أكّدت وزارة الخارجية الروسية، الأربعاء، أنه سيتم اتخاذ إجراءات في القريب العاجل لتلبية تطلعات أربع مناطق أوكرانية محتلة لأن تصبح جزءًا من روسيا، معتبرة أن ما فعتله تلك المناطق "خيار حر لصالح روسيا".
وجاء ذلك بعد يوم من استكمال ما وصفته أوكرانيا والغرب بأنه "استفتاء صوري غير قانوني"، وفي وقت تعمل فيه واشنطن وحلفاؤها على فرض عقوبات جديدة على موسكو ردًا على تلك الاستفتاءات.
"استفتاءات قانونية"
وأوضحت الخارجية الروسية في بيان أنّ التصويت في دونيتسك ولوغانسك وخيرسون وزابوريجيا، جرى بصورة تتوافق مع القانون الدولي.
وجرى استفتاء في تلك المناطق الأوكرانية الأربع، ويوم أمس أعلنت السلطات الموالية لروسيا أن الناخبين أيدوا بغالبية كبيرة ضم هذه المناطق لروسيا خلال استفتاءات نُظمت فيها. ولوحت موسكو مجددًا باستخدام السلاح النووي للدفاع عن أراضيها.
وغداة انتهاء استفتاءات الضم، طالبت وزارة الخارجية الأوكرانية الأربعاء بزيادة "كبيرة" في المساعدة العسكرية الغربية لكييف.
وعلى الفور، ندّد مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل بـ"الاستفتاءات"، واصفًا إياها بأنها "غير قانونية" و"تم التلاعب بنتائجها".
"خيار حر لصالح روسيا"
وفي السياق، اعتبرت الخارجية الروسية أن المناطق الأوكرانية الأربع التي تسيطر عليها موسكو قامت "بخيار حر لصالح روسيا".
وذكرت الخارجية في بيان، أن "نتائج هذا الاستفتاء تتحدث عن نفسها"، وقالت الوزارة: "إن سكان دونباس وخيرسون وزابوريجيا لا يريدون العودة إلى حياتهم السابقة وقاموا بخيار واع وحر لصالح روسيا".
القوات الأوكرانية تواصل مساعيها لاستعادة المناطق تزامنا مع إجراء استفتاءات روسية لضمها#العربي_اليوم #أوكرانيا تقرير: محمد زاوي pic.twitter.com/aryo08bVyi
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) September 27, 2022
وبيّنت أن سكان هذه المناطق "لم يكن لديهم خيار آخر"، علمًا أن موسكو اتهمت كييف بالإعداد لقمع سكان أوكرانيا الناطقين بالروسية لتبرير هجومها.
وقالت الخارجية الروسية: إن النتيجة المنطقية كانت قرار سكان دونباس وخيرسون وزابوريجيا بطلب حماية روسيا.
وكررت موسكو أن "سكان دونباس تعرضوا لإبادة منهجية ومشينة" من جانب قوات كييف منذ بدء الحرب مع الانفصاليين الموالين لروسيا في 2014.
عقوبات جديدة على روسيا
في غضون ذلك، تعمل الولايات المتحدة مع الحلفاء والشركاء لفرض عقوبات اقتصادية قاسية على موسكو بوتيرة سريعة ردًا على تلك الاستفتاءات "الصورية"، وفقًا لتصريحات معدة سلفًا لرئيس مكتب تنسيق العقوبات بوزارة الخارجية الأمريكية الأربعاء.
وقال جيمس أوبراين، في تصريحات للجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، إنه يتوقع استمرار وتيرة إدارة بايدن في إعلان عقوبات على روسيا كل ستة أسابيع في المتوسط، مع مواصلة واشنطن التركيز على نقاط الاختناق في الاقتصاد الروسي وسلاسل إمداداتها العسكرية.
ومضى أوبراين يقول للجنة إنه: "سيكون هناك مزيد من برامج (العقوبات). نعمل على فرض المزيد منها".
وأضاف: "كل شيء مطروح على الطاولة"، موضحًا أن واشنطن ستنظر في القطاع المالي والتكنولوجيا المتقدمة وبخاصة استغلال الطاقة ومنتهكي حقوق الإنسان.
وفرضت الولايات المتحدة عدة شرائح من العقوبات التي تستهدف موسكو في أعقاب هجومها على أوكرانيا في فبراير/ شباط الماضي، والذي حول المدن إلى أنقاض وأسفر عن مقتل وإصابة الآلاف.
وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قال أمس الثلاثاء، إنه لا يمكن لبلاده أن تتفاوض مع موسكو بعد "الاستفتاءات".
واعتبر زيلينسكي أن اعتراف روسيا بـ"الاستفتاءات الزائفة" على أنها "طبيعية"، وتطبيقها السيناريو نفسه الذي طبقته في شبه جزيرة القرم، ومحاولتها مرة إضافية ضمّ جزء من الأراضي الأوكرانية، كل هذا يعني أنه لا يتعين علينا التفاوض مع الرئيس الروسي الحالي".