تتجاذب دول إفريقيا قوى دولية متصارعة على رأسها الصين وأميركا، كل وفقًا لدبوماسيته وأسلحته وأمواله.
ويزيد المشهد المعقد تعقيدًا تسارع جهد بكين في الوصول إلى القارة السمراء، والقلق الأميركي من خسارة مكاسب قد لا تستطيع واشنطن استعادتها بسهولة إن فقدتها.
أخيرًا، جاء عنوان التجاذب زيارة نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس إلى غانا وزامبيا وتنزانيا بعد تصاعد قلق واشنطن من زيارات الدبلوماسيين الصينيين إلى عواصم إفريقية وكسب ودّها؛ عن طريق مساعدات مالية كان آخرها 1.7 مليار لغانا من دينها العام البالغ 3 مليارات.
ومن القارة السمراء، أشارت هاريس إلى "مدى حماستها بشأن تأثير مستقبل إفريقيا على بقية العالم، بما في ذلك الولايات المتحدة".
موضع تنازع تاريخي
وتعتبر القارة الإفريقية موضع تنازع تاريخي لموقعها الإستراتيجي، حيث تتقاطع مع 4 معابر مائية بالغة الأهمية للطرق التجارية البحرية.
كما تعد غنية بالمعادن الثمينة، التي يتصارع على التنقيب عنها كل من الأميركيين والأوروبيين والبريطانيين والصين وروسيا.
وبينما تخوض إفريقيا صراعات محلية وبينية تجعلها سوقًا مزدهرًا لصفقات السلاح، ما زالت الغلبة في هذه الأخيرة للأميركيين الذين يصدّرون للدول الإفريقية 17% مقارنة بـ10% للصينيين.
وقد وقعت واشنطن مع الأوروبيين ما سمي بشراكة أمن المعادن في إفريقيا لفتح باب الاستثمار فيها، إضافة إلى وجود قواعد أميركية كبيرة بحرية دائمة وأخرى غير دائمة، تجعل الغلبة لها في البحر في الوقت الراهن على الأقل.
بدورها، أعلنت الصين خطة الحزام الواحد، وهي إحياء لطريق الحرير من جديد عن طريق الاستثمار في البنى التحتية من طرق وسكك حديدية وطريق بحري يسهّل لها الوصول إلى إفريقيا وأوروبا.