السبت 26 نيسان / أبريل 2025

تلاحق جنود الاحتلال عبر العالم.. حين تصبح هند رجب كابوسًا لقاتليها

تلاحق جنود الاحتلال عبر العالم.. حين تصبح هند رجب كابوسًا لقاتليها محدث 20 شباط 2025

شارك القصة

تأخذ مؤسسة هند رجب على عاتقها ملاحقة مجرمي الحرب الاسرائيليين عبر العالم-موقع المؤسسة
تأخذ مؤسسة هند رجب على عاتقها ملاحقة مجرمي الحرب الاسرائيليين عبر العالم-موقع المؤسسة
الخط
تأسست مؤسسة "هند رجب" في سبتمبر 2024، وتسعى بحسب البيان التعريفي لها لكسر "الإفلات من العقاب للاحتلال الإسرائيلي"، فيما يتعلق بجرائم الحرب وانتهاكات حقوق الإنسان في فلسطين، وخصوصًا في قطاع غزة.

استشهدت الطفلة هند رجب عام 2024، خلال العدوان الذي شنه الجيش الإسرائيلي على قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

كانت مجرد طفلة صغيرة ترتجف من الخوف بينما كانت إسرائيل تقصف حي الهوى في مدينة غزة، فهربت في إحدى السيارات مع أقارب لها بحثًا عن ملاذ آمن، فتعرّضت سيارتهم للقصف. 

تتصل إحدى قريبات هند بالهلال الأحمر الفلسطيني، وخلال الاتصال الذي بثته فضائيات عربية سُمعت أصوات إطلاق رصاص كثيف، وصراخ طفلة تقول إنهم يطلقون النار علينا. سرعان ما ينقطع الاتصال مع الهلال الأحمر، ويصبح سؤال آلاف المشاهدين عبر العالم حول مصير الطفلة وأقاربها، فهل قتلتهم إسرائيل؟ هل نجوا؟ هل حدثت المعجزة؟ 

قتلت اسرائيل الطفلة هند رجب وهي في السادسة من عمرها-مؤسسة هند رجب
قتلت اسرائيل الطفلة هند رجب وهي في السادسة من عمرها-مؤسسة هند رجب

يعاود الهلال الأحمر الاتصال بالرقم نفسه الذي أطلق نداء الاستغاثة، وينجح أخيرًا في التواصل مع الطفلة هند رجب التي كانت تشعر بالذعر، خصوصًا أنه لم ينجُ سواها من القصف، فيرسل الهلال الأحمر سيارة إسعاف لإنقاذها، لكن الاتصال بفريق الإنقاذ ينقطع بدوره. 

ويمر يوم ويأتي آخر والسؤال يتكرر عن مصير هند ومن معها، وبعد نحو اثني عشر يومًا تعثر فرق الإنقاذ على جثث هند وأقاربها في السيارة التي تعرّضت للقصف المتكرر، كما يعثرون على جثث فريق الإنقاذ الذي تعرضت سيارته للقصف، فلم يتمكن من إنقاذ هند ومن معها من قتل معلن على رؤوس الأشهاد.

نحو 18 ألف طفل شهيد

استشهد 48271 فلسطينيًا خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، من بينهم 17881 طفلًا، وفقًا للجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني.

ويعتبر عدد الشهداء الأطفال استثنائيًا في تاريخ الحروب في العالم، حيث قال المفوّض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) فيليب لازاريني في مارس/ آذار 2024 إن عدد الأطفال الذين استشهدوا خلال العدوان على غزة يفوق عدد الأطفال الذين قتلوا على مدى 4 أعوام من النزاعات حول العالم.

وأوضح لازاريني في منشور له على منصة إكس أن أرقام الأمم المتحدة أظهرت أن 12 ألفًا و193 طفلًا قتلوا في نزاعات حول العالم بين العامين 2019 و2022، بينما تبيّن أن أكثر من 12 ألفًا و300 طفل في الأراضي الفلسطينية استشهدوا بين أكتوبر/ تشرين الأول 2023 ونهاية شهر فبراير/ شباط الماضي، ما يعني أنّ عدد الشهداء الأطفال الغزّيين خلال نحو ستة أشهر من العدوان الإسرائيلي يفوق قتلى أربعة أعوام من النزاعات في العالم.

