الأربعاء 27 مارس / مارس 2024

توقيف 40 أجنبيًا في الاحتجاجات.. الأمم المتحدة: الوضع "حرج" في إيران

توقيف 40 أجنبيًا في الاحتجاجات.. الأمم المتحدة: الوضع "حرج" في إيران

Changed

تقرير لـ"العربي" من أكتوبر عن استمرار الاحتجاجات في إيران (الصورة: رويترز)
اعتبرت طهران أن معظم الاحتجاجات التي اندلعت في البلاد هي أعمال شغب يشجعها الغرب، فيما نددت الأمم المتحدة بتشديد إيران ردها على التظاهرات.

أعلن القضاء الإيراني، اليوم الثلاثاء، توقيف 40 أجنبيًا خلال شهرين بتهمة التورط في "أعمال شغب" في إيران التي تشهد تظاهرات منذ وفاة الشابة مهسا أميني.

وتوفيت الشابة الإيرانية عن 22 عامًا في 16 سبتمبر/ أيلول، بعد ثلاثة أيام من توقيفها من قبل شرطة الآداب لعدم التزامها بقواعد اللباس الصارمة للنساء في جمهورية إيران الإسلامية.

واعتبرت السلطات أن معظم الاحتجاجات التي اندلعت منذ ذلك الحين هي "أعمال شغب" يشجعها الغرب وأوقفت آلاف الأشخاص في إطارها.

"أعمال شغب"

بدوره، قال المتحدث باسم القضاء مسعود ستايشي: "تم توقيف أربعين أجنبيًا متورطين في أعمال الشغب الأخيرة"، من دون أن يحدد جنسيتهم أو متى أوقفوا ومكان توقيفهم.

وفي مطلع أكتوبر/ تشرين الأول، أعلنت السلطات الإيرانية توقيف تسعة أجانب من بولندا وإيطاليا وفرنسا على نحو خاص واتهمتهم بأنهم على صلة بحركة الاحتجاج.

ونقلت وكالة الأنباء القضائية "ميزان أونلاين" عن ستايشي أيضًا أنه حتى الآن "صدرت أحكام بحق 2432 شخصًا" متهمين بالتورط في "أعمال الشغب" في إيران.

ولم يحدد الأحكام الصادرة التي يمكن استئنافها أمام المحكمة العليا.

وكانت المحكمة الثورية في طهران حكمت بالإعدام على ستة متهمين أدينوا بـ"محاربة الله" أو "الإفساد في الأرض"، في إطار التظاهرات التي تشهدها إيران.

تعليق فوري لعقوبة الإعدام

من ناحيتها، نددت الأمم المتحدة الثلاثاء بـ"تشديد" طهران ردّها على التظاهرات، مطالبة السلطات الإيرانية بإقرار تعليق فوري لعقوبة الإعدام.

وقال المتحدث باسم مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة جيريمي لورنس خلال مؤتمر صحافي روتيني في جنيف: إن المفوض السامي لحقوق الإنسان "فولكر تورك يرى أن عدد الوفيات المتزايد جراء التظاهرات في إيران، ومن بينها وفاة طفلين في نهاية الأسبوع، وتشديد رد قوات الأمن، يشيران إلى أن الوضع حرج في البلد".

وأضاف: "نطلب بإلحاح من السلطات الاستجابة لطلبات المواطنين على صعيد المساواة والكرامة والحقوق بدل استخدام قوة غير مجدية أو غير متناسبة لقمع التظاهرات".

وشدد على أن "غياب المحاسبة فيما يتعلق بالانتهاكات الفاضحة لحقوق الإنسان في إيران لا يزال مستمرًا ويسهم في الشكاوى المتزايدة".

مقتل أكثر من 300 شخص

وأعلنت المفوضية العليا لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة مقتل أكثر من 300 شخص بينهم أكثر من 40 طفلًا منذ انطلاق التظاهرات، فيما أفادت منظمة حقوق الإنسان في إيران التي تتخذ في أوسلو مقرًا عن مقتل 378 شخصًا بينهم 47 طفلًا.

وقتل في نهاية الأسبوع الماضي ستة أشخاص بينهم فتيّان في الـ16 من عمرهما، وفق المفوضية العليا لحقوق الإنسان.

وذكر المتحدث أن "متظاهرين قتلوا في 25 من محافظات إيران الـ31، بينهم أكثر من 100 في سيستان بلوشستان"، مشيرًا إلى أن السلطات الإيرانية أفادت كذلك عن مقتل عدد من عناصر قوات الأمن منذ بدء الاحتجاجات.

واعتُقل آلاف المتظاهرين السلميين وبينهم العديد من النساء والأطفال والمحامين والناشطين والصحافيين، بحسب خبراء في حقوق الإنسان في الأمم المتحدة. وأصدر القضاء حتى الآن ستة أحكام بالإعدام على ارتباط بالتظاهرات.

ودعت المفوضية العليا لحقوق الإنسان إلى إطلاق سراح "كل المعتقلين على أساس ممارسة حقوقهم، بما فيها حق التجمع سلميًا، وإسقاط التهم الموجهة إليهم" مطالبة إيران كذلك بأن "تصدر فورًا" تعليقا لعقوبة الإعدام.

وشدّد لورنس على أن المفوضية العليا لحقوق الإنسان قلقة بشأن خاص حيال ازدياد القمع في المدن الكردية.

وقال: "ذكرت مصادر أن أكثر من 40 شخصًا قتلوا في مدن كردية خلال الأسبوع الفائت. تمّ نشر عدد مهم من قوات الأمن في الأيام الأخيرة".

وأضاف: "هذه الليلة، تلقينا معلومات مفادها بأن قوات الأمن ردت بقوة على الاحتجاجات في عدة بلدات كردية بشكل أساسي، بما فيها جوانرود وسقز".

وتعتبر الأمم المتحدة أن رفض السلطات الإيرانية إعادة جثث القتلى إلى عائلاتهم "مقلق جدًا"، بالإضافة إلى أنه "يجعل إعادة الجثث خاضعة لشرط عدم تحدث العائلات إلى وسائل الإعلام أو الموافقة على تقديم نسخة خاطئة عن سبب الوفاة".

المصادر:
العربي - أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close