توثيق للإبادة.. فلسطين ترشح "من المسافة صفر" للمنافسة على الأوسكار
رشحّت وزارة الثقافة الفلسطينية اليوم الخميس، الفيلم المجمع "من المسافة صفر" للمنافسة على جائزة أوسكار أفضل فيلم دولي في الدورة السابعة والتسعين للجوائز السينمائية الأشهر عالميًا.
ويرجع الفضل في فكرة الفيلم إلى المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي وهو نتاج أعمال روائية ووثائقية صنعها سينمائيون شبان تقطعت بهم السبل في غزة بعد اندلاع العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وعُرض الفيلم لأول مرة في مهرجان عمّان السينمائي في شهر يوليو/ تموز، ومن المقرر عرضه لاحقًا في مهرجان تورنتو السينمائي في كندا.
سينما فلسطينية في ظروف قاسية
وحين الإطلالة الأولى في المهرجان، عُرض فيلم بعنوان "لا"، وهو من مجموعة 22 فيلمًا قصيرًا صُوّرت في غزة خلال الأشهر القليلة الماضية وسط العدوان الإسرائيلي على غزة، ضمن فعالية تحمل عنوان "من المسافة صفر" تحت إشراف المخرج رشيد مشهراوي.
و"من المسافة صفر" تعبير شائع الاستخدام في مقاطع قصيرة يبثها الإعلام العسكري في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" لاستهداف جنود وآليات عسكرية إسرائيلية خلال حربها على غزة.
وأفادت وزارة الثقافة الفلسطينية في بيان: "هذا الترشيح يؤكد على أهمية ودور السينما الفلسطينية حتى في أشد الظروف ظلمة، حيث استطاع صناع هذا العمل رواية قصصهم وتوثيق تجاربهم الإنسانية في ظل أقسى الظروف اللاإنسانية ورغم جميع التحديات".
وفي أحد هذه الأفلام القصيرة في "من المسافة صفر"، تضع أم هجّرتها الحرب ابنتها في وعاء أبيض كبير، ثم تسكب عليها الماء برفق لتحميمها، مستخدمة ركوة نظيفة لإعداد القهوة التركية.
وفي فيلم آخر، يروي رجل معاناته التي استمرت 24 ساعة تحت الأنقاض بعد انهيار المبنى الذي كان فيه.
وتولّى مشهراوي من الخارج توجيه الفرق العشرين الموجودة في غزة، وهي عملية وصفها بأنها "بالغة الصعوبة".
وقال مشهراوي، الذي ولد في غزة: "في بعض الأحيان كنا نحتاج إلى الانتظار ما بين أسبوع وعشرة أيام لنتمكن من الاتصال بشخص ما، أو لنتمكن من الاتصال بشبكة الإنترنت لتحميل المواد" المصوّرة.
وفي أوقات أخرى، كانت فرق العمل تنهمك بهموم الحرب اليومية، كإيجاد خيمة مثلًا، أو للاستحصال على الأنسولين لوالدة أحد المخرجين، أو لتدبير "سيارة إسعاف لإنقاذ عدد من الأطفال".
ويقام حفل توزيع جوائز الأوسكار التي تمنحها الأكاديمية الأميركية لفنون وعلوم السينما في مارس/ آذار 2025. ولا يحق لكل دولة ترشيح أكثر من فيلم يمثلها بفئة أفضل فيلم دولي.