رأت الصحافية الأميركية والاختصاصية في التحليل الرقمي، رونا تارانت، أن المحاكمة التي يخضع لها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب في نيويورك، ستلقي بظلالها بالتأكيد على السباق الانتخابي المقبل في البلاد.
وفي سابقة تاريخية مثُل ترمب أمام محكمة مانهاتن الجنائية الأسبوع الماضي، ودفع ببراءته في 34 تهمة جنائية بتزوير سجلات تجارية من الدرجة الأولى، وتدبير مخطط أوسع للتأثير على الانتخابات الرئاسية غير التغطية على 3 قضايا محرجة بالنسبة إليه قبل الانتخابات الرئاسية عام 2016.
"في صالح ترمب"
تارانت أشارت في حديثها إلى "العربي" من نيويورك، إلى أن الحصول على هذا الاهتمام خلال الحملة الانتخابية يصب لصالح ترمب، رغم تعمده الظهور بمظهر "غير السعيد".
ويتعلّق التحقيق الذي يمثل في إطاره ترمب أمام القاضي، بدفع مبلغ 130 ألف دولار لممثلة الأفلام الإباحية ستورمي دانيالز قبيل الانتخابات الرئاسية عام 2016، لشراء صمتها عن علاقة جنسية تؤكّد أنّه أقامها معها.
وأوضحت تارانت أن انقسامًا يشهده المجتمع الأميركي، حيث يرى البعض أن "لا أساس" للمحاكمة التي يتعرض لها ترمب، ويؤيد ما صرح به رئيس مجلس النواب الأميركي كيفن مكارثي الذي اعتبر أن النظام القضائي بات مسلحًا بوجه الرئيس السابق، بينما يرى آخرون أن الأدلة منطقية بوجه ترمب، كما أن بعض الأميركيين ممن لا يبدون إعجابًا بالرئيس السابق يعتقدون أن هذه المحكمة تمنحه اهتمامًا غير مستحق.
تأثير مواقع التواصل
وأضافت الاختصاصية الأميركية في التحليل الرقمي، أنه بعد الجلسة الأولى لمحاكمة ترمب، انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي اتهامات وادعاءات غير صحيحة، في محاولة لاستغلال البعض الذكاء الاصطناعي لنشر معلومات كاذبة، ومقاطع فيديو مزيفة، كاحتفال الرئيس الأميركي جو بايدن ونائبته كاميلا هاريس بتلك المحاكمة، أو مقطع فيديو للمدعي العام ألفين براغ يعلن تخليه عن المحاكمة.
واعتبرت تارانت أن "هذا الأمر يساهم في الاهتمام الشعبي الواسع بالمحاكمة رغم عدم قدرته على التأثير بها، لكن هذا الدعم الشعبي سيؤثر بالتأكيد على مسار الانتخابات الرئاسية القادمة، وترشح ترمب للمنصب بصفته مناضلًا، خصوصًا بعد دعواته لنبذ العنف بشكل لافت".
وأكدت تارانت أن على المنصات الإلكترونية وضع حد للإشاعات والمعلومات الخاطئة، مع انطلاق السباق الانتخابي وذلك لتجنب تأثيراتها المباشرة على النتائج لاحقًا.