Skip to main content

تقدير إسرائيلي يرجح كفة هاشم صفي الدين.. كيف ينتخب أمين عام حزب الله؟

الأحد 29 سبتمبر 2024
هذا أول تأكيد لاغتيال صفي الدين الذي كان يُنظر إليه على أنه خليفة نصر الله - غيتي

تعتقد إسرائيل أن حزب الله بدأ في الأيام الأخيرة استعادة توازنه الميداني والعملياتي، بعد سلسلة الضربات وعمليات الاغتيال التي تعرض لها، فيما تترقب اللحظة التي سيعلن فيها عن خليفة أمين عام حزب الله حسن نصر الله.

ومؤخرًا، اغتالت إسرائيل عدة قادة بارزين في حزب الله، أبرزهم الأمين العام حسن نصر الله، الذي أعلن الجيش الإسرائيلي، السبت، اغتياله في غارة شنتها مقاتلات له من طراز "إف 35" الجمعة، على هدف بمنطقة حارة حريك في ضاحية بيروت الجنوبية في لبنان.

ومنذ 23 سبتمبر/ أيلول الجاري، يشن الجيش الإسرائيلي أعنف وأوسع هجوم على لبنان منذ بدء المواجهات مع حزب الله قبل نحو عام، أسفر حتى صباح الجمعة عن مئات الشهداء والجرحى.

ترقب إسرائيلي لتعيين هاشم صفي الدين لقيادة حزب الله

وفي هذا الإطار، أفاد مراسل التلفزيون العربي أحمد دراوشة من مدينة حيفا، بأن تساؤلات تدور اليوم عن الفترة التي يحتاجها حزب الله من أجل إعادة تنظيم صفوفه بمجرد أن يستلم الأمين العام الجديد مهامه، خصوصًا أن إسرائيل تسعى إلى استمرار حالة فقدان التوازن لدى الحزب، من خلال توجيه الضربات له.

وتابع أن تل أبيب تريد أن تبقي حزب الله في حالة "ضياع" التي تدعي إسرائيل أنها تنتشر عند عناصر الحزب حاليًا.

وأضاف المراسل أن إسرائيل تدعي أن الأمين العام المقبل لحزب الله اللبناني سيكون هاشم صفي الدين، وهو حسب تل أبيب أكثر تطرفًا وتشددًا من الأمين العام الراحل حسن نصر الله.

ولفت إلى أن إسرائيل تقول: إن صفي الدين بدأ يتسلم مهام منصبه، فيما بدأ حزب الله يخطط لقصف تل أبيب خلال الفترة المقبلة.

وبحسب مراسلنا، تقول إسرائيل: إن حزب الله فقد توازنه العملياتي بسبب الاغتيالات، لكنه لم يفقد قدراته العسكرية، ولا يزال يملك عددًا كبيرًا جدًا من الصواريخ.

وأشار إلى أن إسرائيل تترقب اللحظة التي سيعلن فيها حزب الله اللبناني عن تنظيم صفوفه، وتتحسب لرشقات صاروخية خلال الفترة المقبلة، وربما لعمليات نوعية أخرى.

هل قرر الاحتلال خططه لما بعد اغتيال نصر الله؟

وأوضح مراسلنا أن إسرائيل ستركز خلال الفترة المقبلة على ما تسميه منع نقل أسلحة من سوريا ومن إيران باتجاه حزب الله اللبناني، مشيرًا إلى أن الاحتلال قصف خلال الأيام الماضية معابر وشوارع حدودية، ثم بعد ذلك قصف جرافات كانت تعمل على إعادة تعبيد تلك المناطق المتضررة.

وأردف أن تل أبيب تحاول أن تمنع الطائرات القادمة من المطارات السورية والإيرانية من الهبوط في العاصمة اللبنانية بيروت في محاولة لمنع ما تقول إنها عمليات نقل للأسلحة.

وتابع أن إسرائيل كانت تلمح إلى أنها قد تبدأ عملية برية محدودة عند المناطق الحدودية لسببين، الأول هو ما تقول تل أبيب إنه تطهير للمناطق الحدودية، إذ تدعي وجود فتحات أنفاق في القرى اللبنانية قبالة المستوطنات الإسرائيلية، تتيح لمقاتلي حزب الله إطلاق صواريخ مضادة للدروع باتجاه المستوطنات الإسرائيلية.

