًا ودمرت صاروخًا فضائيًا وكذلك الأمر عام 2013، أما الهند فأقدمت على الأمر عينه عام 2019".

حقبة جديدة في سباق التسلح بالفضاء

ويشكّل تدمير موسكو القمر الاصطناعي دخول العالم إلى حقبة جديدة من التسلح في الفضاء، بحيث لم تعد الأقمار الاصطناعية المزودة بقنابل، والمركبات الفضائية القادرة على إطلاق أشعة "لايزر" مجرّد خيالٍ علمي.

وشكّل تدمير روسيا أحد أقمارها الاصطناعية مؤشرًا جديدًا إلى السباق في الفضاء، يتركز حاليًا وفق تحقيق أجراه "العربي" على القدرة على تدمير المركبات الفضائية المدارية للدول المتنافسة.

فقد كان جنرال أميركي قدّ حذّر بشهر فبراير/ شباط 2020 من أن قمرين روسيين يتعقبان قمرًا أميركيًا للتجسس.

"حرب النجوم" حقيقة

يبدو أن الخبراء كانوا يدركون أن حرب النجوم وعسكرة الفضاء عمرها من عمر السباق الفضائي نفسه، فمنذ أن وضع القمر الاصطناعي "سبوتنيك" في المدار عام 1957، تبحث واشنطن وموسكو عن سبلٍ لتسليح الأقمار الاصطناعية وتدميرها.

ففي بادئ الأمر كانت الأسلحة النووية أكبر مصدرٍ للقلق بين الدول الكبرى، ففي عام 1967 وقّعت القوى العظمى ودول أخرى معاهدة الفضاء الخارجي التي تحظر وضع التي تحظر وضع أسلحة دمار شامل في المدار.

ومنذ ذلك الحين، تدرس روسيا والولايات المتحدة والصين وحتى الهند سبل خوض مواجهاتٍ في الفضاء خارج إطار المعاهدة.

تدمير أقمار الدول المنافسة

وتتركز حاليًا المنافسة على تدمير أقمارٍ اصطناعية تابعة للدول المنافِسة، علمًا بأن هذه المنشآت تكتسب أهمية بالغة بالنسبة للجيوش على صعيد التواصل والمراقبة.

وعام 1970 أجرت موسكو اختبارًا ناجحًا لقمر اصطناعي محمّل بالمتفجرات، قادر على تدمير مركبة مدارية في الفضاء، فجاء رد الولايات المتحدة عام 1983 بإطلاق البرنامج الدفاعي "حرب النجوم" الذي يشمل صواريخ مضادة للصواريخ الموجهة بدقة، وأقمارًا اصطناعية تطلق أشعة ليزر أو موجات صغريّة.

من التدمير إلى التعطيل

ولكن، مع مرور السنين، تطورت المعركة وانتقلت من فكرة تدمير أقمارٍ اصطناعية بواسطة صواريخ أو غيرها، إلى إيجاد سبل لتعطيلها بواسطة أسلحة الليزر أو الموجات الصغريًة فائقة القوة. بحيث يمكن لهذه الأقمار الاصطناعية أن تتعقب القمر الاصطناعي المنافس وأن تزيحه.

أيضًا، برزت أسلحة أخرى أرضية ترمي إلى تشويش إشارات الأقمار الاصطناعية وإلحاق الضرر بها، ففي عام 2019 حذّرت الوكالة الاستخباراتية الدفاعية الأميركية من أن الصين تمتلك 5 قواعد أرضية مجهزّة بالليزر قادرة على إعطاب أقمارها.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close