الأربعاء 6 نوفمبر / November 2024

تقاوم الحرارة.. دراستان تؤكدان فعالية طلاء الأسطح باللون الأبيض

تقاوم الحرارة.. دراستان تؤكدان فعالية طلاء الأسطح باللون الأبيض

شارك القصة

ثبت أن الطلاء الأبيض يتمتع بفعالية أكبر من البدائل الأخرى مثل الألواح الشمسية في مقاومة موجات الحر في المناطق الحضرية - غيتي
ثبت أن الطلاء الأبيض يتمتع بفعالية أكبر من البدائل الأخرى مثل الألواح الشمسية في مقاومة موجات الحر في المناطق الحضرية - غيتي
جرت تجربة هذا الأسلوب الذي أوصت به الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ في دول عدة مطلة على البحر الأبيض المتوسط.

أكدت دراستان حديثتان أن إعادة طلاء الأسطح والهياكل بالأبيض، وهي تقنية خضعت للتجربة في مدن كثيرة، علاج فعال لمقاومة موجات الحر في المناطق الحضرية، وذلك لأنها قد تخفّض الحرارة المحيطة حتى درجتين مئويتين.

وثبت أن الطلاء الأبيض يتمتع بفعالية أكبر من البدائل الأخرى مثل الألواح الشمسية التي توضع على الأسطح لإحداث الظل وتمتص الإشعاع الشمسي على الأرض، أو من تعزيز الغطاء النباتي، بحسب علماء من "يونيفرسيتي كولدج لندن" (UCL).

وأجرى العلماء دراستهم التي نشرت نتائجها الخميس مجلة "جيوفيزيكل ريسرتش ليترز" Geophysical Research Letters، باستخدام نماذج مناخية ثلاثية الأبعاد في لندن وضواحيها بالاعتماد على بيانات من صيف 2018، وهو الصيف الأكثر حرًا على الإطلاق الذي سجّلته العاصمة البريطانية.

وتُظهر النماذج أنه "في حال اعتمادها على نطاق واسع في كل أنحاء لندن"، بإمكان الأسطح المطلية باللون الأبيض أو المصنوعة من مادة عاكسة (وتسمى أيضًا "الأسطح الباردة")، أن "تخفّض درجة الحرارة الخارجية في المدينة بمعدل 1,2 درجة وصولًا إلى درجتين مئويتين في بعض الأماكن".

الأسطح الباردة في فصل الصيف

ويوضح المعد الرئيسي للدراسة الدكتور أوسكار بروس، أنّ "الأسطح الباردة تُعدّ أفضل حل للحفاظ على درجة الحرارة عند مستويات منخفضة في أيام الصيف الأكثر تطرفًا، وهناك طرق أخرى لها تأثيرات مفيدة مماثلة، ولكن لم يتمكن أيّ منها من تقليل الحرارة بالمقدار عينه".

ولا تتعدى قدرة الألواح الشمسية أو تخضير الشوارع على خفض الحرارة، عتبة 0,3 درجة مئوية في المعدّل.

وكذلك الأمر، فإن تعزيز الغطاء النباتي على الأسطح، وبالإضافة إلى كونه خيارًا صعب التنفيذ (إذ يستوجب تعزيز الدعائم نظرًا إلى الوزن الإضافي الذي يمثّله)، ورغم فوائده في ما يتعلق بتصريف مياه الأمطار أو تعزيز التنوع البيولوجي "ليس له تأثير يُذكر" على صعيد الحد من الحرارة، بحسب معدي الدراسة.

وأخيرًا، فإن تكييف الهواء من خلال نقل الحرارة من داخل المباني إلى الخارج، من شأنه أن يزيد معدلات الحرارة في المدينة ككل بمقدار 0,15 درجة، ولكن الازدياد قد يصل إلى درجة واحدة في وسط لندن، ما يساهم في تكوين جزر حرارية.

طلاء البيوت بالأبيض
التراجع المحسوس في درجات الحرارة لدى المارة تحسن بما يصل إلى 1,5 درجة مئوية- غيتي

وتؤكد الدراسة أنه "من خلال إعادة الحرارة بدلًا من امتصاصها، تتمتع "الأسطح الباردة" بميزة مزدوجة تتمثل في خفض درجة الحرارة، ليس فقط في البيئة الحضرية الخارجية بل أيضاً داخل المباني".

وفي دراسة أخرى يعود تاريخها إلى مارس/ آذار، أُجريت هذه المرة في ظروف حقيقية في منطقة في سنغافورة حيث أعيد طلاء الأسطح والجدران وأسطح الطرق بالأبيض، تبيّن أن درجة الحرارة الإجمالية يمكن أن تنخفض بما يصل إلى درجتين في فترة ما بعد الظهر، وأن التراجع المحسوس في درجات الحرارة لدى المارة تحسن بما يصل إلى 1,5 درجة مئوية.

ويرجع ذلك إلى "تأثير البياض" (أو العاكسية - Albedo)، حيث كلما كان السطح أخف وزنًا، ازدادت قدرته على أن يعكس الضوء، وبالتالي الحرارة. فعلى سبيل المثال، يمكن للسقف الأبيض المصنوع من البلاستيك الحراري أن يعكس 80% من أشعة الشمس.

وتخضع هذه الأساليب التي أوصت بها الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ وجرت تجربتها في دول عدة مطلة على البحر الأبيض المتوسط، مثل اليونان، للاختبار في مدن مختلفة في بلدان كانت معتدلة مناخيًا في السابق لكنها تشهد موجات حارة بشكل متزايد.

تابع القراءة
المصادر:
أ ف ب
تغطية خاصة
Close