الإثنين 22 أبريل / أبريل 2024

تقلّصت بمقدار الثلثين.. بحيرة أميركية تواجه "قنبلة نووية بيئية"

تقلّصت بمقدار الثلثين.. بحيرة أميركية تواجه "قنبلة نووية بيئية"

Changed

تناول برنامج "صباح جديد" تأثير انقراض الحشرات على التنوّع البيئي والبشري حول العالم (الصورة: نيويورك تايمز)
اختل التوازن في النظام البيئي للبحيرة بسبب النمو السكاني الهائل، إضافة إلى تحويل المزيد من المياه من الأنهار للري، وتغيّر المناخ.

كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية أن بحيرة "سالت لايك" (Salt Lake) في ولاية يوتا الأميركية، تقلّصت بمقدار الثلثين حتى الآن، معتبرة أن الولاية باتت على موعد مع "قنبلة نووية بيئية".

وحذّر خبراء من أن الحشرات على غرار ذباب البحيرة الذي يقتات منه عدد من طيور المنطقة وأسماكها، ستبدأ بالموت، وكذلك القريدس الملحي ما يهدّد حياة 10 ملايين طائر مهاجر يتوقف عند البحيرة سنويًا ليتغذّى على المخلوقات الصغيرة.

وتعتبر الحشرات طعامًا لبعض الحيوانات كالطيور والخفافيش والأسماك، كما تضطلع بدور في تلقيح المحاصيل والأزهار البرية.

كما أكد الخبراء أن ظروف التزلج في المنتجعات الواقعة فوق سالت ليك سيتي، والتي تعتبر مصدرًا حيويًا للإيرادات ستتدهور ويمكن أن يتوقّف الاستخراج المربح للمغنيسيوم والمعادن الأخرى من البحيرة.

واعتبر الخبراء أن الأمر الأكثر إثارة للقلق يتمثّل في أن الهواء المحيط بالمدينة التي تقع فيها البحيرة قد يتحوّل إلى سام؛ ويحتوي قاع البحيرة على مستويات عالية من الزرنيخ، ومع تعرّضه للرياح، قد تحمل العواصف هذا الزرنيخ إلى رئات السكان القريبين من البحيرة، الذين يشكلون ثلاثة أرباع سكان ولاية يوتا.

يحتوي قاع البحيرة على مستويات عالية من الزرنيخ
يحتوي قاع البحيرة على مستويات عالية من الزرنيخ

وقال جويل فيري، النائب الجمهوري عن الولاية والمزارع الذي يعيش على الجانب الشمالي من البحيرة: "لدينا هذه القنبلة النووية البيئية المحتملة التي ستنفجر إذا لم نتخذ بعض الإجراءات الدراماتيكية".

الحلول ليست سهلة

وبينما يستمرّ تغير المناخ في جفاف قياسي في البحيرة، يبدو أن الحلول ليست سهلة.

ويتطلب إنقاذ البحيرة المالحة السماح لمزيد من ذوبان الثلوج من الجبال بالتدفق إلى البحيرة، مما يعني كمية أقل من المياه للسكان والمزارعين. الأمر الذي سيهدّد النمو السكاني السريع في المنطقة والزراعة عالية القيمة. ويبدو أن قادة الولاية متردّدين في القيام بهذه الخطوة.

وقال تيموثي دي هوكس، وهو مشرّع جمهوري يريد اتخاذ إجراءات أكثر قوة للحفاظ على البحيرة، إنه إذا لم تقم الولاية بعمل شيء فإن مصير البحيرة سيكون على غرار مصير بحيرة أوينز في كاليفورنيا، التي جفّت منذ عقود، وأنتجت أسوأ مستويات تلوّث بالغبار في الولايات المتحدة وساعدت في تحويل المجتمع القريب إلى مدينة أشباح.

واختلّ التوازن في النظام البيئي للبحيرة بسبب عاملين أساسيين: الأول يتمثّل في النمو السكاني الهائل، وتحويل المزيد من المياه من الأنهار للري، أما الثاني فهو تغيّر المناخ.

وقال روبرت جيليس، الأستاذ في جامعة ولاية يوتا وعالم المناخ في ولاية يوتا: إن درجات الحرارة المرتفعة تؤدي إلى تحوّل المزيد من الثلوج إلى بخار ماء، والذي يذهب بعد ذلك إلى الغلاف الجوي، بدلًا من التحول إلى سائل يجري نحو الأنهار.

وأضاف أن ارتفاع الحرارة يعني أيضًا زيادة الطلب على المياه لري العشب أو المحاصيل، مما يقلل أيضًا من كمية المياه التي تصل إلى البحيرة.

وأوضح أن تقلّص البحيرة يعني أيضًا كمية أقل من الثلوج، شارحًا أنه عندما تمرّ العواصف فوق البحيرة، فإنها تمتص بعض رطوبتها، والتي تسقط بعد ذلك ثلوجًا في الجبال. ويعرّض نقص المياه في البحيرة هذا النمط للخطر.

وقال جيليس: "إذا لم يكن لديك ماء فليس لديك صناعة أو زراعة؛ وليس لديك حياة".

يتبخّر ماء البحيرة بدلُا من التحول إلى سائل يجري نحو الأنهار
يتبخّر ماء البحيرة بدلًا من التحوّل إلى سائل يجري نحو الأنهار

على حافة الهاوية

في الصيف الماضي ، وصل مستوى المياه في البحيرة إلى أدنى مستوى له على الإطلاق، ومن المرجح أن ينخفض أكثر هذا العام.

وأفادت هيئة المسج الجيولوجي الأميركية أن مساحة سطح البحيرة تقلّصت، من حوالي 3300 ميل مربع في أواخر الثمانينات، إلى أقل من 1000.

بدوره، أوضح بوني باكستر، أستاذ علم الأحياء في كلية وستمنستر، أن محتوى الملح في الجزء الأقرب إلى المدينة كان يتذبذب بين 9% و 12%؛ ولكن مع انخفاض المياه في البحيرة، زاد محتواها من الملح.

وأضاف: "إذا وصلت إلى 17% - وهو أمر يقول إنه سيحدث هذا الصيف- فإن الطحالب الموجودة في الماء ستكافح للنجاة، مما يهدد الروبيان الملحي الذي يقتاط عليها.

وفي حين أن النظام البيئي لم ينهر بعد، قال باكستر: "نحن على حافة الهاوية. إنه أمر مرعب".

وتوفّر مدينة سالت ليك سيتي العاصمة ما يكفي من المياه لدعم سكانها الحاليين، لكن من المتوقع ارتفاع عدد السكان بنسبة 50% تقريبًا بحلول عام 2060.

وقالت لورا بريفير مديرة إدارة المرافق العامة في مدينة سالت ليك: إن المدينة يمكن أن تزيد من إمدادات المياه بثلاث طرق: تحويل المزيد من المياه من الأنهار والجداول، أو إعادة تدوير المزيد من مياه الصرف الصحي، أو سحب المزيد من المياه الجوفية من الآبار.

لكنها حذّرت من أن هذه الإستراتيجيات ستُقلّل من كمية المياه التي تصل إلى البحيرة، ومن دونها، فإن الطلب على المياه في مدينة سولت ليك سيتجاوز العرض بحلول عام 2040.

وتحاول المدينة الحفاظ على المياه. وفي ديسمبر/ كانون الأول الماضي، توقّفت عن إصدار تصاريح للشركات التي تتطلب كميات كبيرة من المياه، مثل مراكز البيانات أو مصانع التعبئة.

غير أن المسؤولين في المدينة يتجنّبون إقرار رفع أسعار المياه للاستخدام.

ويستهلك سكانها مياهًا للاستخدام السكني أكثر من المدن الصحراوية الأخرى بمعدل 96 غالونًا للفرد يوميًا العام الماضي، مقارنة بـ 78 غالونًا في توكسون و77 في لوس أنجلوس.

وفي هذا الإطار، قال زاكاري فرانكل المدير التنفيذي لمجلس الأنهار في ولاية يوتا: إن رفع رسوم أكبر مقابل استخدام المياه يدفع الناس إلى تقليل الاستهلاك.

المصادر:
العربي - ترجمات

شارك القصة

تابع القراءة
Close