السبت 13 أبريل / أبريل 2024

"ليست الموصل".. عراقيون ينتقدون التصميم المقترح لترميم جامع النوري

"ليست الموصل".. عراقيون ينتقدون التصميم المقترح لترميم جامع النوري

Changed

مسجد النوري الموصل
مسجد النوري المدمّر في الموصل والذي اشتهر بمئذنته المائلة الحدباء التي تعود إلى القرن الثاني عشر (غيتي)
يتجاهل التصميم المقترح القيمة التاريخية للعمارة المحلية في المدينة القديمة، بحسب مهندسين وعلماء آثار عراقيين يطالبون بالحفاظ على الطابع الأثري للمسجد.

قوبلت خطة الأمم المتحدة لترميم جامع النوري التاريخي في الموصل، الذي أعلن فيه تنظيم "داعش" الخلافة، بالانتقادات.

واعترض مهندسون معماريون وعلماء آثار عراقيون على مخطط "إعادة تصميم" المركز التاريخي لمدينة الموصل، وفقًا لصحيفة "التلغراف".

وكانت منظمة "اليونسكو" قد أعلنت الخميس الماضي أنها اختارت شركة مصرية لإعادة بناء الجامع في إطار مشروع لترميم أجزاء من مدينة الموصل القديمة التي تضررت بشدة خلال احتلالها من قبل تنظيم "داعش".

وتعهدت الإمارات العربية المتحدة بتقديم 50 مليون دولار لترميم الجامع.

ونقلت الصحيفة عن خبراء عراقيين قولهم: إن التصميم "المستوحى من الخليج" يتجاهل التراث الفريد للمدينة.

ويتوقع سكان الموصل، ثاني أكبر مدينة في العراق، إعادة بناء مجمّع المساجد بالقباب والأقواس، بما يتماشى مع الطراز المعماري التاريخي للمدينة القديمة، معبرين عن عدم رضاهم عن "التصميم التكعيبي الحديث" الذي تم اختياره.

"لم يتطلب إعادة تصميم"

وقالت رشا القعيدي، كبيرة المحللين في معهد نيولاينز للاستراتيجيات والسياسات: "إنها ليست الموصل، إنها تشبه الشارقة تمامًا"، في إشارة إلى الإمارة الخليجية المشهورة بهندستها المعمارية المعاصرة.

وأضافت القعيدي، وهي من الموصل: "ترى هنا (في التصميم المقترح) تأثير الإمارات العربية المتحدة"،  مؤكدة أن إعادة إعمار المسجد لا يتطلب "إعادة تصميمه".

كما علّق جنيد الفاخري، وهو عالم الآثار في الموصل، على تصميم الجامع قائلًا: "إن القيمة التاريخية للعمارة المحلية في المدينة القديمة يجب أن تكون ذات أهمية قصوى في إعادة البناء".

وأضاف: "المسجد والمئذنة مواقع أثرية وتاريخية يجب الحفاظ عليها، ولا ينبغي تغيير أي تفاصيل تقلل من قيمتها".

وتساءل عن سبب عدم اختيار الترميم التقليدي، مثل "مشروع الإدخال" الذي قدمته المهندسة العراقية، من الموصل، حسنية جرجس، التي كتبت في طلبها أنها تريد الحفاظ على "الطابع الأصلي" للمسجد.

وذكرت "اليونسكو" إن المحلفين التسعة الذين شاركوا في اختيار المشروع تشاوروا مع ممثلين من مكتب رئيس الوزراء العراقي ووزارة الثقافة.

جامع النوري

من جهته، أكّد باولو فونتاني، رئيس منظمة اليونسكو في العراق، على إعادة بناء مئذنة المسجد الأيقونية كما كانت من قبل، وكذلك قاعة الصلاة، التي سيعاد تشييدها باستخدام مواد البناء الحديثة، لتحسين الإضاءة والتبريد.

واعتبر أن المناظر الطبيعية والحدائق حول المسجد ستجعل المجمع أكثر جاذبية، وسيشمل مدارس ودار ضيافة ومركزًا للفن والعمارة الإسلامية، مؤكدًا أن المشروع الفائز يمزج بين "الحداثة والتقاليد".

واكتسب مسجد النوري شهرة عالمية عام 2014 حيث نصّب أبو بكر البغدادي نفسه "خليفة للمسلمين"، في أول ظهور علني له زعيمًا لتنظيم "داعش".

وقبل وقت طويل من ارتباطه بـ"داعش"، اشتهر مسجد النوري بمئذنته المائلة التي تعود إلى القرن الثاني عشر. وأصبح البرج الذي أطلق عليه اسم الحدباء، أو "الحدب"، رمزًا للمدينة.

المصادر:
التلغراف

شارك القصة

تابع القراءة
Close