الثلاثاء 16 أبريل / أبريل 2024

"تمحيص" إيراني.. الاتفاق النووي بين المؤشرات الإيجابية والمواقف الحذرة

"تمحيص" إيراني.. الاتفاق النووي بين المؤشرات الإيجابية والمواقف الحذرة

Changed

نافذة ضمن "الأخيرة" حول محادثات الاتفاق النووي والحراك الإيراني الكثيف في هذا الإطار لمناقشة المسودة الأوروبية (الصورة: غيتي)
لا تزال المقترحات الواردة في النصّ النهائي الذي طرحه الاتحاد الأوروبي في مفاوضات فيينا، تخضع لتمحيص طهران لضمان تلبية مطالبها.

رغم بروز مؤشرات عن قرب التوصل إلى اتفاق بين طهران وواشنطن، يبدو أنّ إعادة إحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015 لا تزال تصطدم ببعض العراقيل.

فقد تزامنت المؤشرات الإيجابية الأخيرة، بعد المسودّة الأوروبية التي وُصِفت بـ"النهائية"، مع مواقف حذرة تارة وتصعيدية تارة أخرى من الطرفين، بما يجعل العودة إلى الاتفاق مهمّة بالغة الصعوبة، برأي كثيرين.

ولا تزال المقترحات الواردة في النصّ النهائي الذي طرحه الاتحاد الأوروبي في مفاوضات فيينا، تخضع لتمحيص طهران لضمان تلبية مطالبها، حيث يبرز حراك حثيث في طهران منذ أيام، وسط مواقف متباينة من النص.

وفي موقف لافت، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية الإثنين: إن "الوصول إلى اتفاق يعتمد على الجانب الآخر ومراعاة خطوط طهران الحمراء"، مضيفًا: "إذا التزمت الأطراف الأخرى بمطالب إيران من الممكن التوصل إلى اتفاق في المستقبل القريب".

حراك إيراني ومؤشر إيجابي

في سياق الحراك الإيراني، لفت الاجتماع الذي عقدته لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني مع الفريق الإيراني المفاوض في المحادثات النووية، والذي خُصّص لمناقشة آخر تطورات الملف.

وذكرت مصادر صحافية إيرانية أنّ نتائج دراسة مقترحات الاتحاد الأوروبي لم تصدر بشكل نهائي، إلا أنّ مؤشرًا إيجابيًا جاء من عضوة لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان زهرة الهيان.

فقد أشارت الهيان إلى أنّ الفريق المفاوض في المحادثات النووية يناقش آخر التطورات والمقترح الأوروبي، لا سيما بعد تحقيق بلادها تقدّمًا كبيرًا في الصناعة النووية منذ توقيع الاتفاق النووي على حدّ وصفها.

استعداد واشنطن و"جدية" طهران

في المقابل، ورغم إعلان الولايات المتحدة استعدادها للعودة إلى ما تمّ التوقيع عليه قبل سبع سنوات، إلا أنّ المبعوث الأميركي الخاص إلى إيران روبرت مالي ربط ذلك بجدية طهران للوصول إلى حلّ.

وعلى الرغم من تلك البوادر، إلا أنّ مالي أشار إلى أنّ بمقدور إيران امتلاك ما يكفي من المواد الانشطارية لصنع قنبلة نووية خلال أسابيع، إذ ترى واشنطن أنّ إحياء الاتفاق يعني تخفيف العقوبات مقابل قيام طهران بالتراجع عن برنامجها النووي.

وكان وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان خاطب مسؤولي البيت الأبيض قائلًا إنّهم لن يحققوا أيّ نتيجة من استخدام لغة التهديد ضد بلاده.

وأضاف عبد اللهيان أنّ إسقاط البيت الأبيض العقوبات لا يلغي مسؤوليته عن ارتكاب العديد من الجرائم الإرهابية ضدّ حياة الآلاف في إيران والمنطقة على حدّ تعبيره.

آلية صنع القرار في إيران

ويرى الكاتب والباحث في الشؤون الإقليمية محمد صالح صدقيان أنّ الاجتماع بين لجنة الأمن القومي في البرلمان والفريق المفاوض يأتي في إطار سلسلة من الاجتماعات تجريها دوائر إيرانية مختصّة من أجل إعطاء رأيها إلى مجلس الأمن القومي الإيراني الذي سيجتمع لإعطاء الرأي الرسمي حول المسودة الأوروبية.

ويشرح صدقيان في حديث إلى "العربي"، من طهران أن آلية صنع القرار في إيران تمرّ من خلال مجموعة دوائر ذات صلة بموضوع المفاوضات النووية، من مجلس الشورى والمجلس الإستراتيجي للسياسات ووزارة الخارجية ووزارات أخرى ذات علاقة، ومجمع تشخيص مصلحة النظام.

ويشير إلى أنّ كل هذه الجهات تفعَّل لإعطاء رأيها على أن يجتمع مجلس الأمن القومي بعد أن تستكمَل كل هذه المراحل، موضحًا أنّ البرلمان أراد قبل أن يعطي موقفه، أن يستوضح من الوفد الإيراني المفاوض بعض الأمور، حيث تمّت مناقشة المسودة التي بعثها الجانب الأوروبي.

ويشدّد على أنّ نتائج مثل هذه الاجتماعات ترسل إلى مجلس الأمن القومي ولا تُعلَن، بانتظار أن يصدر الموقف النهائي عن المجلس.

لكنّ صدقيان يعرب عن اعتقاده بأنّه ما زالت هناك أمور عالقة منها قضية العلاقة بين إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية.

ويشير في هذا السياق إلى ما يصفها بـ"المزاعم" التي تطرحها الوكالة حول ثلاث منشآت نووية يتم فيها نشاط نووي خارج إطار مراقبة فرق التفتيش التابعة لها.

ويوضح أنّ الإيرانيين يعتبرون أنّ هذه المزاعم "ادعاءات تستند إلى تقارير استخباراتية قد تكون إسرائيل خلفها"، وباعتبار أنها لا تستند إلى ما تقوله فرق التفتيش، فهي "ادعاءات سياسية ويجب أن تُحَلّ سياسيًا وليس فنيًا".

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close