الخميس 28 مارس / مارس 2024

تهديدات غربية متواصلة.. هل تحسم روسيا الأزمة الأوكرانية؟

تهديدات غربية متواصلة.. هل تحسم روسيا الأزمة الأوكرانية؟

Changed

تقرير حول التوتر الغربي الروسي بشأن الأزمة الأوكرانية وسيناريوهات تعامل موسكو مع التهديدات المتتالية (الصورة: غيتي)
تتواصل التهديدات الغربية لموسكو، حيث جهزت الإدارة الأميركية مجموعة من العقوبات بالتنسيق مع "حلفائها" الذين صعدوا لهجتهم تجاه روسيا محذّرين من "مستنقع رهيب"

بعد سلسلة من المحادثات الدبلوماسية في أوروبا الأسبوع الماضي، يُفترض أن تقوم موسكو وواشنطن بمحاولة جديدة، اليوم الجمعة، لتجنّب خطر نشوب نزاع جديد في أوكرانيا، عبر لقاء في جنيف بين وزيري الخارجية الأميركي أنتوني بلينكين ونظيره الروسي سيرغي لافروف.

يأتي ذلك، بينما تتواصل التهديدات الغربية لموسكو حول تداعيات الغزو المحتمل لأوكرانيا، حيث جهّزت الإدارة الأميركية مجموعة من العقوبات بالتنسيق مع "حلفائها" وشركائها الذين صعدوا لهجتهم تجاه روسيا محذّرين من "مستنقع رهيب".

ونشرت روسيا في الأشهر الأخيرة عشرات آلاف الجنود على حدود أوكرانيا، ما أثار مخاوف من اجتياح. ورغم نفيها أي مخطط لهجوم، تؤكد موسكو أن وقف التصعيد يتطلب ضمانات خطية حول أمنها بما في ذلك ضمان عدم انضمام كييف إلى حلف شمال الأطلسي.

عقوبات اقتصادية

وكشفت وزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين أن الوزارة مستعدة لفرض عقوبات كبيرة على روسيا إذا غزت أوكرانيا، وأنها تعمل بشكل وثيق مع الحلفاء لصياغة تلك الردود.

وقالت يلين لشبكة "سي إن بي سي": "الرئيس (جو بايدن) قال إننا سنفرض عواقب قاسية على روسيا إذا غزت أوكرانيا. نأمل أن تبحث روسيا عن حل دبلوماسي، لكننا على استعداد لفرض عواقب وخيمة".

كما أوضحت أن واشنطن تعمل مع الحلفاء الأوروبيين الذين تربطهم علاقات اقتصادية أقوى مع روسيا لفهم شواغلهم بشأن العقوبات الاقتصادية والمالية المحتملة وأخذها في الاعتبار عند إعداد الردود.

وفي وقت سابق أمس الخميس، أكد الرئيس الأميركي جو بايدن أن أي دخول للقوات الروسية إلى أوكرانيا يُعدّ "عملية غزو"، مشددًا على أن روسيا ستدفع "ثمنًا باهظًا"، في حال اتخذت هذا الخيار.

كما أضاف: "سيؤدّي ذلك إلى رد اقتصادي قاس ومنسق تطرقتُ إليه بالتفصيل مع حلفائنا".

"مستنقع رهيب"

من جهتها، حذّرت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس، اليوم الجمعة، موسكو من أن غزو أوكرانيا سيقود إلى "مستنقع رهيب"، داعية إلى "خفض التصعيد" وإجراء "محادثات بناءة".

وأضافت تراس، خلال زيارة إلى سيدني مع وزير الدفاع البريطاني بن والاس، أن "الكرملين لم يستخلص العبر من التاريخ"، مؤكدة أن "الغزو لن يؤدي إلا إلى مستنقع رهيب وخسائر في الأرواح كما حدث في أفغانستان السوفياتية والصراع في الشيشان".

وبشكل أوسع، دعت تراس الديموقراطيات الغربية إلى العمل بشكل وثيق مع أستراليا وحلفاء آخرين في منطقة المحيطين الهندي والهادئ "للتصدي للمعتدين العالميين" الذين "أصبحوا أكثر جرأة بدرجة غير مسبوقة منذ الحرب الباردة".

