السبت 13 أبريل / أبريل 2024

تهديد أميركي-إسرائيلي بـ"خيارات أخرى" ضد إيران.. كيف تردّ طهران؟

تهديد أميركي-إسرائيلي بـ"خيارات أخرى" ضد إيران.. كيف تردّ طهران؟

Changed

بلينكن ونظيره الإسرائيلي
أكد بلينكن جهوزية بلاده للجوء إلى خيارات أخرى إن لم تغيّر إيران مسارها (غيتي)
أكد بلينكن أن الولايات المتحدة تعتبر أن "الحل الدبلوماسي هو السبيل الأفضل" لتجنّب حيازة إيران السلاح النووي، لكنّه أشار إلى قرب نفاد صبره.

لوّحت الولايات المتحدة أمس الأربعاء باللجوء إلى الخيار العسكري ضد إيران، إذا فشل المسار الدبلوماسي في منع طهران من حيازة سلاح نووي، في تهديد يستعيد بوضوح غير مسبوق التحذيرات الإسرائيلية على هذا الصعيد.

وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الإسرائيلي يائير لابيد في واشنطن: إن الولايات المتحدة تعتبر أن "الحل الدبلوماسي هو السبيل الأفضل" لتجنّب حيازة الجمهورية الإسلامية السلاح النووي.

لكنّه أشار بحزم أكبر من السابق إلى قرب نفاد صبره، في ظل التعليق المستمر منذ يونيو/ حزيران للمفاوضات الرامية إلى إنقاذ الاتفاق الدولي المبرم العام 2015 بين إيران والدول الكبرى.

وأكد بلينكن أن "الحوار يتطلّب طرفَين، ولم نلمس في هذه المرحلة نية لدى إيران" للانخراط في الحوار، وهو ذكّر بأن الهامش المتاح "آخذ بالانحسار".

وفي رد على تلويح نظيره الإسرائيلي يائير لابيد باستخدام القوة ضد الجمهورية الإسلامية، صرّح بلينكن باقتضاب: "نحن جاهزون للجوء إلى خيارات أخرى إن لم تغيّر إيران مسارها".

من جهته، قال لابيد: "أظن أن العالم بأسره يفهم ماهية الخيارات الأخرى".

وتابع وزير الخارجية الإسرائيلي خلال المؤتمر الصحافي المشترك مع نظيره الأميركي: إن "وزير الخارجية أنتوني بلينكن وأنا ابنا ناجين من الهولوكوست. ندرك أن هناك أوقاتًا يتعيّن فيها على الأمم أن تستخدم القوة لحماية العالم من الشر"، لافتًا إلى أن إسرائيل "تحتفظ بحق التحرّك في أي وقت وبأي طريقة".

ويسعى لابيد خلال زيارته واشنطن إلى مطالبة إدارة الرئيس جو بايدن بإعداد "خطة بديلة"، في حال فشل المسار الدبلوماسي مع إيران.

"اختيار مسار مغاير"

وبحسب تقرير لوكالة "فرانس برس"، بدأ الأميركيون يتحدّثون أكثر فأكثر عن ضرورة إعداد خطط بديلة في ملف إيران النووي.

وقال المبعوث الأميركي المكلّف الملف الإيراني روب مالي، الذي قاد المفاوضات غير المباشرة مع إيران في وقت سابق من العام الحالي، أمس الأربعاء: "إننا واقعيون. نحن ندرك أن هناك على الأقل احتمالًا كبيرًا بأن تختار طهران مسارًا مغايرًا، وعلينا أن ننسّق مع إسرائيل ومع حلفائنا في المنطقة".

وأشار مالي إلى أنه سيزور في الأيام المقبلة السعودية وقطر والإمارات لبحث "الجهود المبذولة لإحياء الاتفاق النووي"، و"الخيارات المتاحة لضبط البرنامج النووي الإيراني في حال فشل تلك الجهود".

ونصّ الاتفاق النووي الذي أُبرم في فيينا عام 2015 بين إيران من جهة، والولايات المتحدة وبريطانيا والصين وروسيا وفرنسا وألمانيا من جهة أخرى، على رفع جزء من العقوبات الغربية والأممية المفروضة على إيران، في مقابل التزامها عدم تطوير أسلحة نووية وكبحها برنامجها النووي ووضعه تحت رقابة أممية صارمة.

