الخميس 19 حزيران / يونيو 2025

تكفي الملايين.. خفض المساعدات الأميركية يهدد بإتلاف مواد غذائية

تكفي الملايين.. خفض المساعدات الأميركية يهدد بإتلاف مواد غذائية

شارك القصة

الوكالة الأميركية للتنمية الدولية
تحتوي المخازن على ما بين 60 ألف و66 ألف طن من المواد الغذائية- غيتي
الخط
حصص غذائية لها أن تكفي 3.5 مليون شخص لمدة شهر ستتلف في مخازن حول العالم بعد خفض المساعدات الأميركية بقرار من ترمب.

أفادت خمسة مصادر مطلعة بأن حصصًا غذائية تكفي 3.5 مليون شخص لمدة شهر ستتلف في مخازن حول العالم بسبب خفض المساعدات الأميركية، وستتعرض لخطر أن تصبح غير صالحة للاستخدام.

ووفقًا لوكالة "رويترز"، ذكرت ثلاثة مصادر عملت في الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، ومصدران في منظمات إغاثية أخرى، أن المخزون الغذائي عالق في أربعة مخازن تابعة للحكومة الأميركية منذ أن قررت إدارة الرئيس دونالد ترمب في يناير/ كانون الثاني خفض برامج المساعدات الدولية.

وقال مصدران إن صلاحية جزء من المخزون ستنتهي في بداية يوليو/ تموز، ومن المرجح التخلص منه إما بالحرق واستخدامه علفًا للحيوانات، أو بطرق أخرى.

وأوضحت المصادر الخمسة أن المخازن، التي يديرها مكتب المساعدات الإنسانية التابع للوكالة الأميركية للتنمية الدولية، تحتوي على ما بين 60 ألف و66 ألف طن من المواد الغذائية، وردها مزارعون ومصنعون أميركيون.

"أغذية تكفي لمليون شخص"

وكشفت قائمة جرد غير مؤرخة للمخازن، التي تقع في جيبوتي وجنوب إفريقيا ودبي وهيوستن، أنها تحتوي على أكثر من 66 ألف طن من سلع مثل البسكويت عالي الطاقة والزيوت النباتية والحبوب المزودة بعناصر غذائية.

والقائمة اطلعت عليها وكالة "رويترز" وقدمها مسؤول إغاثة وتحقق مصدر في الحكومة الأميركية من أنها محدثة. وتقدر قيمة تلك الإمدادات بأكثر من 98 مليون دولار.

وأظهر تحليل أجرته "رويترز" استنادًا إلى بيانات من برنامج الأغذية العالمي أنه يمكن لهذه الكمية من الغذاء إطعام أكثر من مليون شخص لمدة ثلاثة أشهر أو سكان غزة بالكامل لمدة شهر ونصف الشهر.

وشرح برنامج الأغذية العالمي أن طنًا واحدًا من الغذاء، الذي يشمل عادة الحبوب والبقوليات والزيت، يمكن أن يلبي الاحتياجات اليومية لحوالي 1660 شخصًا.

وجاء تقليص عمل الوكالة الأميركية للتنمية الدولية وتخفيضات ترمب للمساعدات الإنسانية في الوقت الذي ترتفع فيه مستويات الجوع عالميًا بسبب الصراعات وتغير المناخ، مما يهدد المزيد من الناس بالمجاعة ويقضي على عقود شهدت إحراز تقدم في هذا الصدد.

ووفقًا لبرنامج الأغذية العالمي، يواجه 343 مليون شخص مستويات حادة من انعدام الأمن الغذائي على مستوى العالم. ومن بين هؤلاء، يعاني 1.9 مليون شخص من جوع كارثي وعلى شفا المجاعة، معظمهم في قطاع غزة والسودان، وكذلك في مناطق بجنوب السودان وهايتي ومالي.

مخزونات غذائية عالقة

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية، التي تشرف على الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، ردًا على أسئلة مفصلة حول مخزونات الغذاء، إن الوزارة تعمل على ضمان استمرار برامج المساعدات دون انقطاع ونقلها بحلول يوليو في إطار عملية حل الوكالة.

وأضاف المتحدث: "تتشاور الوكالة الأميركية للتنمية الدولية باستمرار مع شركائها حول أفضل المواقع لتوزيع السلع في مستودعات الوكالة المجهزة مسبقًا لاستخدامها في برامج الطوارئ قبل انتهاء صلاحيتها".

وعلى الرغم من أن إدارة ترمب أصدرت استثناءات لبعض البرامج الإنسانية، ومنها في غزة والسودان، قالت المصادر إن إلغاء العقود وتجميد الأموال اللازمة لدفع مستحقات الموردين وشركات الشحن والمتعاقدين تسببا في بقاء مخزونات الأغذية عالقة في المستودعات الأربعة.

ووفقًا لمصدر أميركي ومصدرين عملا سابقًا في الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، فإن اقتراح تسليم المخزونات إلى منظمات الإغاثة القادرة على توزيعها لا يزال معلقًا. وقال المصدران من الوكالة إن الخطة تنتظر موافقة مكتب المساعدات الخارجية بوزارة الخارجية.

وتنتهي صلاحية ما يقرب من 500 طن من البسكويت عالي الطاقة المخزن في مستودع تابع للوكالة في دبي في يوليو، وفقًا لمسؤول سابق في الوكالة الأميركية ومسؤول إغاثة مطلع على المخزونات.

واستنادًا لحسابات "رويترز"، يمكن لهذه الكمية إطعام ما لا يقل عن 27 ألف طفل يعانون من سوء التغذية الحاد لمدة شهر.

وقال المسؤول السابق في الوكالة إن بعض هذه المخزونات كانت مخصصة سابقًا لغزة والسودان.

وكانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) قد حذرت في أواخر مارس/ آذار من نقص مخزونات الأغذية العلاجية الجاهزة للاستخدام في 17 دولة بسبب تخفيضات التمويل، مما يترك 2.4 مليون طفل يعانون من سوء التغذية الحاد الوخيم دون الحصول على الإمدادات الأساسية لبقية العام.

وتحتوي المستودعات الأربعة على غالبية مخزونات الأغذية المخزنة مسبقًا التابعة للوكالة الأميركية. وفي الأوقات العادية، يمكن إرسال هذه المخزونات سريعًا لأماكن مثل السودان حيث يواجه 25 مليونًا، أي نصف سكان البلاد، جوعًا حادًا.

وفي الشهر الماضي، قالت منظمة العمل ضد الجوع، وهي منظمة غير ربحية تعتمد على الولايات المتحدة في أكثر من 30% من ميزانيتها العالمية، إن التخفيضات الأميركية أدت بالفعل إلى وفاة ستة أطفال على الأقل في جمهورية الكونغو الديمقراطية بعد أن اضطرت إلى تعليق قبول حالات جديدة في برامجها.

تابع القراءة

المصادر

رويترز