هند التي قُتلت في 29 يناير/ كانون الثاني 2024 كانت من بين هؤلاء.

هند واحدة من حوالي 18 ألف طفل استشهدوا في غزة-موقع مؤسسة هند رجب
هند واحدة من حوالي 18 ألف طفل استشهدوا في غزة-موقع مؤسسة هند رجب

قُتلت هند وهي في السادسة من عمرها، وستظل كذلك لأن الموتى لا يكبرون، أما قصتها فكبرت، ففي سبتمبر/ أيلول من العام نفسه، أسس بلجيكيان من أصول لبنانية مؤسسة تحمل اسمها لملاحقة مجرمي الحرب الإسرائيليين، ما حوّل هند إلى كابوس يلاحق الجنود والساسة الإسرائيليين عبر العالم.

هند رجب تلاحق قاتليها

والأحد الماضي، استبقت مؤسسة "هند رجب" زيارة مقررة يوم 18 فبراير/ شباط الحالي لوزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر إلى بروكسل، بتقديم شكوى إلى المحكمة الجنائية الدولية، لإصدار مذكرة لاعتقاله بتهمة "ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية" خلال العدوان على غزة. 

وقالت مؤسسة "هند رجب" إن بلجيكا من الدول الموقعة على نظام روما الأساسي، وعليها بموجب ذلك التزام قانوني بالتعاون مع المحكمة الجنائية الدولية في هذا الملف.

قُتلت هند وهي في السادسة من عمرها، وستظل كذلك لأن الموتى لا يكبرون، أما قصتها فكبرت، ففي سبتمبر/ أيلول من العام نفسه، أسس بلجيكيان من أصول لبنانية مؤسسة تحمل اسمها لملاحقة مجرمي الحرب الإسرائيليين، ما حوّل هند إلى كابوس يلاحق الجنود والساسة الإسرائيليين عبر العالم

كما دعت السلطات البلجيكية، إلى ضمان عدم إفلات ساعر من العدالة أثناء وجوده على الأراضي الأوروبية، ولا سيما أنه "عضو بارز في حكومة بنيامين نتنياهو، وشخصية رئيسية في عملية صنع القرار في إسرائيل، ولعب دورًا مركزيًا في تشكيل وتنفيذ السياسات التي أدت إلى التهجير الجماعي والعقاب الجماعي والهجمات الممنهجة على المدنيين الفلسطينيين".

شكوى للجنائية لاعتقال ألف جندي

وساعر ليس الأول ولا الأخير في سلسلة ملاحقات مؤسسة رجب للجنود والمسؤولين الإسرائيليين المتهمين بارتكاب جرائم حر في قطاع غزة:.

• في أكتوبر/ تشرين الأول 2024، قدمت مؤسسة هند رجب شكاوى ضد 1000 جندي إسرائيلي إلى المحكمة الجنائية الدولية، مطالبة بإصدار مذكرات اعتقال بحقهم، وأرفقت شكاواها بأدلة على ارتكاب الجنود جرائم حرب محتملة، منها "بصمات أصابعهم الرقمية"، حيث قام عدد منهم بنشر مقاطع فيديو وصور لأنفسهم على الإنترنت، وهم يرتكبون جرائم حرب. 

وبحسب المؤسسة فإن الشكوى تشمل عددًا كبيرًا من الأفراد ذوي الجنسية المزدوجة، بما في ذلك 12 من فرنسا، و12 من الولايات المتحدة، و4 من كندا، و3 من المملكة المتحدة، و2 من هولندا.

• كما دعت المؤسسة 8 دول من بينها إسبانيا وأيرلندا وجنوب إفريقيا إلى إصدار مذكرات اعتقال من الإنتربول بحق هؤلاء.

• حتى تاريخ 6 يناير/ كانون الثاني 2025، قدّمت مؤسسة هند رجب شكاوى ضد جنود إسرائيليين في الإكوادور وبلجيكا والإمارات العربية المتحدة والبرازيل والأرجنتين وسريلانكا وفرنسا وهولندا وقبرص وتايلاند والمملكة المتحدة.

