الثلاثاء 26 مارس / مارس 2024

تنديد أوروبي بـ"القمع" في روسيا.. ماكرون: إعلان التعبئة "ابتزاز واضح"

تنديد أوروبي بـ"القمع" في روسيا.. ماكرون: إعلان التعبئة "ابتزاز واضح"

Changed

حلقة من برنامج"للخبر بقية" تتناول تصعيد الرئيس الروسي وتلويحه بأسلحة الدمار الشامل (الصورة: غيتي)
لا تزال قضية التعبئة الجزئية التي أعلن عنها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تتفاعل في ظل تخوف عالمي من تدهور إضافي للأوضاع في أوكرانيا.

أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن "واجبنا يحتم علينا التمسك بخطنا" بشأن أوكرانيا بمواجهة "الابتزاز" الذي اتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بممارسته.

وفي مقابلة أجرتها معه شبكة "بي إف إم تي في" التلفزيونية، قال ماكرون: "ثمة اليوم تصعيد تقوم به روسيا على عدة أصعدة: التعبئة الجزئية، وذلك الخطاب الحربي، ذلك التهديد الرامي إلى الترهيب أو التذكير بأن روسيا قوة تملك" السلاح النووي.

وتابع: "في هذا السياق، يحتم واجبنا علينا التمسك بخطنا، أي مساعدة أوكرانيا مثلما نفعل على حماية أراضيها، وليس على مهاجمة روسيا إطلاقًا. لسنا في حرب مع روسيا".

ورأى ماكرون أن إعلان روسيا تعبئة مئات آلاف جنود الاحتياط وتهديدها باستخدام السلاح النووي "هو ابتزاز واضح". وقال: "من الواضح أنها تملك هذه الأسلحة، والخطر يبقى قائمًا. إنها وسيلة ضغط في مرحلة صعبة من هذه الحرب".

لكنه أكد أنه لن يقوم بأي تفسير، ولن يدلي بأي كلام يمكن أن يكون تصعيديًا.

وقال الرئيس الفرنسي: "فرنسا قوة نووية عقلانية ... ليس من الجيد في أي من الأوقات الخوض في سياسة افتراضات، وخصوصًا في هذا الموضوع ... لأننا ندخل عندها في لعبة تصعيد بقولنا: إذا حصل ذلك، عندها سأقوم بذلك".

وأكد: "نحن نريد التوصل إلى النتيجة التي نسعى إليها منذ البداية، وهي أن تتمكن أوكرانيا من الصمود وترميم سيادتها، وأن تعود أوكرانيا وروسيا إلى طاولة المفاوضات.

أول تعبئة عسكرية في روسيا

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمر الأربعاء بأول تعبئة عسكرية جزئية في روسيا منذ الحرب العالمية الثانية، وأيد خطة لضم مساحات شاسعة من أوكرانيا، محذرًا الغرب من أنه لا يخادع عندما قال إنه مستعد لاستخدام الأسلحة النووية للدفاع عن روسيا.

وفي حديث إلى "العربي"، رأى الباحث في مركز جنيف للدراسات ناصر زهير أن "بوتين يلوّح بالسلاح النووي ويضع الغرب أمام سيناريوهين أحلاهما مر بالنسبة للدول الأوروبية والولايات المتحدة، فالخيار الأول أن يتم الاستفتاء وضم المناطق الأوكرانية التي تحدّث عنها بوتين لروسيا ومن ثم استمرار العملية العسكرية وهنا ستعتبر موسكو هذه الأراضي روسية وأي قصف أوكراني عليها سيستدعي ردًا روسيًا شاملًا".

أمّا الخيار الثاني بحسب زهير، "فهو الحرب الشاملة النووية وهو ما وُصف بالمقامرة النووية".

الموقف الصيني "موضوعي"

وعلى هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، قال وزير الخارجية الصيني وانغ يي لنظيره الروسي سيرغي لافروف يوم الأربعاء: إن موقف الصين بشأن أوكرانيا سيظل "موضوعيًا" و"عادلًا".

ونقل بيان لوزارة الخارجية الصينية اليوم الخميس عن وانغ قوله: إن الصين تأمل في ألا "تتخلى الأطراف كافة عن جهود الحوار".

تنديد بجو من "الخوف والترهيب"

في غضون ذلك، عبرت منظمة الأمن والتعاون في أوروبا في تقرير لها الخميس عن قلقها من تكثف القمع في روسيا منذ الهجوم على أوكرانيا بهدف إسكات المعارضين أو جعلهم يرحلون.

وبحسب هذه الوثيقة الواقعة في أكثر من 120 صفحة والتي تتحدث عن "جو خوف وترهيب" فإن "القمع تزايد تدريجيًا منذ 2012 وبلغ ذروته مع القوانين التي تم تبنيها بعد اندلاع الحرب".

كما أن نشر "معلومات كاذبة" عن القوات المسلحة الروسية بات يعاقب عليه الآن بالسجن 15 عامًا.

وجاء في التقرير الذي سيعرض خلال النهار على المجلس الدائم لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا أن هذه الترسانة القضائية هدفها دفع المنظمات غير الحكومية والناشطين والمدافعين عن حقوق الإنسان والمحامين والصحافيين إلى "خفض أنشطتهم أو التخلي عنها، أو حتى مغادرة بلادهم"، خاصة وأن "الاضطهاد يجري علنًا" والدعاية في أوجها.

وأفاد التقرير بأن السلطات "لديها هدف نهائي هو إقامة مجتمع متماثل" يضطر فيه المعارضون للاختفاء عن الساحة العامة متحدثة عن "عزلة" متنامية في المجتمع الروسي.

بدورها، أرادت إيفغينيا كارا مورزا زوجة السجين السياسي فلاديمير كارا مورزا التي كانت حاضرة هذا الأسبوع في فيينا، مقر منظمة الأمن والتعاون في أوروبا، أن تكون "صوت" هؤلاء المعارضين الذين تم إسكاتهم.

وقالت في مقابلة مع الصحافيين: "من المهم جدًا أن نتذكر أن هذا الغزو الواسع النطاق لأوكرانيا يجري في جو من القمع الجماعي في روسيا"، فيما تم توقيف أكثر من 1300 متظاهر كانوا يحتجون على قرار التعبئة الجزئية الأربعاء.

وأضافت أنها تلاحظ وعيًا متزايدًا موضحة "حتى هؤلاء الذين يتعرضون لغسل الدماغ بدأوا بطرح أسئلة حين يرون أن حربًا كان يفترض أن تستغرق ثلاثة أيام، مستمرة منذ أكثر من سبعة أشهر" وأن العقوبات بدأت تلقي بثقلها.

وزوجها، وهو من أشد منتقدي الكرملين والهجوم الروسي على أوكرانيا، معتقل منذ أبريل/ نيسان 2022 في انتظار محاكمته. وهو أحد آخر المعارضين البارزين المقيمين في روسيا.

هذا التقرير هو الثالث الذي تصدره منظمة الأمن والتعاون في أوروبا منذ بدء النزاع في أوكرانيا، في إطار آلية تعرف باسم "عن موسكو".

وتمت صياغته في أغسطس/ آب، من قبل مقررة واحدة عينتها 38 دولة من الدول الأعضاء الـ57 وهي أنجيليكا نوسبرغر الأستاذة في جامعة كولونيا.

وكان أول تقريرين أشارا إلى "انتهاكات واضحة للحقوق" من قبل القوات الروسية في أوكرانيا ما يمكن أن يرقى لجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.

وقامت منظمة الأمن والتعاون في أوروبا التي تأسست في 1975 في أوج الحرب الباردة لتشجيع الحوار بين الشرق والغرب، بمبادرة مماثلة عام 2018 للنظر في جرائم ارتكبت في الشيشان ضد المثليين جنسيًا، أو حتى في 2020 إثر انتخابات شابتها أعمال تزوير والقمع في بيلاروسيا.

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة