أعلنت وزارة الدفاع التايوانية اليوم السبت أن 10 طائرات صينية عبرت خط المنتصف بمضيق تايوان، الذي يمثل عادة حاجزًا غير رسمي بين الجانبين، وذلك في الوقت الذي تواصل فيه بكين أنشطتها العسكرية بالقرب من الجزيرة.
وأفادت الوزارة في تقريرها اليومي عن الأنشطة العسكرية الصينية بأن 9 مقاتلات صينية وطائرة مسيّرة عبرت خط المنتصف في غضون 24 ساعة حتى السادسة من صباح السبت بالتوقيت المحلي (20:00 بتوقيت غرينتش يوم الجمعة).
وقالت الوزارة: إن "تايوان أرسلت طائرات لتحذير الطائرات الصينية، فيما كانت الأنظمة الصاروخية تراقبها".
وأمس الجمعة، عبرت تسع طائرات صينية خط المنتصف، ونفذت دوريات تأهب للقتال، وقالت وزارة الدفاع التايوانية إنها "تصرفات تتعمد إثارة حالة من التوتر" وتقوض السلام والاستقرار.
وأدانت رئيسة تايوان تساي إينغ وين، التصرفات الصينية وقالت إن عدم استقرار المضيق يؤدي إلى مخاطر اقتصادية وأمنية على العالم، مشددة على مواصلة العمل مع الولايات المتحدة وغيرها لإثبات أن الديمقراطية بإمكانها أن تنجح.
"رد انتقامي"
وتشكو تايوان، التي تقول الصين إنها أراضيها على الرغم من اعتراضات الجزيرة، منذ سنوات من المهمات شبه اليومية للقوات الجوية الصينية بالقرب من الجزيرة الخاضعة لحكم ديمقراطي، والتي غالبًا ما تكون في الجزء الجنوبي الغربي من منطقة دفاعها الجوي.
وهددت بكين برد انتقامي لم تحدده إذا التقت رئيسة تايوان تساي إينغ وين، وهي في رحلة حالًيا للأميركتين، برئيس مجلس النواب الأميركي كيفين مكارثي.
ومن المتوقع أن تلتقي به في لوس أنجلوس في طريق عودتها إلى تايبيه هذا الشهر قادمة من أميركا الوسطى.
#بكين تهدد بالانتقام في حال لقاء رئيس مجلس النواب الأميركي رئيسة #تايوان أثناء عبورها الأراضي الأميركية #أميركا #الصين تقرير: ملهم بريجاوي pic.twitter.com/3xXHlXOHCc
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) March 30, 2023
وتأتي جولة رئيسة تايوان بعد إعلان الرئيسة اليسارية لهندوراس شيومارا كاسترو رسميًا إقامة علاقات مع بكين، وبالتالي قطع العلاقات التي كانت تربط الدولة الواقعة في أميركا الوسطى وتايبيه منذ أكثر من ثمانين عامًا.
وفي حديث لـ"العربي" من بكين، يقول الصحافي من مجموعة الصين للإعلام نادر رونغ هوان: إنه "لا يوجد شيء اسمه خط المنتصف لأن الصين لم تعترف بذلك أبدًا، وهي جزء لا يتجزأ من الأراضي الصينية".
وأضاف أن الصين تعارض بحزم أي شكل من أشكال التبادلات الرسمية بين الولايات المتحدة والسلطة في تايوان.
وفي مواجهة تهديدات الصين بالانتقام، دافعت الولايات المتحدة عن الزيارة "غير الرسمية" للرئيسة التايوانية إلى نيويورك، معتبرة أنها مجرد "عبور عبر الولايات المتحدة".
لكن بكين هددت حليف تايوان الأميركي بـ"إجراءات حازمة" ردًا على اجتماع محتمل مع مكارثي.
وتقيم تايوان حالًيا علاقات دبلوماسية في أميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي مع سبع دول فقط هي غواتيمالا وبيليز وباراغواي وهايتي، وسانت كيتس ونيفيس، سانتا لوسيا، وسانت فنسنت وغرينادين.
وكانت الصين قد أجرت مناورات حربية حول تايوان في أغسطس/ آب بعد أن زارت رئيسة مجلس النواب آنذاك نانسي بيلوسي تايبيه، وواصلت الأنشطة العسكرية بالقرب من تايوان، وإن كان في نطاق محدود.
وقال مسؤول تايواني كبير مطلع على الخطط الأمنية بالجزيرة لرويترز الأسبوع الماضي: إنه يستبعد أن تكرر الصين مثل هذه التدريبات الكبيرة، لكن تم اتخاذ جميع الاستعدادات تحسبًا لأي رد فعل صيني "غير عقلاني".