يجسّد مقدار الإقبال على شراء أضاحي العيد هذا الموسم الظروف التي تعيشها البلدان العربية، حيث ساهمت الظروف الجيوسياسية والوبائية في تضاؤل قدراتها الاقتصادية.
ويُتوقع أن يشهد الإقبال على شراء أضاحي العيد في الدول العربية تراجعًا، في ظل ارتفاع أثمان الماشية والأعلاف وتراجع القدرة الشرائية.
تأجّج الفواتير والتكاليف
وتُعد الحرب الروسية في أوكرانيا ومن قبلها كورونا وبينهما تعثر سلاسل الإمداد، عوامل أججت فاتورة الأعلاف والعلاجات وتكاليف شحن الأغنام على ظهر البواخر.
إقبال ضعيف على أضاحي العيد في عدد من الدول العربية، جراء تدهور القدرة الشرائية للمواطن تقرير: علي القيسية pic.twitter.com/RUAfw98OiH
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) July 1, 2022
بموازاة ذلك، يعيش العالم العربي على وقع تفشي ظاهرة التضخم؛ ما يعني تآكل القدرة الشرائية لملايين المواطنين، الذين قد يصعب عليهم هذه المرة شراء أضحية عيد الأضحى على جري عادتهم في مواسم سابقة.
في المغرب، طمأنت وزارة الفلاحة بتفوّق المعروض من الأضاحي على المطلوب منها، وصولًا إلى 8 ملايين رأس.
غير أن المربين في البلاد التي تعاني من الجفاف يتوقعون ارتفاع أثمانها بمعدل 50 دولارًا، وهي ذات قيمة صعود سعر قنطار الشعير غير المدعوم حكوميًا.
من ناحيتها، تمتلك تونس قرابة مليون و600 ألف من رؤوس الخراف الحية، وهي تشهد استقرارًا نسبيًا بسعر الأضاحي بفعل قرار الحكومة تجميد ثمن الأعلاف.
لكن التضخم السنوي الذي تشهده البلاد، ويبلغ 7.8%، يكبّل قدرة المواطن على الشراء في ظل معدلات بطالة تتجاوز 18.5%.
إلى ذلك، يعاني المربون في مصر من تضاعف كلفة الأعلاف التي دفعت بعضهم إلى الانسحاب من السوق. ويُتوقع أن ينخفض الإقبال على الأضاحي 50% هذا الموسم، ولا سيما مع تآكل القدرة الشرائية للمواطن.
ويبدو الأمر في العراق أكثر تعقيدًا، بعدما فاقمت الحمى النزفية الفيروسية، التي استهدفت الماشية، ركود الطلب على الأغنام.
وهذه الأخيرة قفز معدل أسعارها إلى 250 دولارًا، بالتزامن مع تهاوي الدينار أمام العملة الأميركية المدعومة بموجات رفع الفائدة في واشنطن.