Skip to main content

تونس.. احتجاجات في قابس للمطالبة بتفكيك المجمع الكيميائي

الخميس 16 أكتوبر 2025
تجمّع المتظاهرون في قابس تلبية لدعوة منظمة "أوقفوا التلوث" غير الحكومية - غيتي

تظاهر آلاف التونسيين، الأربعاء، بمدينة قابس جنوب شرقي البلاد، للمطالبة بتفكيك الوحدات الملوثة بالمجمع الكيمائي بالمدينة.

ويقع المُجمّع الكيميائي في منطقة "شاطئ السلام" التّي يقطنها نحو 18 ألف نسمة، وتبعد قرابة 4 كلم عن مدينة قابس مركز المحافظة التي تحمل الاسم نفسه، وتم إنشاء المُجمّع عام 1972.

وتشير منظمات بيئية أن المجمع الكيميائي الذي ينتج نحو 57% من حمض الفوسفور المستخدم في الصناعات والأسمدة، أصبح مصدر تلوث خطير يهدد صحة السكان والبيئة.

تظاهرة في "قابس" ضد التلوث الكيميائي

ويطالب المحتجون بتفكيك الوحدات الكيميائية في المحافظة لإنهاء أزمة بيئية متواصلة منذ عشرات السنين، بينما قال الرئيس التونسي قيس سعيّد في وقت سابق إن قابس تعرضت منذ سنوات طويلة لاغتيال للبيئة والقضاء عليها بسبب اختيارات قديمة وصفها بالجريمة.

وتقدّمت التظاهرة عشرات الدراجات النارية، وأُطلقت أبواقها تعبيرًا عن غضب المحتجين الذي احتشدوا في ساحة الشهداء في المدينة قبل أن يتوجهوا إلى مجمّع "المجموعة الكيميائية التونسية" (GCT) الضخم.

وتجمّع المتظاهرون تلبية لدعوة منظمة "أوقفوا التلوث" غير الحكومية، غداة إسعاف فرق الحماية المدنية التونسية عشرات الطلاب والسكان قرب المصنع لإصابتهم بحالات اختناق بسبب انبعاثات "المجموعة الكيميائية التونسية" التي تُصنّع الأسمدة وتُصرّف نفاياتها الغازية والصلبة في الهواء الطلق، وفق وكالة فرانس برس.

وأكد مسؤول محلي مطلع على هذه البيانات، أن 122 شخصًا تلقوا إسعافات أو نُقلوا إلى المستشفى.

وهتف المتظاهرون وبينهم عائلات مع أطفالها "الشعب يريد تفكيك الشركة الكيميائية"، و"نريد أن نتنفس".

في هذا السياق، أفاد مراسل التلفزيون العربي، خليل كلاعي، بأن حالات اختناق عدة سُجلت في صفوف تلاميذ المدارس والطلاب منذ نهاية شهر سبتمبر/أيلول وحتى مطلع الشهر الجاري، نتيجة الانبعاثات الغازية المتصاعدة من المجمع الكيميائي.

من جهته، وقال الناشط البيئي بمدينة قابس صابر عمار: إن "الآلاف من أهالي قابس تظاهروا اليوم من أجل تفكيك الوحدات الملوثة بالمجمع الكيميائي وغلق ملف التلوث نهائيًا بقابس".

وأضاف عمار، لوكالة الأناضول: "سجلنا حالات إعياء عديدة في صفوف الأهالي الأطفال والنساء والتلاميذ بسبب الغازات المنبعثة من المجمع الكيميائي".

وأشار إلى أن "الخميس سيشهد تنظيم يوم غضب ضد التلوث في قابس دعا له الاتحاد العام التونسي للشغل (أكبر منظمة عمالية بالبلاد) والرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان (أهلية)".

والخميس الماضي، نفّذ عدد من الأهالي وقفة احتجاجية، بمنطقة "شاطئ السلام"، احتجاجًا على تردي الوضع البيئي بالجهة وعلى تعرّض مجموعة من تلاميذ مدرسة إعدادية، الشهر الماضي، للاختناق جراء انبعاثات غازية ناجمة عن الوحدات الصناعية للمجمع الكيميائي.

والسبت دعا الرئيس التونسي إلى وضع حد للتلوث الكيميائي في محافظة قابس، وإصلاح ما يجب إصلاحه في أقرب الأوقات، وفق بيان للرئاسة التونسية.

وآنذاك استقبل سعيّد، بحسب البيان، وزيرة الصناعة والمناجم فاطمة شيبوب، ووزير البيئة حبيب عبيد، "وأسدى تعليماته بتوجيه فريق مشترك من الوزارتين إلى معمل الحامض الفسفوري بالمجمع الكيميائي لإصلاح ما يجب إصلاحه بأسرع الأوقات".

المصادر:
التلفزيون العربي - وكالات
شارك القصة