تنديد بالصمت الدولي ودعوات لتصعيد المقاومة.. ما أهداف عملية الضفة؟
حذرت الرئاسة الفلسطينية الأربعاء من أن "الحرب الإسرائيلية المتصاعدة في الضفة الغربية على مدن وقرى ومخيمات جنين طولكرم وطوباس وغيرها من المدن الفلسطينية، إلى جانب حرب الإبادة في قطاع غزة، ستؤدي إلى نتائج وخيمة وخطيرة سيدفع ثمنها الجميع".
وفجر الأربعاء، بدأ الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية واسعة في محافظتي طولكرم وجنين ومخيم الفرعة قرب طوباس شمالي الضفة، أسفرت عن 10 شهداء، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية.
وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة: إن "العدوان الذي بدأته فجر اليوم على شمال الضفة الغربية، يأتي استكمالًا للحرب الشاملة على شعبنا وأرضنا ومقدساتنا، وهو تصعيد خطير تتحمل مسؤوليته سلطات الاحتلال والجانب الأميركي الذي يوفر الحماية والدعم لهذا الاحتلال للاستمرار في حربه ضد شعبنا الفلسطيني".
وأكد أن هذه السياسة التصعيدية وتدمير المدن وقتل المواطنين والاعتقالات والاستعمار، لن تجلب الأمن والاستقرار لأحد، وسيدفع الجميع ثمن هذه الحماقات الإسرائيلية.
وطالب أبو ردينة، الجانب الأميركي بالتدخل الفوري وإجبار سلطات الاحتلال على وقف حربها الشاملة على شعبنا وأرضنا ومقدساتنا، وقال: "على العالم التحرك الفوري والعاجل للجم هذه الحكومة المتطرفة التي تشكل خطرًا على استقرار المنطقة والعالم أجمع".
من جهتها، اعتبرت حركة حماس "العملية العسكرية الموسّعة التي أطلقها جيش الاحتلال محاولة عملية لتنفيذ مخططات حكومة المتطرفين الصهاينة، التي عبّر عنها وزراؤها الفاشيون، وتوسيع حرب الإبادة الوحشية القائمة في قطاع غزة لتشمل مدن وبلدات ومخيمات الضفة".
وأكدت الحركة في بيان أن "استمرار حكومة الاحتلال الفاشية في حملة الإبادة ضد شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة، وتصعيد انتهاكاتها في الضفة المحتلة عبر هذه العملية الإجرامية؛ هو نتيجة طبيعية للصمت الدولي المريب عن انتهاكاتها الصارخة لكافة القوانين الدولية واستهدافها المتعمّد للمدنيين العزل بقصد الإبادة والتهجير، واستنادها إلى دعمٍ سياسيٍّ وعسكريٍّ مطلق من الإدارة الأميركية وبعض العواصم الغربية".
وأشارت إلى أن "العدو المجرم حاول عبر حكوماته الفاشية المتعاقبة خلال عشرات السنوات، قمع مقاومة شعبنا في الضفة الغربية بشتّى الوسائل، دون أن يفلِح في إسقاط فكرة المقاومة من وجدان شبابنا الثائر والمقاوم فيها،
وتابعت أن "حملته العسكرية الإجرامية الحالية، ستنكسر حتمًا أمام صمود وثبات أهلنا المرابطين في مدن وبلدات ومخيمات الضفة، وعزيمة شبابنا ومقاومينا البواسل".
ودعت للنفير العام، وتصعيد كل أشكال المقاومة والتصدي للاحتلال ومستوطنيه في كل مكان من أرضنا المحتلة، كما دعت الأجهزة الأمنية الفلسطينية "للوقوف عند مسؤولياتهم، واستشعار المخاطر التي تتهدد قضيتنا الوطنية، والالتحاق بمعركة شعبنا المقدسة، والمُضي في طريق المقاومة حتى دحر الاحتلال، ونيل شعبِنا حريتَه وحقَّه في تقرير مصيره".
ما أهداف العملية العسكرية الإسرائيلية في الضفة؟
من جهته، اعتبر القيادي في حركة حماس عبد الحكيم حنيني للتلفزيون العربي أن "الحملة الإجرامية التي تقوم بها حكومة الاحتلال النازية هي استمرار للمجازر ضد أبناء الشعب الفلسطيني التي تقوم بها في غزة".
