أعلن التحالف العسكري بقيادة السعودية في اليمن أنّه نفذ ثماني عمليات استهداف ضد قوات الحوثيين في مأرب خلال الساعات الـ24 الأخيرة.
ونفى التحالف صحّة تقارير عن استهدافه مركز احتجاز في محافظة صعدة، لكنّه أكد أنّ المركز غير مُدرَج على قوائم عدم الاستهداف بحسب الآلية المعتمدة مع مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في اليمن، ولا تنطبق عليه معايير القانون الدولي الإنساني.
وقتل 70 شخصًا على الأقل في غارة على سجن في صعدة بشمال اليمن، ليلة الجمعة. واتهم الحوثيون المقربون من طهران، التحالف بتنفيذها، إلا أن الأخير نفى ذلك.
وتزامن ذلك مع غارات للتحالف على الحديدة في غرب اليمن، تسبّبت بمقتل ثلاثة أطفال، وفق منظمة "أنقذوا الأطفال"، فيما ذكرت جماعة الحوثي أن التحالف نفّذ نحو 70 غارة في الساعات الماضية.
غوتيريش يدعو إلى "التحقيق"
في غضون ذلك، شدّد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن على ضرورة وقف التصعيد في الصراع باليمن، منبّهًا إلى أنّ تصعيد القتال لا يؤدي إلا إلى تفاقم الأزمة الإنسانية ومعاناة الشعب اليمني.
أما الأمم المتحدة، فندّد أمينها العام أنطونيو غوتيريش بما قال إنّها غارات للتحالف على صعدة أسفرت عن قتلى وجرحى، داعيًا إلى إجراء تحقيقات لضمان المساءلة.
وأشار الناطق باسم غوتيريش ستيفان دوجاريك إلى تداعيات مختلفة لضربة جوية على مرافق اتصالات في الحديدة نتيجتها تعطّل خدمات الإنترنت بصورة بالغة في معظم أنحاء اليمن.
و ندد أعضاء مجلس الأمن الدولي "، يوم الجمعة، بأشد العبارات بالاعتداءات الإرهابية الشائنة التي شنتها، الإثنين الماضي، جماعة الحوثي في اليمن على أبوظبي".
"تشويه للحقائق"
ويرى الباحث السياسي والإستراتيجي السعودي عبد الله قحطاني أن الإدانات التي تعرضت لها قوات التحالف بقيادة السعودية جراء القصف الأخير في صعدة، نابعة من عملية "تشويه للحقائق لتغيير بعض الأمور بما يتوافق وهوى الحوثيين"، على حدّ وصفه.
ويشير القحطاني في حديث إلى "العربي"، من الرياض، إلى أنّه "إذا كان ثمة من يـتألم لمقتل 20 أو 30 من جماعة الحوثي، فإن تلك الجماعة قتلت اليمن بأسره"، ويسأل: "ماذا عن الآلاف الذين قتلتهم جماعة الحوثي؟ ماذا عن المدن التي دمرها الحوثيون؟". كما يتساءل أيضًا عن المطارات الدولية التي تقصف ليلًا نهارًا من الجماعة نفسها.
"نصرة المظلوم"
ويعتبر القحطاني أن قوات التحالف هي "لنصرة المظلوم، ومنع الإيرانيين من ممارسة القتل في اليمن عن طريق الحوثي"، مؤكدًا أن الأمم المتحدة تعلم حقيقة إخفاقها في اليمن، وهي تتحدث عن توازن غير منطقي، كونه لا يوجد توازن بين الإرهاب وبين من يحاربه بحسب تعبيره.
ويرى القحطاني أن قوات التحالف لم تغير من إستراتجيتها مؤخرًا، وهي تعمل على قدم وساق لطرد الحوثيين من المحافظات والمواقع اليمنية التي يسيطرون عليها، وضربه في كل مكان سواء في صعدة أو في الحديدة أو مأرب وغيرها.
ويشدّد على أنّ "ما تقوم به قوات التحالف هو في سبيل الوصول إلى السلام في اليمن، فالمطلوب منذ سبع سنوات، كان ولا يزال، حضور الحوثي مع أشقائه اليمنيين إلى طاولة المفاوضات لإيجاد حل، وليس اختطاف اليمن. أو دخول الحرس الثوري الإيراني صنعاء، لحكم اليمن من الداخل، كما يفعل في بيروت، وذلك لن تقبل به قوات التحالف مطلقًا".