الأربعاء 9 تموز / يوليو 2025
Close

تقنية ثلاثية الأبعاد.. حل مبتكر لفك ألغاز الجرائم في فرنسا

تقنية ثلاثية الأبعاد.. حل مبتكر لفك ألغاز الجرائم في فرنسا

شارك القصة

ستساعد هذه التقنية في كشفت قضايا قديمة التي لم تُحل بعد - غيتي
ستساعد هذه التقنية في كشفت قضايا قديمة التي لم تُحل بعد - غيتي
الخط
على سبيل المثال، يمكن لمجموعة مركبة من 150 صورة أن تظهر بصمة قدم مثلا في نموذج ثلاثي الأبعاد فائق الدقة.

يوفر قسم الأدلة الجنائية في الشرطة الفرنسية في مقره بالقرب من ليون خدمة فريدة من نوعها للمحققين هي عبارة عن صور ثلاثية الأبعاد، تتيح لهم دخول مسرح الجريمة كما لو كانوا في المكان ميدانيًا.

عند تناول قضية وهمية تتمثل بمقتل رجل بطلقات نارية وجرح آخر بسكّين، يظهر على شاشة شرطي نموذج ثلاثي الأبعاد لشقة مع ثلاثة خيارات: مسرح جريمة فارغ، ونتائج التحقيق (جثة، بقع دماء، أسلحة، وأدلة أخرى)، ومقطع فيديو يتضمّن تصوّرًا للشجار الذي أدّى إلى جريمة القتل.

"تسهيل فهم الوقائع"

يقول الضابط غريغوري الذي لم يذكر كنيته: إنّ "عملنا هو تسهيل فهم الوقائع"، مضيفًا: "نتعامل مع كل مسارح الجرائم الكبرى"، من هجمات، وقضايا جنائية كبيرة بما في ذلك القضايا القديمة التي لم تُحل.

وقد تدخّل فريقه في التحقيق الذي فُتح بعد مقتل مُدرّس على يدي متشدد في أراس (شمال) خلال أكتوبر/ تشرين الأول 2023، أو بعد هجوم بالقنابل أدى إلى إصابة نحو 15 شخصًا في ليون عام 2019، وذلك للتحقق من ادعاء المشتبه فيه.

في حال كانت القضايا كبيرة، تتم الاستعانة بـ"فريق توثيق مسرح الجريمة" كما يُعرف رسميًا، وهو قسم صغير أُنشئ قبل نحو عشر سنوات، ويضم أربعة أشخاص فقط من بينهم امرأة متخصصة في الهندسة المعمارية الثلاثية الأبعاد ولديها خبرة في تصميم ألعاب الفيديو.

يمكن للمحقق زيارة مسرح الجريمة من جهاز الكمبيوتر الخاص به
يمكن للمحقق زيارة مسرح الجريمة من جهاز الكمبيوتر الخاص به - غيتي

لكن القسم يمتلك معدات متطورة، بدءًا من جهازي مسح بالليز مزوّدين بكاميرا ويُمكنهما التقاط مساحة بتقنية ثلاثية الأبعاد وإنشاء تمثيل بياني بنقاط متفرقة. تجمّع النقاط هذا دقيق جدًا، بدقة تصل إلى 1 مليمتر على بعد عشرة أمتار، إذ تظهر ساحة الجريمة بسرعة وبوضوح على الشاشة.

ويمتلك القسم أيضًا ماسحًا ضوئيًا بالليزر محمولًا، وكاميرات بزاوية 360 درجة، وطائرات مسيّرة من مختلف الأنواع (متعددة الأطياف، وحرارية، وتقليدية) وأجهزة "آيباد برو" قادرة على إجراء هذا النوع من التحويل الرقمي.

يقول غريغوري: "بدأتُ العمل في الشرطة منذ أكثر من 20 عامًا من خلال التقاط صور تقليدية، والآن وصلنا إلى ما نحن عليه".

أما المواقع فتبقى نفسها. ويقول: "حتى لو كانت الأحداث تعود إلى 20 عامًا، فإن المنزل"، أو بالأحرى مسرح الجريمة، "يبقى كما هو. يمكننا إجراء مسح ضوئي لما هو موجود وإعادة العمل عليه ليتوافق مع نتائج تلك الفترة".

وعلى سبيل المثال، يمكن لمجموعة مركبة من 150 صورة أن تظهر بصمة قدم مثلًا في نموذج ثلاثي الأبعاد فائق الدقة.

ونتيجة لذلك، يمكن للمحقق زيارة مسرح الجريمة من جهاز الكمبيوتر الخاص به، وتكبير الأدلة، وأخذ القياسات، مع انطباع بأنه يسير في وسط المكان، مع تعديل الاتجاهات لمضاعفة زوايا المشاهدة.

"إعادة التصوّر المتحرك"

ويساعد الفريق أيضًا في عمليات إعادة التصوّر المتحرك التي يمكن استخدامها خلال المحاكمات، أو بهدف تبسيط دور الخبراء التقنيين.

وفي قضية الهجوم على سوق عيد ميلاد في ستراسبورغ (شرق فرنسا) الذي أسفر عن مقتل خمسة أشخاص عام 2018، طُلب من الفريق تتبّع مسار أحد المتهمين.

وليس هذا المختبر سوى جزء صغير من الهيئة الوطنية لعلوم الطب الشرعي التي تشرف على أكثر من أربعة آلاف عنصر في فرنسا، من بينهم 3140 عالمًا.

من مسحة بسيطة مبللة بمحلول ملحي إلى أحدث التقنيات، يُجري الشرطيون والفنّيون أكثر من 1,1 مليون تحليل سنويًا، ويتعاملون مع نحو 310 آلاف من الأدلة المضبوطة.

وفي إيكولي، إحدى ضواحي ليون، حيث يعمل 1200 من هؤلاء العناصر، تعمل الفرق بتعاون: مختبر البحث عن آثار البصمات، كلاب الأثر، قسم الأسلحة النارية (الباليستية)، ومختلف التخصصات المتعلقة بتحديد هوية الأشخاص.

تابع القراءة

المصادر

أ ف ب