الأربعاء 24 أبريل / أبريل 2024

تهديدات ووعيد.. هل اقتربت العملية البرية التركية في سوريا؟

تهديدات ووعيد.. هل اقتربت العملية البرية التركية في سوريا؟

Changed

نافذة إخبارية لـ"العربي" تناقش نية تركيا بشن عملية عسكرية شمالي سوريا (الصورة: غيتي)
تتجه الأنظار إلى ما تحمله الساعات المقبلة من حوارات واتصالات، إما بتأجيل العملية البرية التركية أو تحديد مساحتها البرية، ولا سيما مع معارضة واشنطن لأي عمل عسكري.

أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن بلاده ستشن قريبًا عملية برية في سوريا تستهدف مقاتلين أكراد، متوعدًا باقتلاعهم بالدبابات والمدفعية والجنود، وفق تعبيره.

وجاء تهديد أردوغان، وسط قلق أميركي وروسي وأوروبي من التصعيد ومآلاته في الشمال السوري.

فتركيا ماضية نحو عملية عسكرية برية في الشمال السوري، وهذا ما تحاول الإشارة الواردة من أنقرة أن تلوح به للداخل والخارج وأيضًا للمقاتلين الأكراد الذين تتهمهم السلطات التركية بالوقوف أمام التخطيط لهجمات ضدها سابقًا ولاحقًا.

ووعد الرئيس التركي جاء صراحة، فيما بدا إصرارًا منه بتنفيذ العملية البرية في الشمال السوري كوسيلة حاسمة بالنسبة إلى بلاده التي ترى أن القصف الجوي والبري من بُعد ليس كافيين للردع وفق التعبير.

لكن الخشية من اتساع العملية العسكرية في الشمال السوري ومآلاته دفعت إلى تشابه في المواقف الروسية وحتى الأميركية والأوروبية التي تحذر من مغبتها، فالكرملين طالب عبر متحدثه ديمتري بيسكوف جميع الأطراف بالحرص على تجنب السير فيما وصفها بالخطوات التي تؤدي إلى تدهور الوضع في شمال سوريا.

وبالرغم من إبداء موسكو تفهمها للمخاوف الأمنية التركية، إلا أنها تخالفها في طريقة المعالجة ومستوى القوى العسكرية.

وتتجه الأنظار إلى ما تحمله الساعات المقبلة من حوارات واتصالات، إما بتأجيل العملية البرية التركية أو تحديد مساحتها البرية، لا سيما مع معارضة واشنطن لأي عمل عسكري يؤدي إلى زعزعة استقرار الوضع في سوريا، وفق قولها.

بيد أن العملية العسكرية التركية الجارية جوًا في معظمها ضد جماعات كردية مسلحة منذ بداية العام، وليس فقط في أعقاب تفجير اسطنبول الأخير، تعتبرها السلطات التركية هي الأكبر والأشمل، مشيرة إلى تحييد أكثر من 3800 مسلح داخل البلاد وشمالي سوريا والعراق.

وتبقى تطورات الميدان والسياسة هي الفيصل بشأن مدى تحول التهديد التركي بعملية عسكرية برية قريبة في الشمال السوري إلى واقع، أم أنه يندرج في سياق الضغط النفسي بموازاة القصف الجوي للأهداف الكردية على الأقل في المدى القريب.

وفي سياق متصل، أفادت مصادر تركية، وأخرى من المعارضة السورية بأن طائرات حربية تركية اخترقت المجال الجوي الذي تسيطر عليه روسيا والولايات المتحدة لأول مرة لمهاجمة وحدات حماية الشعب الكردية في سوريا.

من جهتها، أعلنت القيادة المركزية للجيش الأميركي أن قواتها كانت بمنأى من الخطر، كما لم تستهدف أي غارة مواقعها.

كما أشار مصدر بوزارة الدفاع التركية إلى أن الطائرات التركية قصفت جميع الأهداف من المجال الجوي التركي من دون التعرض لمجالات تستخدمها قوات روسية أو أميركية.

من جانبه، قال البيت الأبيض، إنّ تركيا تواجه تهديدات على حدودها الجنوبية، وإن لها الحق في الدفاع عن نفسها.

وفي هذا الإطار، أفاد مراسل "العربي" أحمد غنام من اسطنبول، بأن تصريحات الرئيس التركي اليوم جاءت في سياق خطاب القاعدة الجماهيرية في محافظة أرتوين شمالي غرب البلاد، حيث كان هناك افتتاح بعض المشاريع الخدماتية، مشيرًا إلى وجود ترحيب بتصريحات أردوغان من الشارع التركي، خاصة وأنها كانت قوية ومرسلة إلى الداخل أكثر منها إلى الخارج.

ولفت إلى أنّ زعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض دعا إلى حماية الحدود من دون الإشارة بشكل واضح إلى موضوع دعمه للعمليات العسكرية، وذلك خوفًا من قطع العلاقة مع حزب الشعوب الديمقراطي ذو التوجه الكردي والذي يتهم بأن لديه أجندة مع حزب العمال الكردستاني.

وأشار إلى أن الشارع الداخلي برمته تقريبًا يؤيد العملية العسكرية، لأن الهجمات بدأت تشكل تهديدًا أمنيًا على داخل البلاد، بخاصة بعد تفجير اسطنبول.

من جهته، أفاد مراسل "العربي" إبراهيم تريسي من إدلب، باستهداف مدينة أعزاز تحديدًا "الشارع التركي"، مشيرًا إلى أن الهجوم حسب المعلومات الأولية انطلق من مواقع قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، ما أسفر عن سقوط 3 قتلى والعديد من الجرحى.

وأضاف أن هذا الهجوم على ما يبدو وهو رد من قوات سوريا الديمقراطية، كما تقول المعارضة السورية، على القصف الذي تعرضت له مواقع "قسد"، من قبل القوات التركية.

"العملية العسكرية البرية التركية"

من جانبه، أعرب المحلل العسكري والإستراتيجي نزار عبد القادر عن اعتقاده أن القوات الكردية الموجودة في الشمال السوري تشعر بأن أردوغان يعد العدة لتنفيذ ما وعد به، لذلك فهم لا يريدون التصعيد، واختاروا هدفًا سوريًا بقصفهم أعزاز وليس تركيا.

وأضاف في حديث لـ"العربي" من بيروت، أن العملية البرية التي يتحدث عنها أردوغان ليست جديدة على الأدبيات العسكرية التركية.

ورأى عبد القادر أنه ليس هناك أي خطورة قد يواجهها الجيش التركي في العملية البرية في حال لم تتدخل الولايات المتحدة أو قوات التحالف أو القوات الجوية الروسية، مشيرًا إلى الجيش التركي مدرب ومجهز بقوة مدرعة ضاربة بإمكانه أن يقوم بهذه العملية بسرعة وبفعالية مطلقة.

ولفت إلى أن ما أخر وعود أردوغان وطموحاته في السابق، هو التدخل الأميركي لحماية القوات الكردية التي تحتمي بالوجود الأميركي في شمال سوريا.

وأشار إلى أن القوات الكردية في "قسد" تطلب من الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والأميركي جو بايدن التدخل لثني الرئيس التركي عن تنفيذ تهديده بالقيام بالعملية البرية.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close