السبت 20 أبريل / أبريل 2024

"أعظم الأعمال إثارة للدهشة".. حروب الإسلام بين الفتوحات والغزو

"أعظم الأعمال إثارة للدهشة".. حروب الإسلام بين الفتوحات والغزو

Changed

يصف المؤرخ الأميركي ويل ديورانت الفتوحات الإسلامية بأنها "أسرع من الرومانية، وأبقى على الزمان من الفتوح المغولية، وأعظم الأعمال إثارة للدهشة في التاريخ الحربيّ".

"كانت الفتوحات العربية أسرع من الفتوح الرومانية، وأبقى على الزمان من الفتوح المغولية، وأعظم الأعمال إثارة للدهشة في التاريخ الحربيّ كلّه". هكذا يصف المؤرخ الأميركي ويل ديورانت الفتوحات الإسلامية في كتابه الأشهر "قصّة الحضارة".

يتحدّث ديورانت في هذا الكلام، عن الإسلام، الدين الذي انطلق من الجزيرة العربية واكتسحت جيوشه خلال بضع سنوات، الدولة الساسانية، وهدّت منها الأركان، ورفرفت بنوده فوق الولايات التابعة للإمبراطورية البيزنطية في آسيا وإفريقيا، باستثناء شطر صغير منها يقع في غرب آسيا الصغرى.

ولم تلبث جيوشه أن استولت بعد قليل على معظم إسبانيا وصقلية، وأن تقتطع لأمد من الزمن يقصر أو يطول، بعض المقاطعات الواقعة في غربي أوروبا وجنوبها، ودقّت جيوشه بعنف شديد أبواب الهند والصين والحبشة والسودان الغربي.

أدهشت هذه الفتوحات الدنيا ومن فيها، وحكمت العالم لثمانية قرون، وهي الآن جزء من الذاكرة التاريخية للعرب والمسلمين ومن وجدانهم الجمعي يستدعيها البعض استدعاء روحيًا دينيًا طهرانيًا محلّقًا، فيما يعتبرها آخرون احتلالًا عربيًا لا علاقة له بالدين، ولا يصحّ أن نسمّيه إسلاميًا.

أبرز محطات الفتوحات الإسلامية

بدأت الفتوحات في عهد النبيّ محمد (ص) وكان أولها فتح مكّة. بعد وفاة النبيّ الأكرم، أرسل أبو بكر الصدّيق جيوشه إلى الشام والعراق لمواجهة الروم والفرس.

وفي خلافة عمر بن الخطاب، تمكّن العرب من هزيمة الفرس والروم، وسيطرت قواتهم على الشام في العام 21 للهجرة، وعلى العراق وفارس في العام 23 للهجرة.

تكرّر الأمر في مصر على يد عمرو بن العاص بين عامي 19 و21 للهجرة، ومن بعدها اتجهت أنظار العرب إلى القارة السمراء، وفي العام 23 هجرية، بدأت فتوح إفريقيا، ووصلت إلى برقة وفزان وودان وطرابلس. 

وفي العام 27 للهجرة، تمكّنت جيوش العرب في خلافة عثمان بن عفان من هزيمة الروم وقائدهم غريغوري في معركة سبيطلة.

وتكرّر الأمر في خلافة معاوية بن أبي سفيان، ليستكمل عقبة بن نافع ما بدأه عبد الله بن أبي السرح، ويصل إلى تونس. ومن بعده، امتدّت الفتوحات إلى أن وصلت في العام 87 للهجرة إلى السوس الأقصى وساحل المحيط الأطلسي على يد موسى بن نصير.

دولة الخلافة الإسلامية

في الفترة ما بين عامي 86 و96 للهجرة، توغّل المسلمون في آسيا، ووصلت جيوش قتيبة بن مسلم إلى بخارى وسمرقند وبلاد السند وخوارزم وخراسان وكاشغر في شرق الصين.

واستمرّ الزحف العربي بين عامي 92 و107 للهجرة، ووصل إلى شبه الجزيرة الإيبيرية وأسّس دولة الإسلام في الأندلس.

تكرّرت محاولات الجيوش العربية في العهدين الأموي والعباسي لفتح القسطنطينية عاصمة الإمبراطورية البيزنطية، ولكن دون جدوى، إلى أن تمكّن القائد العثماني الشاب محمد الفاتح من دخولها في العام 857 للهجرة لتنضمّ بدورها إلى دولة الخلافة الإسلامية.

محاكمة الماضي في ضوء تحديات الواقع

ويرى رئيس قسم التاريخ سابقًا في جامعة الكويت وأستاذ التاريخ فيها عبد الهادي العجمي أنّه تمّت إعادة طرح هذا النقاش في ظل صياغات مرتبطة بتجاذبات فكرية بين أطراف في المجتمع.

ويشير العجمي، في حديث إلى "العربي"، إلى أنّها "نتاج مأزق يحاول أن يعيد محاكمة الماضي في ضوء تحديات الواقع".

ويلفت إلى أنّ "هناك جماعات رأت في الإسلام أصلًا لحركاتها السياسية في العصر الحالي ثمّ استحضرت تجربة الإسلام الواسعة والكبيرة وتبنّتها مرجعية لها".

ويعتبر أنّ "خصوم هذه التيارات السياسية اضطروا إلى محاكمة هذه الأصول والتجربة باعتبارها نقدًا لهذه الجماعات الأخرى".

وإذ يلفت إلى أنّ "كل الشعوب عندها تجاربها الخاصة وكذلك قراءاتها الخاصة للتاريخ"، يشدّد على أنّ التقييم والسرد الإسلامي كان بدرجة كبيرة توصيفًا جيّدًا للدراسات باعتبار أنّ جمع الروايات عملي جدًا.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة