الأحد 21 أبريل / أبريل 2024

تناول اللحوم الحمراء.. ما علاقته بمرض التصلب المتعدد؟

تناول اللحوم الحمراء.. ما علاقته بمرض التصلب المتعدد؟

Changed

فقرة صحية ضمن "صباح النور" عن الفوائد الغذائية والمحاذير الصحية لتناول اللحوم الحمراء (الصورة: غيتي)
استند باحثون أميركيون على دراسة بكتيريا الأمعاء المرتبطة بجهاز المناعة والتي تتأثر بتناول اللحوم الحمراء وخلصوا إلى أنّ من يتناولون اللحوم بشكل أكبر، أكثر عرضة للإصابة بالتصلب المتعدد.

توصلت دراسة أميركية حديثة إلى أن من يتناولون اللحوم قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بمرض التصلب المتعدد مقارنة بالنباتيين.

وربط الباحثون التغيرات البكتيرية في الأمعاء - المرتبطة ارتباطًا وثيقًا بجهاز المناعة - بأمراض المناعة الذاتية. ورجحوا بأن هذه التغييرات، المرتبطة بتناول اللحوم قد تؤدي إلى سلسلة من ردود الفعل التي يمكن أن تسهم في تفاقم الحالة، بحسب صحيفة "ديلي ميل".

ما هو التصلّب المتعدد؟ 

ويعد مرض التصلب العصبي المتعدد حالة غير قابلة للشفاء حيث يتسبب الجهاز المناعي عن طريق الخطأ في تلف الأعصاب في الدماغ والحبل الشوكي. ويتسبب هذا الضرر في اختلال الأعصاب وتعطلها مثل تلف النظام الكهربائي مما يؤدي إلى صعوبة المشي والرؤية بشكل صحيح.

ولا يزال المحفز الدقيق الذي يدفع الجهاز المناعي للهجوم غير معروف، لكن البحث الجديد حول بكتيريا الأمعاء يقدم مجالًا جديدًا للتحقيق فيه.

دور ميكروبيوم الأمعاء

وتم ربط ميكروبيوم الأمعاء وهو اسم لمجموعة واسعة من الكائنات الحية الدقيقة في الجهاز الهضمي بمجموعة متنوعة من الحالات في السنوات الأخيرة.

يُعتقد أنها تلعب دورًا في كل شيء بدءًا من المساعدة في هضم الطعام ومنع العدوى إلى تدريب جهاز المناعة.

وحلل علماء من جامعة كونيتيكت وجامعة واشنطن ميكروبيوم الأمعاء والجهاز المناعي والنظام الغذائي ودم 25 مريضًا بالتصلب المتعدد وذلك ضمن دراسة زعموا أنها الأولى من نوعها. ثم قارنوا ذلك ببيانات لـ 24 شخصًا سليمًا.

وقالت مؤلفة الدراسة الطبيبة يانجياو تشو: "إنهم وجدوا مستويات من أنواع بكتيريا الأمعاء مرتبطة بكل من مرض التصلب العصبي المتعدد وشدة حالة الناس". وأضافت: "لكن المثير حقًا هو كيفية اتصال هذه الأنظمة مع بعضها البعض وكيفية مشاركة النظام الغذائي في هذه الروابط".

ووجد التحليل أن الأشخاص الذين تناولوا اللحوم كانت لديهم مستويات أقل من بكتريا الثيوتاوميكرون، وهي نوع من بكتيريا الأمعاء المرتبطة بهضم الخضروات.

ووجدوا أيضًا أن الأشخاص المصابين بمرض التصلب المتعدد يستهلكون اللحوم بشكل أكبر، مما دفع الفريق إلى وضع نظرية تفترض وجود صلة.

خلايا الجهاز المناعي المساعدة

كما أظهرت عينات الدم المأخوذة من مرضى التصلب المتعدد مستويات أعلى من خلايا الجهاز المناعي المساعدة، وهي من الخلايا التائية التي تساعد الخلايا الأخرى على تحديد الأهداف التي يجب مهاجمتها.

وبدمج النتائج، اشتبهوا في حدوث خطأ ما في بكتيريا الأمعاء لدى مرضى التصلب المتعدد، مما يؤدي إلى انفصالها عن جهاز المناعة والاستجابة كما لو كان الجسم يتعرض لهجوم من عدوى.

ويؤدي هذا إلى زيادة إنتاج الجسم للخلايا التائية المساعدة في الجسم، والذي يقول الباحثون: "إنه يمكن أن يؤدي بعد ذلك إلى تلف الأعصاب لمرضى التصلب العصبي المتعدد". 

وحرص العلماء على إبراز أن هذه العلاقة لم تكن بسيطة حيث أن الكثير من الأشخاص الأصحاء يأكلون اللحوم من دون مشاكل. لكنهم أضافوا أن بيانات دراستهم تشير بالفعل إلى وجود صلة بين مرض التصلب العصبي المتعدد واستهلاك اللحوم.

محاذير تناول اللحوم الحمراء

وكانت المتخصصة في التغذية دانا بردقجي قد أشارت إلى حاجة الجسم إلى تناول حصة من مجموعة اللحوم يوميًا. وتضم تلك الفئة اللحوم الحمراء واللحوم البيضاء والأجبان والبيض. 

وتعتمد الكمية التي يجب تناولها على وزن الشخص وعاداته اليومية، فالرياضيين يحتاجون لكمية أكبر من البروتين.

وقالت بردقجي في حديث إلى "العربي" من عمان: "نفضل أن يتناول الشخص اللحوم الحمراء مرتين في الأسبوع فقط". لكنها لفتت إلى أن الحمية الغذائية النباتية قد لا توفر البروتينات الكافية للجسم. 

كما أشارت إلى أن الطريقة الأكثر صحة لتحضير اللحوم لتناولها هي السلق أو الشوي إلى حد ما، حيث يعتبر حرق اللحوم أثناء شوائها غير صحي. ونصحت بردقجي بالابتعاد عن قلي اللحوم، الأمر الذي يزيد كميات الدهون في الوجبة.

وشددت بردقجي على ضرورة الاعتدال بتناول اللحوم الحمراء بسبب كميات الدهون التي تحتويها والتي ترفع من معدل الدهون في الدم ما يؤثر سلبًا على صحة الإنسان. ونصحت باستبدال اللحوم الحمراء بتلك البيضاء.

كذلك نصحت بردقجي بالابتعاد عن اللحوم المعلبة أو المقددة نظرًا لاحتوائها على كمية كبيرة من المواد المضافة ولا سيما المواد الحافظة. 

المصادر:
العربي - ترجمات

شارك القصة

تابع القراءة
Close