Skip to main content

تنافس المتوسطي.. دراسة تشيد بفوائد أنظمة الغذاء الإفريقية التراثية

الخميس 17 أبريل 2025
يحاول الباحثون دراسة الفوائد المحتملة للأنظمة الغذائية الإفريقية التراثية قبل اختفائها - غيتي

يقول باحثون بعدما وجدوا أن النظام الغذائي التقليدي لسكان إفريقيا ولاسيما منطقة كليمنجارو في تنزانيا له تأثير إيجابي على جهاز المناعة، إنه ينبغي إضافة موز الجنة والكسافا وشراب الموز المخمر إلى الإرشادات العالمية للتغذية الصحية، إلى جانب زيت الزيتون والطماطم في النظام الغذائي المتوسطي.

ووجد الباحثون في دراسة نُشرت هذا الشهر في مجلة "نيتشر ميديسن" أن للأطعمة التقليدية التي يستمتع بها سكان القرى الريفية تأثيرًا إيجابيًا على مؤشرات الالتهاب.

وقال الدكتور كويرين دي ماست، أحد مؤلفي الدراسة، إنهم الآن في سباق مع الزمن لتسجيل ودراسة الفوائد المحتملة للأنظمة الغذائية الإفريقية التراثية قبل اختفائها مع انتقال الناس إلى المدن وتبنيهم عادات غذائية غربية.

وأضاف أن "الوقت يمر سريعًا، إذ نرى أن هذه الأنظمة الغذائية التراثية تُستبدل أكثر فأكثر بالأنظمة الغذائية الغربية، وسنفقد الكثير من المعلومات الشيقة التي يمكننا أن نتعلم منها - ليس فقط لإفريقيا".

وفي بحث سابق، أثبت الفريق أن الأشخاص الذين يتبعون أسلوب الحياة التقليدي في المناطق الريفية يملكون نظامًا مناعيًا مختلفًا عن سكان المدن، مع زيادة في البروتينات المضادة للالتهابات. ويُعد الالتهاب المزمن عاملًا رئيسيًا للعديد من الأمراض غير المعدية، بما في ذلك التهاب المفاصل الروماتويدي ومرض الزهايمر.

دور النظام الغذائي في تحسين الجهاز المناعي

وهدفت الدراسة الجديدة إلى تحديد ما إذا كان النظام الغذائي يلعب دورًا. 

وأجريت الدراسة على مدار أسبوعين، تم خلالهما تحويل 77 شابًا في العشرينيات والثلاثينيات من العمر من النظام الغذائي التقليدي إلى النظام الغربي، أو العكس - مع أخذ عينات دم في البداية والنهاية، ومرة أخرى بعد أربعة أسابيع.

وشملت وجبات النظام الغذائي التقليدي الموز الأخضر الممزوج بالفاصولياء الحمراء، والدجاج المسلوق مع الخضار الخضراء والأرز البني والفاصوليا. أما النظام الغذائي الغربي، فشمل البيتزا والدجاج المقلي والبطاطس المقلية، والمعكرونة المقدمة مع يخنة اللحم البقري.

يرى الباحثون أنه يجب إضافة الكسافا إلى الإرشادات العالمية للتغذية الصحية- غيتي

ولاحظ من اتبعوا نظامًا غذائيًا غربيًا ارتفاعًا في مؤشرات الالتهاب في دمائهم، وأشارت الاختبارات إلى ضعف استجابة أجهزتهم المناعية للعدوى. كما اكتسبوا وزنًا. وفي المقابل، كان للانتقال من نظام غذائي غربي إلى نظام غذائي تقليدي تأثير مضاد للالتهابات بشكل كبير. كما انخفضت مؤشرات الدم المرتبطة بمشاكل التمثيل الغذائي.

في مرحلة ثالثة من التجربة، طُلب من المشاركين الذين اتبعوا نظامًا غذائيًا غربيًا شرب مشروب الموز المخمر المحلي، المعروف باسم "مبيجي"، لمدة أسبوع. وشهدت هذه المجموعة أيضًا تحسنًا في مؤشرات الالتهاب.

فوائد أنظمة التراث الإفريقي الغذائية

وبحسب صحيفة "غاريان" التي نقلت تفاصيل الدراسة، لم تكن النتائج مفاجئة بالنسبة للدكتور جودفري تيمبا، المؤلف الرئيسي للدراسة والمحاضر في جامعة KCMC في موشي، تنزانيا.

وقال: "عندما نكون في معظم القرى، ونتحدث إلى كبار السن الذين تتراوح أعمارهم بين 80 و90 عامًا، نجد أنهم يتمتعون بصحة جيدة. لا يعانون من أي مضاعفات صحية، ويخبرونك عن تناول هذا النوع من النظام الغذائي وهذا المشروب منذ أن كانوا في الخامسة والعشرين من العمر".

ومع ذلك، لم يتم استكشاف هذا النظام الغذائي وفوائده وتوثيقها - على عكس الأنظمة الغذائية التقليدية في دول البحر الأبيض المتوسط والدول الإسكندنافية، والتي تروج لها منظمة الصحة العالمية لآثارها المفيدة.

وقال تيمبا: "نعتقد أن هذا هو الوقت المناسب لإدراج أنظمة التراث الإفريقي الغذائية أيضًا في الإرشادات العالمية للأنظمة الغذائية، لما لها من فوائد صحية حقيقية - ولكن نظرًا لعدم دراستها على نطاق واسع، فليس من السهل إقناع الناس بأنها صحية، لعدم وجود بيانات كافية".

وبحسب دي ماست، أحد مؤلفي الدراسة، فإن مكونات النظام الغذائي، مثل الفلافونويدات وغيرها من البوليفينولات، وتأثيرها على ميكروبيوم الأمعاء قد تلعب دورًا في التأثيرات الملحوظة.

وأُجريت الدراسة على الرجال فقط لأسباب لوجستية، لكن الباحثين قالوا إنهم يتوقعون نتائج مماثلة لدى النساء، وأن هذه الفوائد قد تستمر مع مرور الوقت إذا استمر الناس في اتباع هذه الأنظمة الغذائية.

وتواجه العديد من الدول الإفريقية معدلات متزايدة من الأمراض غير المعدية مثل السكري والسمنة وأمراض القلب.

ويختبر الفريق الآن تأثير اتباع نظام غذائي تراثي على التنزانيين الذين يعانون من السمنة، بما في ذلك ما إذا كان بإمكانه تعزيز استجابتهم للقاحات، ويخططون لمقارنة أنظمة غذائية تراثي مختلفة في مختلف المناطق.

المصادر:
ترجمات
شارك القصة