الثلاثاء 14 كانون الثاني / يناير 2025
Close

تقدم متسارع وغير مسبوق للمعارضة السورية.. ما هو مصير نظام الأسد؟

تقدم متسارع وغير مسبوق للمعارضة السورية.. ما هو مصير نظام الأسد؟

شارك القصة

تُواصل فصائل المعارضة السورية المسلحة تقدّمها الميداني على حساب قوات النظام
تُواصل فصائل المعارضة السورية المسلحة تقدّمها الميداني على حساب قوات النظام- الأناضول
الخط
 ما أسباب استمرار التقدّم الميداني المتسارع لفصائل المعارضة السورية، مقابل التراجع المتواصل لقوات النظام؟ وكيف ستنعكس الأحداث ميدانيًا وسياسيًا على المنطقة؟

تُواصل فصائل المعارضة السورية المسلحة تقدّمها الميداني على حساب قوات النظام، حيث وصلت إلى مشارف مدينة حمص بعد سيطرتها على جزء من ريف المحافظة الشمالي ودخولها مدينتي الرستن وتلبيسة.

في جنوب البلاد، فرضت الفصائل سيطرتها على معبر نصيب الحدودي مع الأردن، وعلى عشرات المدن والقرى وحواجز النظام، وبعض مناطق السويداء، كما أعلنت تشكيل غرفة عمليات عسكرية استعدادًا لمعارك محافظات ومدن حوران. كما أعلنت المعارضة عن السيطرة على مدينة درعا بعد انسحاب قوات النظام.

وفي خضم تهاوي قوات النظام، أكدت "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) انتشار عناصرها في مناطق انسحبت منها قوات النظام في محافظة دير الزور شرقي البلاد.

على صعيد التدخّل الإقليمي في مجريات الأحداث، كثّف الطيران الروسي إلى جانب طيران النظام، قصف مناطق تقدّم المعارضة وسيطرتها، واستهدف تجمّعات مدنية، بينما حثّت موسكو رعاياها في سوريا على مغادرة البلاد.

كما نقلت وكالة "رويترز" عن مسؤول إيراني كبير قوله: إنّ طهران تعتزم إرسال صواريخ وطائرات مسيّرة إلى سوريا، وزيادة عدد مستشاريها العسكريين هناك لدعم رئيس النظام بشار الأسد.

سياسيًا، أدلى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بتصريحات لافتة أعرب فيها عن تمنياته بأن تُواصل المعارضة السورية المسلحة تقدّمها في الميدان دون أي حوادث تذكر، مشيرًا إلى أن هدفها العاصمة دمشق.

في المقابل، قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي عقب لقاء في بغداد مع وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين ووزير خارجية النظام السوري بسام الصباغ، إنّ طهران ستُواصل بكل ثقلها دعم سوريا، بينما قال الوزير العراقي إنّ "أمن سوريا مرتبط بأمن المنطقة والعراق".

بالتوازي مع ذلك، أعلنت وزارة الخارجية التركية عقد اجتماع السبت بين وزراء خارجية "مجموعة  أستانا" على هامش منتدى الدوحة، فيما تأجّل إلى إشعار آخر، اجتماع كان من المقرّر أن يعقده مجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري الأحد المقبل.

فما أسباب استمرار التقدّم الميداني المتسارع لفصائل المعارضة السورية، مقابل التراجع المتواصل لقوات النظام؟ وما هو جديد التحركات الإقليمية والدولية حيال الأحداث في سوريا وانعكاساتها الميدانية والسياسية المحتملة على المنطقة؟

"اليوم التالي لما بعد الأسد"

وفي هذا الإطار، اعتبر الكاتب السياسي عمر قدور أنّه مع دخول المعارضة إلى حمص، فإنّنا نتحدّث عن اليوم التالي لما بعد الأسد، وفق قوله.

وقال قدور في حديث إلى "التلفزيون العربي" من باريس، إنّ دخول المعارضة إلى حمص، يقطع الكثير من الشكوك حول مصير الأسد الذي لا يحظى بتغطية عسكرية من حلفائه الذين أنقذوه في السابق.

وأشار إلى أنّ روسيا لن تقدّم الدعم للأسد على غرار ما حدث عام 2015، وفقًا لما نقلته وكالة بلومبرغ عن مسؤول روسي.

وتابع أنّ قوات النظام دون الدعم الروسي والإيراني أشبه بـ"نظام من كرتون"، مرجّحًا أن تشهد دمشق تطورات تلاقي هجوم الشمال، أي أن سقوط النظام قد يحدث قبل وصول فصائل المعارضة إلى العاصمة.

تركيا تدعم المعارضة

بدوره، اعتبر الأكاديمي وكبير الباحثين في مركز "سيتا للأبحاث" الدكتور مراد أصلان، أنّ الأسد رفض كافة الحلول السياسية للأزمة في سوريا، واستمرّ بقمع شعبه، ما أدى إلى هذه الأحداث المتطوّرة.

وقال أصلان في حديث إلى "التلفزيون العربي" من اسطنبول، إنّ تركيا اتخذت منذ البداية موقفًا محايدًا، ولكنّها عبّرت الآن بشكل علني عن مواقفها الداعم للمعارضة، نظرًا لأنّ كل المؤشرات تدل على أنّ نظام الأسد سيزول.

اتفاق إقليمي سبق أحداث سوريا

من جهته، أكد الباحث السياسي الروسي يفغيني سيدروف أنّ هناك اتفاق بين بعض الأطراف الإقليمية سبق التطوّرات التي تشهدها سوريا.

وقال يفغيني في حديث إلى "التلفزيون العربي" من موسكو، إنّ اجتماع مجموعة "مسار استانا" في الدوحة غد السبت، سيكون عاصفًا بين المشاركين حول الأسباب التي أدت إلى هذه التطورات في سوريا.

ورأى أنّ البيان الختامي للاجتماع يجب أن يتضمّن إشارة مباشرة ودقيقة إلى ضرورة احتواء أزمة سوريا، ودعوة إلى الحوار بين كافة أطراف المجتمع السوري للتوصّل إلى تسوية نهائية هذه المرة.

تابع القراءة

المصادر

التلفزيون العربي
تغطية خاصة