الثلاثاء 26 مارس / مارس 2024

تولى رئاسة الوزراء لأطول مدة في تاريخ اليابان.. من هو شينزو آبي؟

تولى رئاسة الوزراء لأطول مدة في تاريخ اليابان.. من هو شينزو آبي؟

Changed

تقرير لـ"العربي" يرصد أبرز المحطات السياسية في حياة رئيس الوزراء الياباني الراحل شينزو آبي (الصورة: وسائل التواصل)
تولى شينزو آبي الذي قتل بالرصاص منصب رئيس الوزراء لأطول فترة في تاريخ البلاد قاد خلالها إصلاحات اقتصادية طموحة وأرسى علاقات دبلوماسية أساسية وتصدى لفضائح.

بعد حوالي عامين من اضطراره للتخلي عن السلطة لأسباب صحية، قتل رئيس الوزراء الياباني السابق شينزو آبي (67 عامًا) بعد إطلاق النار عليه خلال تجمع انتخابي الجمعة.

وتولى شينزو آبي الذي اغتيل بالرصاص في منطقة نارا بغرب اليابان، منصب رئيس الوزراء لأطول فترة في تاريخ البلاد قاد خلالها إصلاحات اقتصادية طموحة وأرسى علاقات دبلوماسية أساسية وتصدى لفضائح.

آبي الذي مكث في منصبه بما حصيلته 9 سنوات، ولد في طوكيو عام 1954 لعائلة سياسية عريقة تتمتع بنفوذ اقتصادي كبير، وتقلد مناصب حزبية عدة منذ 1993 حتى وصل عام 2006 إلى زعامة الحزب الليبرالي الديمقراطي.

تخرج رئيس الوزراء الياباني السابق الراحل من قسم العلوم السياسية في جامعة شيكاي اليابانية الخاصة عام 1977، وفي عام 1978 انتقل إلى الولايات المتحدة للدراسة في جامعة كاليفورنيا الجنوبية، قبل أن يعود إلى اليابان في 1979 ليعمل في شركة للصناعات المعدنية.

وبعد ذلك، ترك آبي العمل بالشركة عام 1982 وتولى العديد من المناصب الحكومية بما في ذلك المساعد التنفيذي لأبيه وزير الخارجية حينذاك.

وأصبح آبي رئيسًا للوزراء كأصغر من شغل المنصب سنًا منذ الحرب العالمية الثانية (2006-2007)، إلا أنه استقال بعد ذلك لأسباب صحية، ثم عاد لتولي منصب رئاسة الوزراء من جديد عام 2012 قبل أن يقدم استقالته عام 2020، مبررًا قراره بالخوف من أن تؤدي عودة مرضه لاتخاذ قرارات سياسية خاطئة على حد قوله.

وفي عام 2017 كشف شينزو عن عزمه إلغاء أو تعديل المادة 9 من الدستور والتي تقيد تسليح البلاد أو امتلاك قدرات هجومية بحلول عام 2020.

وفي عهد آبي وتحديدًا بين عامي 2013 و2014 حققت البلاد تطورًا اقتصاديًا وسياسيًا ملحوظًا، بيد أن شعبيته تراجعت في الفترة الأخيرة من توليه المنصب إلى أدنى مستوى وواجه انتقادات حادة بسبب طريقة تعامله مع جائحة كوفيد.

توفي شينزو آبي بعد إطلاق النار عليه خلال تجمع انتخابي الجمعة
توفي شينزو آبي بعد إطلاق النار عليه خلال تجمع انتخابي الجمعة - وسائل التواصل

وفي بدايته، كان عهده مضطربًا وشهد فضائح وخلافات وانتهى باستقالته فجأة.

وبعدما قال أولًا إنه يتنحى لأسباب سياسية، اعترف بأنه يعاني من مرض تم تشخيصه لاحقًا على أنه التهاب تقرحي في القولون.

سياسة اقتصادية تحمل اسمه

خضع آبي للعلاج لأشهر. وعند عودته إلى السلطة في 2012 قال إنه تغلب على المرض بمساعدة دواء جديد.

وهيمنت على ولايته الثانية، في الداخل إستراتيجيته الاقتصادية التي أطلق عليها "آبينوميكس"، وتجمع بين زيادة الميزانيات والليونة النقدية والإصلاحات الهيكلية.

وسعى أيضًا إلى زيادة معدل الولادات بجعل أماكن العمل أكثر مراعاة للآباء وخصوصًا للأمهات.

كذلك، عمل على فرض ضريبة استهلاك مثيرة للجدل في 2019 تهدف للمساعدة في تمويل أماكن في دور الحضانة، للأطفال بعمر الثلاث سنوات وما دون، وكذلك للمساهمة في نظام الضمان الاجتماعي الذي تجاوز طاقته. لكن اقتصاد اليابان بدأ بالتراجع حتى قبل أزمة فيروس كورونا التي قضت على المكاسب المتبقية.

واعتُبرت طريقة تعاطيه مع الأزمة بطيئة ومربكة، ما أدى إلى تراجع نسبة التأييد له إلى أدنى المستويات خلال فترة حكمه.

وكان من المقرر أن يبقى في المنصب حتى سبتمبر/ أيلول 2020 ما يسمح له بحضور مناسبة مهمة في ولايته التاريخية هي أولمبياد طوكيو 2020 الذي تم إرجاؤه إلى 2021، لكن يبدو أن مشاكله الصحية تمكنت منه مجددًا، وأعلن في 2020 استقالته بسبب المرض.

أعلن شينزو آبي استقالته عام 2022 بسبب المرض
أعلن شينزو آبي استقالته عام 2022 بسبب المرض – وسائل التواصل

عواصف سياسية

وعلى المسرح الدولي اتخذ آبي موقفًا حازمًا من كوريا الشمالية، لكنه سعى ليكون صانع سلام بين الولايات المتحدة وإيران.

وجعل من أولوياته بناء علاقة شخصية وثيقة مع الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، سعيًا للحفاظ على أهم تحالفات اليابان، رغم شعار "أميركا أولًا" الذي كان يرفعه ترمب، وحاول إصلاح العلاقات مع روسيا والصين.

لكن هنا أيضًا لا يخلو الأمر من تضارب. فقد بقي ترمب مصممًا على إجبار اليابان على دفع مبلغ أكبر للقوات الأميركية المنتشرة على أراضيها.

وأخفقت طوكيو في تحقيق تقدم في حل قضية الجزر الشمالية المتنازع عليها مع روسيا، فيما فشلت خطة لدعوة الرئيس الصيني شي جينبيغ لزيارة رسمية، وسط تصاعد مشاعر الاستياء الداخلي تجاه بكين.

وخلال ولايته تصدى لفضائح سياسة ومن بينها اتهامات بالمحسوبية أدت إلى تراجع نسبة التأييد له، لكن لم تتمكن من المسّ بسلطته، لأسباب منها ضعف المعارضة السياسية في اليابان.

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close