تستعدّ طهران للهجوم الإسرائيلي عليها، حيث كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" أنّ إيران أمرت قواتها المسلّحة بالاستعداد للحرب، لكن أيضًا بمحاولة تجنّبها.
ونقلت الصحيفة عن 4 مسؤولين إيرانيين، اثنان منهم ينتميان إلى الحرس الثوري، قولهم إنّ المرشد الأعلى علي خامنئي "أمر القوات المسلّحة بإعداد خطط عسكرية عدة" للردّ على الهجوم الإسرائيلي المتوقّع.
وأوضح المسؤولون أنّ "نطاق أي انتقام إيراني يعتمد إلى حد كبير على قوة الهجمات الإسرائيلية".
وحذّر هؤلاء من أنّ إيران "ستردّ بشكل قوي، إذا أدى الهجوم الإسرائيلي إلى أضرار واسعة النطاق أو خسائر كبيرة في الأرواح، بينما قد تُحجم عن الردّ في حال اقتصر الهجوم الإسرائيلي على عدد محدود من المواقع العسكرية والمستودعات التي تُخزّن فيها الصواريخ والطائرات بدون طيار".
وقال المسؤولون إنّ خامنئي "شدّد على أنّ يكون الردّ شديدًا، إذا ضربت إسرائيل البنية التحتية للنفط والطاقة أو المنشآت النووية، أو إذا اغتالت مسؤولين كبارًا".
وأضافوا أنّه في حال حدوث هذا السيناريو، فإن طهران "قد تُهاجم إسرائيل بألف صاروخ باليستي، أو تصعَّد الهجمات من قبل الجماعات التي تدعمها في المنطقة، إضافة إلى تعطيل إمدادات الطاقة العالمية والشحن عبر الخليج العربي ومضيق هرمز".
وأكد المسؤولون الأربعة أنّ طهران وضعت قواتها المسلحة في حالة تأهب كامل، وعزّزت دفاعاتها الجوية في المواقع العسكرية والنووية الحساسة منذ أسابيع.
والأربعاء، قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي لوسائل الإعلام الروسية على هامش قمة البريكس في روسيا: "في حالة وقوع هجوم إسرائيلي، فإن شكل ردنا سيكون متناسبًا ومحسوبًا".
وقال ناصر إيماني، المُحلّل السياسي المقرّب من الحكومة الإيرانية في مقابلة هاتفية من طهران مع الصحيفة الأميركية: "أنّه إذا كان الهجوم الإسرائيلي رمزيًا ومحدودًا، فان إيران قد لا تردّ أبدًا، إذ إنّها أشارت سابقًا إلى أنّها لا ترغب في الحرب، ولا ترى فائدة من تفجير المنطقة".
وأوضح إيماني أنّ إيران لا تعتبر في هذه المرحلة "الحرب مع إسرائيل تهديدًا وجوديًا، لكنّها تعتقد أن الصراع طويل الأمد سيكون مدمرًا ويعرقل خطط الحكومة الجديدة للتفاوض مع الغرب على أمل رفع العقوبات الأميركية الصارمة، وتحسين الاقتصاد الإيراني المتردي".