لكن بعد الانسحاب الأميركي الأحادي الجانب من الاتفاق العام 2018 في عهد الرئيس السابق دونالد ترمب، تحرّرت طهران تدريجًا عن معظم التزاماتها.

وفي أبريل/ نيسان بدأت في فيينا مفاوضات غير مباشرة بين واشنطن وطهران بوساطة الدول المشاركة في الاتفاق النووي بهدف إنقاذه، لكن المحادثات عُلّقت بعدما انتُخب المحافظ المتشدد ابراهيم رئيسي رئيسًا للجمهورية الإسلامية، ولم تُستأنف بعد.

ولم تحدد حكومة رئيسي موعدًا لاستئناف المفاوضات؛ ممّا دفع الأميركيين والأوروبيين إلى التحذير من أن صبرهم بدأ ينفد.

زيارة أوروبية لطهران

وسيزور مفاوض الاتحاد الأوروبي إنريكي مورا، منسّق الاتفاق النووي العام 2015، اليوم الخميس طهران.

وكتب مورا في تغريدة على تويتر الأربعاء: "سأشدّد على الضرورة الملحّة لاستئناف المفاوضات".

ونقلت وكالة "رويترز" عن دبلوماسيين من ترويكا الاتحاد، بريطانيا وفرنسا وألمانيا، قولهم: إن الزيارة تأتي في وقت مهم مع مواصلة إيران إحراز تقدم على صعيد برنامجها النووي.

ورأى أحد هؤلاء الدبلوماسيين أن "الوضع النووي يتفاقم باستمرار وشدة"، في إشارة إلى تسريع إيران تخصيب اليورانيوم لدرجات نقاء أعلى وهو مسار محتمل لصنع قنبلة نووية.

وتابعوا: "لهذا السبب الزيارة ليست عملًا اعتياديًا من وجهة نظر ترويكا الاتحاد الأوروبي، وإنما تأتي في ظل أزمة عميقة تواجه خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي)".

"الغربيون لا عهد لهم"

ويشير الدبلوماسي الإيراني السابق أمير موسوي، إلى أن التصريحات الأميركية هي لتضييع الوقت وتغيير الحقائق.

ويؤكد في حديث إلى "العربي" من طهران، أن إيران موجودة في الاتفاق النووي، لكن الولايات المتحدة هي التي خرجت وتمرّدت وعاقبت من التزم بقرار مجلس الأمن الدولي 2231، الذي أيّد الاتفاق النووي وألزم العالم كله بتنفيذه.

ويذكّر بأن واشنطن فرضت ما يقرب من 800 عقوبة على إيران في عهد ترمب، لافتًا إلى أن ما تريده إيران هو التزام الجميع ببنود الاتفاق.

ويردف: "إيران جرّبت الأميركيين خلال الفترة الماضية، لا سيما في جولات المفاوضات الستّ الأخيرة، حيث ذهبت إلى فيينا وتحاورت مع الأوروبيين لكنهم لم يصلوا إلى نتيجة".

ويقول: "يبدو أن الأوروبيين ليس بيدهم القرار، ولا يستطيعون أن يتخذوا قرارًا خلافًا لما تريده الولايات المتحدة الأميركية".

ويرى أن التجربة أثبتت أن الغربيين لا عهد لهم، لافتًا إلى أن بلاده ستفرض شروطها إن كان هناك اتفاق جديد حول البرنامج النووي.

استئناف دينامية التطبيع

إلى ذلك، عقد بلينكن ولابيد أمس الأربعاء لقاء ثلاثيًا مع وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد آل نهيان في مسعى يرمي لاستئناف دينامية اتفاقات التطبيع بين إسرائيل والدول العربية.

وقال وزير الخارجية الأميركي: "نحن مصمّمون على مواصلة تثمير جهود الإدارة السابقة لتوسيع دائرة الدول المطبّعة للعلاقات مع إسرائيل خلال السنوات المقبلة".

وكانت الإمارات والبحرين قد وقّعتا اتفاقات أبراهام (إبراهيم) في سبتمبر/ أيلول 2020 برعاية ترمب، الذي وصف الحدث بأنه أحد أكبر النجاحات الدبلوماسية لعهده.

وحذا المغرب حذو البلدين الخليجيين، وكذلك السودان إلا أن الموقف السوداني يبدو حاليًا غير محسوم.

المصادر:
العربي، وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close