وأضاف أن صمت الإدارة الأميركية وبعض الدول الأوروبية والعديد من الدول المتحالفة مع الاحتلال حيال الإبادة الجماعية في غزة، شجع إسرائيل على توسيع عدوانها في الضفة الغربية.
وأوضح حنيني أن القيادة الإسرائيلية المتمثلة بوزراء الصهيونية الدينية تسعى لنقل الإبادة الجماعية وتطرح بقوة ترحيل أبناء الشعب الفلسطيني من الضفة الغربية والقدس إلى الأردن.
وأكد أن فصائل المقاومة الفلسطينية في الضفة ورغم ضعف الإمكانيات تبذل كل ما تستطيع للدفاع عن أبناء الشعب الفلسطيني.
"انتهاك صارخ" لكل القوانين والمواثيق الدولية
من جهتها، أكدت حركة الجهاد الإسلامي، أن الحملة العسكرية الواسعة التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي في الضفة المحتلة تأتي في سياق مخططاته لفرض السيطرة على مدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك، ساعيًا إلى تنفيذ مخططاته التهويدية الخبيثة، ومنها بناء كنيس في باحات المسجد الأقصى.
وشددت في بيان على أن ذلك يأتي في تحدّ وقح لكرامة كل العرب والمسلمين، وانتهاك صارخ لكل القوانين والمواثيق الدولية.
وقالت حركة الجهاد: إن "الاحتلال المجرم يشن عدوانًا شاملاً على مدن شمال الضفة ومخيماتها، في حرب مفتوحة وغير معلنة حذرنا منها".
وأشارت إلى أن الاحتلال بعدوانه يسعى إلى نقل ثقل الصراع إلى الضفة في محاولة لفرض وقائع ميدانية جديدة تهدف إلى إخضاعها وضمها، وبسط سيادته على مقدساتنا، في حرب وجودية ضد الشعب الفلسطيني.
وتابعت الحركة " إن أبناءنا في كتائب سرايا القدس في الضفة، يخوضون أشرس المعارك للتصدي لهذه الحملة المجرمة، التي تشمل حصار المستشفيات ومنع المصابين والمرضى من الحصول على العلاج، واستخدام الطائرات المسيرة والحربية لقصف الأهداف المدنية داخل المخيمات والبلدات، بالإضافة إلى فرض حصار مشدد على هذه المناطق بمئات الجنود والمدرعات في محاولة لتركيع شعبنا وكسر إرادته".
وأضافت أنه "كما في غزة، يرتكب الاحتلال جرائمه في الضفة فيما العالم يشاهدها في تقاعس عربيً رسميً وشعبيً فاضح.
ودعت حركة الجهاد الإسلامي المجتمع الدولي إلى التحرك الفوري لوقف هذه المجازر والانتهاكات، محملة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن تبعات السياسات العدوانية، وطالبت الشعوب العربية والإسلامية بالتحرك العاجل والفاعل نصرةً لشعبنا ومقدساتنا، ورفضًا للعدوان المستمر الذي يهدف إلى تصفية قضيتنا العادلة.
من جهتها، قالت حركة المجاهدين في فلسطين، إن الحملة الإسرائيلية تأتي في سياق مخططات صهيونية واسعة تستهدف كينونة الشعب الفلسطيني وقضيته ومقدساته.
وأشارت إلى أن العدوان على الضفة جزء من الحرب المفتوحة التي تقودها حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الفاشية، وتستهدف الشعب الفلسطيني بكامله في ظل استمرار الإبادة الجماعية ضد قطاع غزة.
وحملت الإدارة الأميركية المسؤولية الكاملة عن" العدوان الهمجي الجديد ضد المواطنين في الضفة كونها الراعية والداعمة لجرائم الكيان وضاربة بعرض الحائط كل الاعتبارات لأي قرار أو مؤسسة دولية"، حسب البيان.
ودعت كل من يستطيع حمل السلاح لرفعه في وجه المعتدين الغاشمين، مطالبة "الأجهزة الأمنية بالانخراط في الدفاع عن شعبها والتخلي عن سياسة التنسيق الأمني التي تخدم العدو".