تنتج في المختبر.. علماء يابانيون يبتكرون قطع دجاج مماثلة للحقيقية
ابتكر علماء قطع دجاج مصنعة في المختبر تبدو مثل اللحوم الحقيقية في الشكل والمذاق. وقد استخدم الخبراء من جامعة طوكيو خلايا دجاج لإنتاج قطع "ناغتس" مزروعة في المختبر، وفق ما كشفت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
ويؤكد الفريق أن قطع الدجاج الصغيرة هذه لها نفس قوام اللحم الحقيقي.
ووفقًا للخبراء، فإن قطع الدجاج "المزيفة" صديقة للبيئة أكثر من لحم الماشية.
خلايا ليفية من الدجاج
ولإنتاج قطع الدجاج، جمع الفريق أولًا خلايا ليفية من الدجاج، وهي الخلايا التي تُشكل النسيج الضام للحيوانات.
واستخدموا جهازًا يُحاكي الدورة الدموية لتوصيل العناصر الغذائية والأكسجين إلى النسيج الاصطناعي عبر 50 ليفًا مجوفًا رفيعًا للغاية.
وعقب تسعة أيام -بعد إزالة الألياف المجوفة- كانت النتيجة قطعة دجاج مزروعة في المختبر بطول 2 سم. وقد أظهرت اختبارات الإجهاد أن قوامها مشابه للحم الدجاج العادي.
كذلك أظهر تحليل الأحماض الأمينية في الدجاج المزروع في المختبر أن مستويات مرارته مماثلة للدجاج العادي، إلا أنه كان يتمتع أيضًا بمستويات حلاوة وهو أمر سيعمل الباحثون على تحسينه.
وأوضح الباحثون أنه في السابق، كانت أنسجة الحيوانات المزروعة في المختبر محدودة بسمك أقل من 1 مم، مما يجعل إنتاج أنسجة أكبر ذات خلايا كثيفة أمرًا صعبًا.
وتنقل "ديلي ميل" عن البروفيسور شوجي تاكيوتشي، المؤلف الرئيسي للدراسة قوله: "نستخدم أليافًا مجوفة شبه منفذة تُحاكي الأوعية الدموية في قدرتها على توصيل العناصر الغذائية إلى الأنسجة".
وتُستخدم هذه الألياف بشكل شائع في مرشحات المياه المنزلية وأجهزة غسيل الكلى لمرضى الكلى. ويمكن لهذه الألياف الدقيقة أن تساعد بفعالية في إنتاج أنسجة صناعية.
تقنية تتيح إنتاج لحوم مهيكلة
وأوضح الفريق أن تقنيتهم تُمكّن من إنتاج لحوم مُهيكلة ذات قوام ونكهة مُحسّنة، وأشاروا إلى أنها قد تُشكل أيضًا أساسًا لتطوير الطب التجديدي، مثل زراعة الأعضاء.
وكتب الباحثون في مجلة "اتجاهات في التكنولوجيا الحيوية": "إن هذا الاكتشاف يؤكد على إمكانات هذه المنصة لتصنيع الأنسجة على نطاق واسع".
وتم الإعلان العام الماضي عن حصول مشروع لتطوير منتجات لحوم وحشرات مُزرّعة مخبريًا في المملكة المتحدة على 15 مليون جنيه إسترليني من أموال دافعي الضرائب. ويجري حاليًا إنشاء المركز البريطاني لابتكار البروتينات البديلة (NAPIC) على أمل إيجاد بدائل خالية من الانبعاثات لشرائح اللحم والدجاج.
وسيُجري العلماء أبحاثًا على الحشرات واللحوم المُزروعة -المُنتجة في المختبر باستخدام خلايا حيوانية- وحتى الطحالب الصالحة للأكل، على أمل إيجاد بروتينات لذيذة وبأسعار معقولة وصحية تُساعد على تقليل الانبعاثات مع استمرار ارتفاع عدد سكان العالم.
وفي بريطانيا، لا تُشكّل بدائل البروتين المُتاحة حاليًا، مثل حليب الصويا واللحم المفروم المُصنّع، سوى نسبة ضئيلة من الاستهلاك اليومي من البروتين.