الثلاثاء 23 أبريل / أبريل 2024

تقطير ماء الزهر وزيت النيرولي.. صناعة تقليدية تدر دخلًا للأسر التونسية

تقطير ماء الزهر وزيت النيرولي.. صناعة تقليدية تدر دخلًا للأسر التونسية

Changed

فقرة من برنامج "شبابيك" تسلط الضوء على صناعة تقطير ماء الزهر وزيت النيرولي في تونس (الصورة: غيتي)
تتمركز في تونس 8 وحدات لتحويل زيت النيرولي، ويحاول القائمون المحافظة على هذه الثروة الطبيعية عبر توفير موادها الأولية.

تعد تونس من أهم الدول المنتجة لماء الزهر وزيت النيرولي، لكن هذه الصناعة التقليدية تحتاج إلى اهتمام أكبر لأهميتها في الدورة الاقتصادية في البلاد.

ففي شمال شرقي تونس تنتشر زراعة الحمضيات، ومع كل فصل ربيع تفوح رائحة مميزة من بيوت تقليدية تتحول إلى مصانع لتقدير الذهب الأبيض.

فما أن يهل موسمه، تزين أزهار النارنج أو البرتقال المر مداخل البيوت والحدائق والبساتين، وتشرع النساء التونسيات في قطفها حال تفتحها، كما يحرصن على ترك البراعم الصغيرة حتى اكتمال نموها لضمان جودة عطرها.

أزهار النارنج أو البرتقال المر
أزهار النارنج أو البرتقال المر - غيتي

ولا تزال النساء في تونس تعتمد الطريقة التقليدية في استخراج ماء الزهر أو "الزَهر"، وهو مصطلح محلي يعني أيضًا الحظ في عامية البلاد.

وتتوارث النساء هذه الصناعة جيلًا بعد جيل، فيقطرن ذهبهن الأبيض بطريقة تقليدية من خلال وعاء يكون جزؤه السفلي من النحاس والعلوي من الفخار.

وتدر هذه الصناعة مداخيل هامة لآلاف العائلات التونسية التي تنتظر موسمه سنويًا بفارغ الصبر، إذ لا يخلو بيت تونسي من ماء الزهر، خصوصًا وأن استعمالاته متعددة في الطبخ وصنع الحلويات، إلى جانب استخدامه دواء مخففًا لآلام المعدة والبطن.

لا تزال النساء في تونس تعتمد الطريقة التقليدية في استخراج ماء الزهر
لا تزال النساء في تونس تعتمد الطريقة التقليدية في استخراج ماء الزهر - غيتي

وفوائد أزهار النارنج متعددة، فمنها أيضًا يُستخرج زيت النيرولي وهو من أفخم الزيوت التي تنتجها تونس، إذ تقبل عليه شركات التجميل العالمية لصناعة أثمن العطور وأرقاها.

وتتمركز في تونس 8 وحدات لتحويل زيت النيرولي، ويحاول القائمون المحافظة على هذه الثروة الطبيعية عبر توفير موادها الأولية.

تقطير ماء الزهر وزيت النيرولي في تونس

وفي هذا الإطار، يوضح مدير جمعية صيانة مدينة نابل زهير بالأمين أن النارنج هي شجرة متعددة الاستعمالات والأوجه خصوصًا في الطبابة والعطارة، مشيرًا إلى أن زيت النيرولي من الناحية التقليدية لا يستخرج للبيع أو التصدير للخارج، بل للاستعمالات المنزلية.

ويضيف في حديث لـ"العربي" من العاصمة تونس، أن وحدات زيت النيرولي تمكنت من إنتاج حوالي طنين في السنة وصدرتها إلى أكبر مصنعين العطور، مشيرًا إلى أن هذا الزيت يعد من أفخم الزيوت الروحية الذي يستخدمه كبار صانعي العطور.

ويتابع بالأمين أن مدينة نابل تتميز باحتوائها على أكبر كمية من عدد أشجار النارنج، حيث يوجد بها حوالي 150 ألف شجرة تتوزع على 450 هكتارًا.

ويشرح أنه يلزم طنًا من الزهور للحصول على كيلو غرام واحد من زيت النيرولي، الذي يعطي حوالي 600 لتر من الزهر، مشيرًا إلى أن حوالي 3000 عائلة تسترزق من إنتاج مادة الزهر في الموسم الواحد.

وإذ يلفت بالأمين إلى أن شجرة النارنج تحتاج إلى التشذيب والسقي والعناية لكي تواصل إنتاجها، يشير إلى أنها حساسة جدًا تجاه الرياح التي تؤثر عليها، مبينًا أنه كلما زادت سرعة الرياح تساقطت زهور الشجرة.

ويشير بالأمين إلى أن شركات العطور ترسل الأخصائيين قبل كل موسم لزيارة المشاتل وشجر النارنج، للتأكد من طريقة السقي وعدم استعمال المواد الكيميائية، وللحرص على كافة مراحل جني زهرة النارنج وتقطيرها.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close