كشف تقرير داخلي حديث لبرنامج الأغذية العالمي عن مشكلات خطيرة في استجابة البرنامج التابع للأمم المتحدة للأزمة في السودان تعوق قدرته على تخفيف الجوع في البلد الذي تمزقه الحرب، وتضر بسمعة البرنامج لدى المانحين.
ومنذ منتصف أبريل/ نيسان 2023، يخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع حربًا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل وما يزيد على 14 مليون نازح ولاجئ، وفق تقديرات الأمم المتحدة والسلطات المحلية.
وتتصاعد دعوات أممية ودولية لإنهاء الحرب بما يجنّب السودان كارثة إنسانية، بدأت تدفع ملايين إلى المجاعة والموت جراء نقص الغذاء، بسبب القتال الذي امتد إلى 13 ولاية من أصل 18.
"أكبر حالة طوارئ في برنامج الأغذية العالمي"
ويكافح برنامج الأغذية العالمي لإطعام الملايين في البلد الإفريقي الذي يعاني واحدة من أسوأ أزمات الجوع في العالم.
ويحدد التقرير، حسب وكالة رويترز، مجموعة من المشكلات في استجابة البرنامج في السودان، بما في ذلك عدم القدرة على زيادة عملياته ونقص الفرص التمويلية، وما يصفها التقرير بأنها "تحديات لمكافحة الاحتيال".
والتقرير هو نتيجة تقييم أجراه فريق تنسيق الطوارئ الإقليمية في البرنامج في يوليو/ تموز وأغسطس/ آب، وتم تكليف الفريق بالمساعدة في توسيع عمليات البرنامج في السودان ودول مجاورة.
ووردت النتائج بالتفصيل في "التقرير التشخيصي لتنسيق حالات الطوارئ الإقليمية" الذي يقع في 5 صفحات المؤرخ في 30 أغسطس، ويحمل علامة سري. ويصف التقرير السودان بأنه أكبر حالة طوارئ في برنامج الأغذية العالمي.
وتأتي الأنباء عن التقرير فيما يسعى البرنامج إلى تدبير مليارات الدولارات من أجل المناطق التي يتفشى فيها الجوع حول العالم، كما يكافح أزمة ثقة مع الولايات المتحدة ومانحين كبار آخرين.
الجوع يلاحق نصف سكان السودان
وفي السودان الذي يسكنه 50 مليون نسمة، يُقدر أن نصف عدد السكان تقريبًا يعاني من جوع شديد وسط الحرب، ويُعتقد أن المئات يموتون يوميًا جراء الجوع والأمراض ذات الصلة.
ويقول التقرير عن العمليات في السودان: "تضررت سمعة برنامج الأغذية العالمي في الاستجابة السريعة للطوارئ... تطالب الأطراف الرئيسية الآن، بما في ذلك المانحون الرئيسيون، بإحراز تقدم ملموس قبل التعهد بتمويل إضافي".
ولم يتناول كارل سكاو نائب المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي تفاصيل التقرير عندما سُئل عنه، لكنه قال لرويترز: إن البرنامج ومنظمات إنسانية أخرى "لم يكونوا مستعدين للأزمة المفاجئة في السودان".
وأضاف سكاو خلال مقابلة في القاهرة يوم الإثنين: "لقد استغرق الأمر وقتًا طويلًا حتى نتمكن من الوقوف على أقدامنا وتقديم المساعدات بطريقة تتسم بالفعالية والكفاءة والتنظيم... أنا واثق من أن برنامج الأغذية العالمي موجود الآن وأننا نفعل كل ما هو ممكن".