أكدت شركة تيك توك أنها تختبر دعم الاشتراكات المدفوعة مما يمهد الطريق لمنشئي المحتوى على منصة الفيديوهات القصيرة لفرض رسوم على المحتوى الخاص بهم، بحسب موقع "ذا إنفورمايشن".
ولم تشارك الشركة تفاصيل حول توقيت طرح ذلك لمنشئي المحتوى، أو عدد منشئي المحتوى الذين يختبرونها حاليًا أو الشكل الذي قد يبدو عليه هيكل الأجور.
وقال المتحدث باسم الشركة زاكاري كيزر لموقع "ذا فيرج": "إن الاشتراكات كانت مفهومًا قيد الاختبار" وإنها "كانت تفكر دائمًا في طرق جديدة لإضفاء قيمة على مجتمعنا وإثراء تجربة تيك توك".
وإذا تم تبنيها، فستكون الخطوة الأحدث من تيك توك لمساعدة منشئيها على تحقيق الدخل من محتواهم. وقد طرحت الشركة مركز Creator Next الخاص بها مع أدوات تحقيق الدخل الخاصة به لمنشئي المحتوى المؤهلين في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، بعد اختبارها.
ويمثل إضافة دعم المدفوعات المباشرة للمبدعين تحديًا، حيث تتمثل الميزة الرئيسية للتطبيق على المنافسين في الخوارزمية التي تعرض المحتوى على صفحات المستخدمين "فور يو". وتمكّن هذه الطريقة منشئي المحتوى من الوصول إلى المستخدمين وتحويلهم بشكل مثالي إلى مشتركين.
ولكن إذا كان منشئو المحتوى يحتفظون بأفضل محتوى لديهم للمشتركين، فمن المحتمل ألا يكون هذا المحتوى متاحًا لدعم الخوارزمية، مما قد يؤدي بدوره إلى تقليل التفاعل، فمن الناحية النظرية لا يتم عرضه على غير المشتركين.
#TikTok is thinking about letting its creators charge subscription fees. No details on who, when or how are available. https://t.co/zlNsUvIFLk via @Verge @SocialKimLy Think about it: "If creators are holding their best content for subscribers, will it fuel the algorithm?"
— Jenita Ferreira (@JenitaFerreira) January 21, 2022
خوارزمية معقدة
وينوّع تطبيق تيك توك عن قصد من المحتوى المعروض على المستخدمين لإبقائهم مدمنين على التطبيق لأطول فترة ممكنة، وفقًا لتقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز".
ويشرح التقرير بالتفصيل مجموعة واسعة من الجوانب المتعلقة بكيفية استمرار الشركة في جعل المستخدمين يتصفحون التطبيق، بما في ذلك خوارزمية توصياتها. وأكّد متحدث باسم الشركة للصحيفة أن الوثيقة أصلية وتم إنشاؤها لشرح كيفية عمل الخوارزمية.
وتضمن الخوارزمية المعقدة للتطبيق حصول كل مستخدم على المزيد من مقاطع الفيديو التي من شأنها أن تجعلهم يواظبون على النظام الأساسي لفترة أطول.
ووفقًا للصحيفة، يوضح المستند أن الهدف النهائي للشركة هو إضافة مشاهدين يوميًا عن طريق زيادة الاحتفاظ والوقت المستغرق. وتريد تيك توك من مستخدميها، ومعظمهم من المراهقين والأطفال الصغار، قضاء أطول وقت ممكن على المنصة والاستمرار في العودة كلّما أمكن ذلك.
وأشار تقرير صادر عن موقع "دومو" أنه يتم بث حوالي 167 مليون فيديو كل دقيقة كل يوم، بالمقارنة مع موقع غوغل الذي يستحوذ على 90% من جميع عمليات البحث على الإنترنت، ويجري أكثر خمسة ملايين عملية بحث كل دقيقة.
تداعيات خطيرة
واعتبر المستشار في شؤون تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، عامر طبش إلى أن تيك توك يتحول للمنصة الوحيدة التي تستقطب فئة محددة من المستخدمين بعمر معيّن أي المراهقين.
وقال في حديث إلى "العربي" من بيروت: "الخوارزمية المستخدمة تساعد التطبيق ليعرف عن المستخدمين أكثر مما يعرفون عن أنفسهم". وأشار إلى أن التطبيق يعرف أكثر ما يعرفه المراهقون عن أنفسهم كلونهم المفضل ورياضتهم المفضلة وغيرها من التفاصيل.
وتكمن خطورة هذه الخوارمية في تحويل المستخدمين لمدمنين، حيث تطول المدة التي يقضونها على المنصة.
ولفت إلى أن تيك توك يحاول السيطرة على مستقبل وسائل التواصل الاجتماعي من خلال الفئة العمرية التي يستهدفها والتي ستكبر مع تطور التطبيق الذي أصبح يقدم الأخبار، ما يطرح تساؤلات عن صدقية المحتوى.