• في يناير/ كانون الثاني 2025، قالت مؤسسة هند رجب إنه بناءً على الاتهامات و"الأدلة" التي قدمتها، اتخذت محكمة برازيلية إجراءات ضد جندي إسرائيلي كان يقضي إجازته في البرازيل. ووفقًا للمؤسسة فقد أصدرت المحكمة "أمرًا عاجلاً بتدخل الشرطة ضد المشتبه به"، لكن الجندي فر إلى الأرجنتين. 

تغيير اسم إحدى قاعات جامعة كولومبيا إلى اسم هند رجب في أبريل الماضي-غيتي
تغيير اسم إحدى قاعات جامعة كولومبيا إلى اسم هند رجب في أبريل الماضي-غيتي

• في فبراير/ شباط 2025 فتحت السلطات السويسرية تحقيقًا ضد جندي احتياط إسرائيلي، كان موجودًا على أراضيها، بتهمة ارتكاب جرائم حرب، وقالت مؤسسة هند رجب إنها تقدمت رسميًا بشكوى جنائية أمام السلطات السويسرية، ما أدى إلى فتح تحقيق في ارتكاب جرائم حرب بحق إسرائيلي مشتبه به في سويسرا.

• في ديسمبر/ كانون الأول 2024، تقدمت مؤسسة هند رجب بشكوى إلى الحكومة البلجيكية ضد الملحق العسكري الإسرائيلي الجديد في بروكسل، العقيد موشيه تيتر، واتهمته بالمسؤولية عن تنفيذ سياسة التجويع في غزة.

• في أكتوبر/ تشرين الأول 2024، أصدرت مؤسسة هند رجب بيانًا دعت فيه المحكمة الجنائية الدولية لإصدار مذكرات اعتقال سريعة بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الأمن (السابق يوآف غالانت)، ومحاسبتهما على جرائم الحرب في غزة.

تحدّي "الإفلات من العقاب"

تأسست مؤسسة "هند رجب" في سبتمبر/ أيلول 2024، وتسعى بحسب البيان التعريفي لها لكسر "الإفلات من العقاب للاحتلال الإسرائيلي"، فيما يتعلق بجرائم الحرب وانتهاكات حقوق الإنسان في فلسطين وخصوصًا في قطاع غزة. 

وتقول المؤسسة على موقعها الإلكتروني إنها "تأسست خلال الإبادة الجماعية المستمرة في غزة، وهي تكرم ذكرى هند رجب وكل مَن لقوا حتفهم أو عانوا في ظل الحملة الإبادة الجماعية الإسرائيلية". وتضيف: "تتمثل مهمتنا الأساسية في السعي بنشاط إلى اتخاذ إجراءات قانونية ضد المسؤولين عن هذه الفظائع، بما في ذلك الجناة والمتواطئين والمحرضين على العنف ضد الفلسطينيين"، وفق المؤسسة.

السيارة التي قتلت فيها الطفلة هند وأقارب لها في يناير 2024-غيتي  ​
السيارة التي قتلت فيها الطفلة هند وأقارب لها في يناير 2024-غيتي ​

وتتخذ مؤسسة "هند رجب" من العاصمة البلجيكية بروكسل مقرًا رئيسيًا لها، وأسّسها مواطنان بلجيكيان-لبنانيان هما دياب أبو جهجه وكريم حسّون.

وأبو جهجه كاتب وناشط سياسي ومؤسس رابطة العرب الأووربيين عام 2001، في حين شغل حسّون منصب رئيس الرابطة عام 2005. 

ولد أبو جهجه عام 1971 في إحدى قرى قضاء بنت جبيل بجنوب لبنان، وغادر لبنان إلى بلجيكا للدراسة عام 1991، وهو حاصل على درجة الماجستير في العلوم السياسية من الجامعة الكاثوليكية في لوفان، ويتهمه أمنيون إسرائيليون بحسب صحيفة جيروزاليم بوست، بالارتباط من خلال علاقات عائلية وتجارية، بما تسمى شبكة حزب الله لتمويل المقاومة.

تابع القراءة

المصادر

خاص موقع التلفزيون العربي
تغطية خاصة