من جهته، كرّر وزير الدفاع الأسترالي بيتر داتن دعوة وزيرة الخارجية البريطانية "العالم الحر" إلى "الوقوف بحزم".

وقال داتن لقناة "سفن نيتوورك" الجمعة: "عندما نرى روسيا تتصرّف بالطريقة التي تعمل بها، هذا يشجع طغاة آخرين وديكتاتوريات أخرى على فعل الأمر نفسه، لا سيما إذا لم يصدر رد فعل من بقية العالم".

وأضاف أن "آلاف الأشخاص سيموتون وهذا شيء لا يريد أي شخص أن يحدث"، مشددًا على أن "زيادة القوات الروسية مقلقة جدًا".

كما أكد الاتحاد الأوروبي أنه مستعدّ للردّ على التدخّل الروسي في أوكرانيا بفرض عقوبات اقتصادية ومالية على نطاق واسع.

تنسيق مع الحلفاء

وتتحد واشنطن إدارة ومشرّعين، ديمقراطيين وجمهوريين، بشأن ضرورة دعم أوكرانيا في مواجهة روسيا.

وبينما طالبت كييف بإشارات واضحة بأن واشنطن ملتزمة بالنضال من أجل السيادة الأوكرانية، إلا أن واشنطن منقسمة بشأن هذه الإشارات، إذ إن بايدن استبعد صراحة مواجهة عسكرية مع روسيا، لكنّه يؤكد، في الوقت نفسه، أنه لن يقف مكتوف اليدين.

وأوضح ريتشارد وايتز، مدير مركز التحليل السياسي العسكري في معهد هدسون في حديث إلى "العربي"، أن العقوبات ستكون أكثر حدة وشمولًا يشترك فيها الأوروبيون، وتشمل قطاعات أكثر من بينها "نورد ستريم" ونشر قوات "الناتو" في مناطق مثل رومانيا وبولندا ودول البلطيق.

ويقول خبراء إن هذه الخيارات غير كافية لمنع غزو روسي لأوكرانيا، وإن كانت ستؤجّج النزاع.

وبينما قد يجعل تقديم الدعم العسكري لأوكرانيا، غزو روسيا أكثر تكلفة من النواحي المختلفة، يبقى خيار واشنطن الوحيد هو العقوبات.

موقف موحّد

وصعّد القادة الغربيون المجتمعون في برلين لهجتهم في مواجهة روسيا، باعتبار أن أي غزو روسي لأوكرانيا يُهدّد الأمن الأوروبي.

وتؤكد الدول الأوروبية "وحدة مواقفها" في ما يتعلّق بالتعاون مع روسيا، إلا أن موسكو لا تزال تصرّ على سماع الجواب من واشنطن أولًا، قبل جارتها الأوروبية.

في المقابل، دعت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زخاروفا الدول الغربية عن التوقّف عن عسكرة الأزمة الأوكرانية، معتبرة أن تصريحات واشنطن بشأن غزو روسي لأوكرانيا ضرورية لخلق أرضية للاستفزازات العسكرية الأميركية.

وقالت إن كييف تنظر إلى المساعدات العسكرية الغربية على أنها تفويض لشنّ عملية عسكرية في دونباس.

"محاولة للتضليل"

وقال قسطنطين ترويستوف، الباحث السياسي الروسي: إن كل هذه البلبلة حول الغزو الروسي لأوكرانيا "محاولة للتضليل".

وأضاف ترويستوف، في حديث إلى "العربي" من موسكو، أن المطالب الأساسية التي تسير إليها روسيا هي وثيقة أميركية دولية مكتوبة يُعترف بها في مجلس الأمن، تؤكد عدم توسّع الناتو تجاه الحدود الروسية، وعودة القوات المسلّحة للحلف الأطلسي إلى حدود عام 1997.

وأوضح أن القوات الأميركية وقوات الحلف الأطلسي "غير مستعدة" للمشاركة في أي حرب في أوكرانيا بشكل فعّال، مضيفًا أنه في المقابل، تتمتّع موسكو بقوات عسكرية كافية لانتصار في حال حدوث أي حرب.

ولكنّه أكد، في الوقت نفسه، أن "لا نية روسية لبدء أي حرب" في هذه المنطقة.

العربي أخبار

بث مباشر على مدار الساعة

شاهد الآن

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close