الثلاثاء 23 أبريل / أبريل 2024

تهديدات ووعيد بين الغرب وروسيا.. لماذا يتجاهل "الناتو" انضمام أوكرانيا؟

تهديدات ووعيد بين الغرب وروسيا.. لماذا يتجاهل "الناتو" انضمام أوكرانيا؟

Changed

حلقة جديدة من "للخبر بقية" تناقش حدود الدعم الغربي لأوكرانيا في مواجهة روسيا (الصورة: غيتي)
عادت نبرة الوعيد والتهديد بين الغرب وروسيا لترتفع مجددًا وتشتعل أكثر، فإلى أيّ مدى يمكن أنّ تتعاظم التهديدات لتصل إلى نقطة التصادم؟

على الرغم من الخلافات التي تعصف بالجسم الغربي الأوروبي خاصة، يبدو أنّ حرب أوكرانيا أحدثت تغييرًا في الأولويات وبدأت عمليات رأب الصدع إلى درجة تجاوز الخلافات مع واشنطن حول طبيعة العلاقة مع الصينيين، وتشكيل حالة توحد لدعم الأوكرانيين في مواجهة الروس.

ويؤكد القادة الأوروبيون على أنّ الرهان على تماسكهم هو أنّ انتصار روسيا على أوكرانيا يعني بالضرورة تجاوز السياج، لذا تصدر التعليمات لتشكيل قوة تتبع حلف شمال الأطلسي "الناتو" لأول مرة، علاوة على أنّ الجميع مقبلون على عملية توسع ستشمل السويد وفنلندا.

رسائل روسية

في المقابل، لا تسكت موسكو وتردّ عقب المحادثات التي استمرت ليومين لدول حلف "الناتو" في العاصمة الرومانية بوخارست، معلنة مباشرة عن زيادة كبيرة في موازنتها العسكرية.

وجاء ذلك في وقت صبت فيه جام غضبها على بولندا حين حذّرت المخابرات الخارجية الروسية القيادة البولندية من محاولات ما أسمته "سلخ أراضي غرب أوكرانيا"، في إشارة إلى أنّ ذلك سيقود الجميع إلى جحيم حرب أخرى قد تكون هذه المرة أكثر تدميرًا.

ولم يكد العالم بعد يلتقط أنفاسه جراء الخطأ، كما وصف، عندما سقطت مقذوفات روسية داخل الأراضي البولندية، وهو خطأ لم تجرؤ الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي على ارتكابه طيلة أيام الحرب الباردة.

تهديد ووعيد

وعادت نبرة الوعيد والتهديد بين الغرب على رأسه الولايات المتحدة وروسيا لترتفع مجددًا وتشتعل أكثر، ففي الوقت الذي يتوعد فيه الأميركيون الروس بدفع الثمن، وجب على الغربيين، وفق محللين، أن يتذكّروا جيدًا أن المبرر الذي دفع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للهجوم على أوكرانيا كان ببساطة ما وصفه وقتها بـ"رد الأخطار على الأمن القومي الروسي" من خلال أيّ تقدم لحلف الأطلسي نحو أوكرانيا الحديقة الخلفية مثلما يحب الروس تسميتها.

صحيح أن الثقة الأوروبية تزداد أكثر وتكاد دول "الناتو" تنسلخ من خوفها القديم المتمثل في زحف الدبابات من وسط الساحة الحمراء في موسكو نحو العواصم الأوروبية، إلا أنّ السؤال الأهم إلى أيّ مدى يمكن أنّ تتعاظم كل هذه التهديدات لتصل إلى نقطة التصادم حيث لا عودة؟

"وقف الحرب بيد بوتين"

وفي هذا الإطار، يرى السفير الأميركي السابق لدى حلف "الناتو"، روبرت هانتر، أن القضية ليست عضوية أوكرانيا في الناتو بل هي عن أي مدى لدول الحلف في تقديم المساعدات العسكرية ضد صواريخ كروز والمسيرات التي تستخدمها موسكو لقلب الموازين العسكرية.

ويضيف هانتر في حديث لـ "العربي " من واشنطن، "كان هناك جهد من الغرب وروسيا عقب الحرب الباردة حول أوروبا حرة، لكن ما يحدث الآن هو محاولة مد أوكرانيا بأسلحة إضافية، ومنع مد الحرب إلى داخل أوروبا".

ويلفت هانتر، إلى أن الهدف هو جعل أوكرانيا آمنة ومستقرة في حدود أراضيها، وبالتالي يبقى الباب مفتوحًا لقيام روسيا بدور مقبول في المجتمع الدولي سواء من بوتين أو ممن يخلفه.

ويعتبر أن "الحرب مرتبطة ببوتين وأنه إذا اقتنع أن الحرب لن تنجح وأن اقتصاد بلاده في حالة مزرية، فممكن أن يدفع إلى المفاوضات القائمة".

عضوية أوكرانيا بالناتو ليست على الطاولة

بدوره، يعتبر جيمس موران، الزميل في مركز دراسات السياسة الأوروبية في بروكسل، أن عضوية أوكرانيا في الناتو ليست على طاولة المفاوضات، في وقت تقاتل هذه الدولة من أجل البقاء على قيد الحياة وهي الأولوية لها وهو الهدف الرئيس للحلف ولدول أوروبا.

ويضيف موران في حديث لـ "العربي " من بروكسل، أن القضية الحالية هي تقديم أفضل السبل لأوكرانيا في الدفاع عن أراضيها وسيادتها.

ويلمح إلى أن هناك تأكيدا على الدفاع الجوي لأوكرانيا، ولذلك لجأت روسيا إلى تدمير المنشآت الحيوية، إضافة إلى أن هناك اتجاها لوقف الهجمات الروسية على البنية التحتية والطاقة عبر دعم كييف بمزيد من الدفاع الجوي، بمعنى عملية دفاعية وليست هجومية.

ويقول، "إنه في الوقت الحالي لا توجد فرصة للمفاوضات المجدية، وربما العام المقبل ممكن؛ وكل ذلك بيد الرجل الذي بدأ الحرب ألا وهو بوتين".

رأس الجسر

من جانبه، يشير أندريه مورتازين، وهو كاتب صحفي روسي، إلى أن مشروع روسيا لم يفشل كونها أوقفت عملية انضمام أوكرانيا إلى حلف الناتو، وخاصة أنه عام 2008 وعدت الدول الغربية بانضمام أوكرانيا لكن لم يحددوا ذلك.

ويضيف مورتازين في حديث لـ "العربي " من موسكو، أن "تلك الدول خذلت أوكرانيا والقيادة الأوكرانية وثقت بتلك الدول وعملت كل ما بوسعها ومنها المواجهة العسكرية ضد روسيا، وعلى رأس هذه الدول الولايات المتحدة التي كانت تريد أن تحول أوكرانيا لرأس جسر لمواجهة روسيا وإسقاط نظام بوتين".

وينوه مورتازين، إلى أن "روسيا سوف تستهدف جميع منظومات الباتريوت التي ستبقى في أراضي أوكرانيا، لكن موسكو يمكن أن تجلس إلى طاولة المفاوضات بينما كييف هي من ترفض".

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close