السبب الثاني، حسب مراسلنا، هو طمأنة الإسرائيليين الذين يسكنون تلك المناطق بأن الجيش الإسرائيلي قادر على الدخول إلى لبنان، وقادر عندما يحين الوقت على بدء عملية برية في تلك المنطقة.

من هو هاشم صفي الدين؟

وهاشم صفي الدين الذي تقول إسرائيل إنه الأوفر حظًا لخلافة نصرالله هو رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله.

وينتخب مجلس الشورى، الهيئة التنظيمية العليا في الحزب والمؤلفة من سبعة أعضاء بينهم صفي الدين، الأمين العام للحزب. وفي انتظار أن يعقد المجلس اجتماعه، يُفترض أن يتولى نائب الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم مهام الأمين العام، كإجراء تلقائي بعد الفراغ الذي خلفه اغتيال نصر الله في سدة القيادة، حسب وكالة فرانس برس.

ويشغل هاشم صفي الدين منصب رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله، ويعد الرجل الثاني في حزب الله خلف حسن نصر الله حتى أنه يُوصف في الأوساط الإعلامية منذ سنوات بأنه "ظل" نصرالله.

وصفي الدين من مواليد عام 1964 في بلدة دير قانون النهر بقضاء صور جنوب لبنان.

يشغل هاشم صفي الدين منصب رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله - غيتي

ولا تتوفر الكثير من المعلومات عن الرجل، لكن من بين المعروف عنه أنه كان جزءًا من هيكل "حزب الله" منذ تأسيس الجماعة عام 1982.

وفي ثمانينيات القرن العشرين سافر صفي الدين إلى مدينة قم في إيران ليلتحق هناك بابن خالته حسن نصر الله، في دراسة العلوم الدينية.

بعدها عاد صفي الدين من قم إلى بيروت ليتولى رئاسة المجلس التنفيذي الذي يعتبر حكومة الحزب، خلفًا لنصر الله، الذي أصبح أمينًا عامًا لحزب الله.

وعلى مدى 3 عقود، أمسك الرجل بكثير من الملفات اليومية الحساسة في الحزب، من إدارة مؤسساته إلى إدارة أمواله واستثماراته في الداخل والخارج، تاركًا الملفات الإستراتيجية بيد نصر الله.

حضور شعبي وسياسي

وعلى غرار نصر الله، الذي يشترك الرجل معه في العديد من الصفات، يتميز صفي الدين بالحضور الشعبي والسياسي، وخطاباته المفوهة والنارية، التي تُغلف في الغالب بنبرة دينية قوية.

ويبرز الرجل في تلك الخطب التزامه بمواجهة الاعتداءات الإسرائيلية والتأكيد على الرد الحازم تجاهها.

ففي كلمة ألقاها في 13 يوليو/ تموز 2024، قال صفي الدين: "إذا كان تكليفنا، كما هو اليوم، أن نكون في الجنوب نقاتل هذا العدو، ونقدم شهداءنا، فنحن مستعدون للتضحية بكل شيء، وواثقون بأن الله سينصرنا كما نصرنا في 2006".

وفي خطاب آخر في 18 من الشهر ذاته، شدد على أن "لبنان معني بالحرب مع العدو الإسرائيلي دون قيود أو حدود".

كما أكد صفي الدين مرارًا، خلال الفترة الأخيرة، على ما سبق أن أعلنه نصر الله، بأن حزب الله لن يتوقف عن دعم جبهة غزة حتى توقف إسرائيل عدوانها على القطاع.

وتربط صفي الدين علاقات جيدة بطهران، فإضافة إلى قضائه سنوات في دراسة العلوم الدنية بحوزة قم، صاهر الرجل القائد السابق لفيلق القدس الإيراني قاسم سليماني عام 2020. إذ تزوج ابنه رضا آنذاك من زينب ابنة سليماني.

وفي عام 2017، أعلنت وزارة الخزانة الأميركية عن "إدراج صفي الدين على قائمة الإرهاب" بدعوى انتمائه إلى حزب الله.

المصادر:
التلفزيون العربي - وكالات
شارك القصة