بعد دخول اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان حيز التنفيذ فجر اليوم الأربعاء، بدأت تصريحات المسؤولين الإسرائيليين في الخروج إلى العلن، حيث تسود حالة من الغضب في صفوفهم.
وبدأ سريان اتفاق وقف إطلاق النار عند الرابعة فجر الأربعاء بتوقيت بيروت، لينهي معارك استمرت منذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، واتسع نطاقها في الشهرين الأخيرين.
وأسفر العدوان الإسرائيلي على لبنان إجمالًا عن 3 آلاف و823 شهيدًا و15 ألفًا و859 جريحًا، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، فضلًا عن نحو مليون و400 ألف نازح، وفق بيانات لبنانية رسمية معلنة حتى مساء الثلاثاء.
"إسرائيل لم تحقق أهداف الحرب"
وحسب مراسل التلفزيون العربي أحمد دراوشة، فإن أبرز تصريح إسرائيلي جاء من وزير الجليل والنقب في حكومة الاحتلال، يقول فيه إن تل أبيب لم تحقق أهداف هذه الحرب عندما قبلت بوقف إطلاق النار في لبنان.
وأضاف وزير الجليل وهو أيضًا قيادي في حزب وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير أن وقف إطلاق النار هذا لا يتناسب مع الأهداف التي وضعتها إسرائيل منذ بداية الحرب، وأنه لا ضمان لعودة النازحين الإسرائيليين إلى الحدود الشمالية.
وتابع أن الحكومة الإسرائيلية لم تخصص بما فيه الكفاية موارد من أجل إعادة الإعمار وإعادة النازحين إلى الشمال.
كما قال إنه "لا يعرف أي أحد سيكون بمقدوره إعادة ابنه ليعيش بأمان في منطقة الحدود مع لبنان، طالما ن تهديد الصواريخ من حزب الله لا يزال مستمرًا".
"مؤقت لخدمة أهداف إستراتيجية"
وأشار مراسلنا إلى تصريح لافت نقلته القناة 12 عن وزيرة الاستيطان في إسرائيل أوريت ستروك، تقول فيه إن "وقف إطلاق النار في لبنان تكتيكي ومؤقت من أجل خدمة أهداف إستراتيجية كبرى، لا يمكن التفصيل فيها".
وفي هذا الإطار، لفتت ستروك إلى أن انسحاب الجيش الإسرائيلي من الجنوب اللبناني لن يكون تلقائيًا خلال الـ60 يومًا، إنما سيكون بعد أن يراجع الكابينت الأمني والسياسي الإسرائيلي كل مرة من جديد تقدم الجيش اللبناني في الجنوب، وبعد ذلك سيقرر الكابينت الانسحاب من هناك.
وذكر مراسل التلفزيون العربي أن وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش وضع أربعة شروط من ضمنها أن يتم التصويت كل مرة من جديد داخل الكابينت على انسحاب الجيش الإسرائيلي من الجنوب اللبناني بناء على التطورات، وعلى رصد الجيش لتحركات حزب الله.
وتروج وزيرة الاستيطان إلى أن بنيامين نتنياهو وافق على هذا الشرط الذي تقدم به بتسلئيل سموتريتش، وترفض تفصيل هذا الامر لاحقًا، حسب مراسلنا.
وتحدث المراسل عن أن التقديرات في إسرائيل، بحسب وسائل إعلام عبرية تفيد بأن حزب الله "سيختفي" خلال الفترة المقبلة، ولن يعطي أية ذريعة لتل أبيب من أجل تأخير الانسحاب من جنوب لبنان. وربما سيعمل تحت الأرض دون أن يبدو له أي أثر خلال الفترة المقبلة، حتى لا يعطي أي ذريعة لمهاجمة لبنان.
إلى ذلك، أظهر استطلاع للرأي أجرته القناة 12 الإسرائيلية أن 37% من الإسرائيليين يؤيدون وقف إطلاق النار، مقابل معارضة 32%.
ومن بين المعارضين للاتفاق في إسرائيل زعماء المعارضة ورؤساء البلدات القريبة من حدود إسرائيل مع لبنان الذين يريدون منطقة عازلة خالية من السكان على الجانب اللبناني من الحدود.
وكان بن غفير كتب على منصة إكس: إن "الاتفاق لا يضمن عودة الإسرائيليين إلى المنازل في الشمال، وأن الجيش اللبناني ليست لديه القدرة على التغلب على حزب الله"، أضاف "من أجل مغادرة لبنان، يجب أن يكون لدينا حزام أمني خاص بنا".