توقف صادرات الغاز الروسية إلى أوروبا عبر أوكرانيا.. هل توفر البديل؟
أكدت كييف وموسكو في بيانين منفصلين، أن إمدادات الغاز الروسي إلى أوروبا عبر أوكرانيا توقفت بشكل نهائي صباح اليوم الأربعاء، بعد انتهاء عقد مدته خمس سنوات وقّعه الطرفان نهاية العام 2019، وفشل الجارتين في التوصل إلى اتفاق لمواصلة التدفقات.
ويُنهي إغلاق أقدم طريق لعبور الغاز الروسي إلى أوروبا عقدًا شهد توترًا للعلاقات، بسبب استيلاء روسيا على شبه جزيرة القرم في عام 2014. ويعود طريق العبور إلى الحقبة السوفيتية.
روسيا ستتكبد خسائر
وقال وزير الطاقة الأوكراني جيرمان جالوشينكو في بيان: "أوقفنا عبور الغاز الروسي. هذا حدث تاريخي. روسيا تخسر أسواقها، وستتكبد خسائر مالية. اتخذت أوروبا بالفعل قرار التخلي عن الغاز الروسي".
وكان من المتوقع وقف تدفقات الغاز في ظل الحرب التي بدأت في فبراير/ شباط 2022. وأصرت أوكرانيا على أنها لن تمدد الاتفاقية وسط الصراع العسكري.
ولا تزال روسيا تصدر الغاز عبر خط أنابيب "ترك ستريم" في قاع البحر الأسود.
ويحتوي الخط على فرعين، أحدهما للسوق المحلية التركية والآخر لتزويد العملاء في وسط أوروبا، مثل المجر وصربيا، بالغاز.
وفي الأسابيع الأخيرة، ندّدت سلوفاكيا والمجر اللتان تعتمدان بشكل كبير على الغاز الروسي، بتداعيات هذه الخطوة التي من شأنها قطع الغاز تمامًا عنهما في نهاية العام، مع عدم وجود حلول بديلة فورية ذات موثوقية.
في المقابل، كثّف الاتحاد الأوروبي جهوده لتقليل اعتماده على الطاقة الروسية بعد اندلاع الصراع العسكري في أوكرانيا عام 2022، من خلال البحث عن مصادر بديلة.
وجهزت باقي الدول التي لا تزال تشتري الغاز الروسي، مثل سلوفاكيا والنمسا، إمدادات بديلة.
ومولدوفا، التي كانت جزءًا من الاتحاد السوفيتي، من بين الدول الأكثر تضررًا، وقالت إنها ستضطر إلى اتخاذ تدابير لتقليل استخدامها للغاز بمقدار الثلث.
وشحنت روسيا نحو 15 مليار متر مكعب من الغاز عبر أوكرانيا في عام 2023، انخفاضًا من 65 مليار متر مكعب عندما بدأ آخر تعاقد في عام 2020 ولمدة خمس سنوات.
الاتحاد الأوروبي لديه البديل
في سياق متصل، قللت المفوضية الأوروبية من حجم أثر توقف صادرات الغاز الروسي إلى أوروبا عبر أوكرانيا اليوم الأربعاء، قائلة إن هذا التوقف كان متوقعًا وإن الاتحاد الأوروبي مستعد لذلك.
وقال متحدث باسم المفوضية: "البنية التحتية للغاز في أوروبا مرنة بما يكفي لتوفير الغاز من منشأ غير روسي إلى وسط أوروبا وشرقها عبر طرق بديلة".
وأضاف: "تم تعزيز الاتحاد الأوروبي بقدرات استيراد كبيرة جديدة للغاز الطبيعي المسال منذ عام 2022".
بدورها، قالت الحكومة النمساوية اليوم الأربعاء إن فيينا كانت مستعدة لانتهاء سريان اتفاقية نقل الغاز بين روسيا وأوكرانيا، وإن الإمدادات إلى البلاد مستمرة من خلال مصادر أخرى مثل نقاط التغذية في ألمانيا أو إيطاليا ومن مرافق التخزين.
وأكد وزيرة الطاقة النمساوية ليونورا جيفيسلر في بيان، أن بلاده لم تعد تعتمد على الغاز من روسيا.