"أنغام باقية" هو عنوان لفعالية فنية احتضنتها العاصمة السودانية الخرطوم. وتمثل عودة إلى زمن الفن الجميل من خلال أمسية طربية لإحياء ذكرى الموسيقار بشير عباس والفنان مصطفى سيد أحمد والفنان محمود عبد العزيز وهم من أعمدة الغناء والموسيقى في السودان.
وشملت الفعالية برامج موسيقية وكلمات ومعرضًا، إضافة إلى مشروع فني. وازدانت أركان منتدى دال الثقافي الذي احتضن الفعالية بحضور الشعراء والموسيقيين وكورال بيت العود في الخرطوم .
زاد الأجيال
امتازت ألحانهم وكلماتهم وأصواتهم بعمق المعاني وأبرزت جمال السلم الخماسي، العمود الأساسي في الألحان السودانية. ولطالما كانوا يشكلون ماضيًا وحاضرًا استمدت منهم الأجيال زادًا غنيًا يشفي غليل التوق إلى أغنية جميلة شعرًا ولحنًا.
ويقول الشاعر والناقد الفني أزهري محمد علي: "إن الأغنية تحوّلت لديهم إلى مشروع للاستنارة وللوعي الجمعي وارتبطت بحركة الإيقاعات المتعددة الموجودة في حياتنا السودانية، وبالأحلام الفارهة جدًا للشعب السوداني".
في ذِكرى تأبين الفنان الراحل المقيم مصطفى سيد احمد صاحب الفكر والبراح الإنساني والنغم الشجي والسلوك الرزين والكلمة الموزونة والإحساس بهموم الناس والوطن اقدم لكم جزء بسيط من مشاركتنا المتواضعة في أمسية كانت بعنوان أنغام باقية تخليداً لذكراهم ، مع الطيور الما بتعرف ليها خرطة🕊️❤️ pic.twitter.com/DV4arUnLxz
— ASHRAF (@ASHRAF__9) January 21, 2023
وحضر الأمسية لفيف من أهل الفن والثقافة ومحبي المخلدة ذكراهم أعادت ذكريات الزمن الجميل ونقلت بعضًا من رفاقهم إلى أيام البدايات الأولى ولحظات الأيام الأخيرة في حياة بعضهم.
لا زالت أغاني الراحل مصطفى سيد أحمد تشكّل عصبًا أساسيًا لمدرسة شعراء الساحل والصحراء، بينما ظل الراحل محمود عبد العزيز أيقونة فنية ووطنية عند الشباب. ولا زالت الألحان تتجمل بأوتار الراحل بشير عباس الملحن الفذ صاحب الوتر الغني بالاحساس.
أمسية جامعة
ومن جهتها، تشير الشاعرة السودانية وئام كمال الدين إلى أن التنوع الكبير للحضور كان أهم ما يميّز فعالية "أنغام باقية"، حيث حضرتها أجيال مختلفة ومثقفون وسياسيون وغيرهم.
وتقول كمال الدين في حديثها من الخرطوم: "كانت الرسالة الأساسية للمحتفى بهم تظهر من خلال هذا التنوع الثقافي والإثني والطائفي والفكري لتوضيح رسالة التعايش السلمي للتأصيل لفن إدارة الخلاف والاختلاف الأمر الذي يحتاجه السودانيون كثيرًا".
وتلفت إلى أن إقبال السودانيين على هذا النوع من الفعاليات ليس من باب رفاهية الفن الراقي، بل لأن المحتفى بهم أعمدة مهمة في تاريخ الفن السوداني ويؤثرون في وجدان الشعب السوداني حتى الآن.
وتضيف الشاعرة السودانية: "بشير عباس هو موسيقار نقل الموسيقى السودانية إلى الخارج، وهو صاحب 48 معزوفة موسيقية و120 لحن في مكتبة الغناء السودانية".
كما تشير كمال الدين إلى أن مصطفى سيد أحمد هو أحد أهم الفنانين الذين روّجوا للشعر الرمزي في الأغنية السودانية ولا زال هذا الشعر يلقى رواجًا بشكل كبير.